كتاب وآراء

كيف تتعامل مع نفسك كإنسان!!!؟

كتب في : الثلاثاء 10 مارس 2020 - 4:39 مساءً بقلم : حازم محمد سيد احمد

النفس لابد من إرغامها إرغاماً ، لأنها بطبعها متمردة، ومتغطرسة!! وترغب في تحقيق رغباتها على الدوام، دون النظر إلى أي العواقب!!، فبصفة عامة كل واحد منَّا لديه :
قلب وعقل وروح ونفس، وله متطلبات حيوية لحياته، مثل المأكل والمشرب والنوم وقضاء الحاجة . . إلخ، وفي داخله خليط من النوازغ كالشهوة والغضب والحسد وحب الاستعلاء إلى غير ذلك، ولديه أيضاً العديد من المشاعر، كالفرح والحزن والحب والكره والعطف والقسوة والحنان والشدة، وهذه العوامل بحسب الظروف المحيطة بالإنسان، كالبئية والصحبة والظروف المادية والاجتماعية وغيرها من العوامل، إلا أن هناك ثلاث عوامل رئيسة، لو اتحدت واتفقت على قيادة السفينة نحو النجاة؛ لاعتبرت هذه السفينة من أرقى السفن قدراً، غير أن حدوث الاضطراب أمر وارد كلما اختلفت تلك العوامل مع بعضها البعض، أما لو اتفقت تلك العوامل الثلاث على قيادتها نحو الهلاك عياذاً بالله!! فلن تستغرق السفينة وقتاً طويلاً؛ لفقدان الكثير من عوامل الخير التي يصعب تعويضها مستقبلاً، وهذا بالطبع إذ لم تغرق السفينة في الحال، أو في وقت مبكر!!،وبهذا التقسيم تحددت لدينا القيادة المتمثلة في هذه الثلاث(القلب والروح والعقل) أما البقية، سواء كانت المتطلبات الاعتيادية لحياة الجسد، أو النوازغ أو المشاعر، فتمثل الرعية، ومن ثم يتم توجيهها حسب تعليمات تلك القيادة، علماً بأنه قد يقع من تلك الرعية في كثير الأحيان بعض المخالفات، وهذا أمر متوقع كونها تقع تحت طائلة (الصفات البشرية) التي قد يعتريها النقص أو الخلل، إلا أن دور القيادة يتطلب اليقظة الدائمة في إجبار ذلك النقص، أو تصحيح ذلك الخلل؛ حتى لا تجنح السفينة نحو الهلاك عياذاً بالله!!، فالنقص أو الخلل الذي يعتري أنفسنا في كثير من الأحيان، ولا أقول في بعض الأحيان، وإنما أؤكد على قولي في(كثير) منها، إنما يمثل محاولات الشيطان المتكررة، باعتباره العدو الكامن لهذه السفينة في الخفاء بقصد إغراقها مستثمراً ذلك النقص أوذاك الخلل في أمرين من أشد الأمور خطورة، وهما :أولاً : فقدان الثقة في النفس!!.
أما الأول، فبإلقاء شعور في روعك كإنسان من أنه لا فائدة منك، وأنت تعاهد الله في كل مرة على فعل الخيرات وترك المنكرات، ولكنك ترجع وتعود إليها مراراً وتكراراً!! وقد ضعفت أمام نوازغك النفسية، وخارت قواك أمام شهواتك ورغباتها!! فعن أي عزم تتحدث، أو لأي توبة تروم؟! وبالتالي يدخلك قفص العجر، ويغلقه عليك بهذا المشاعر الشيطانية الكئيبة السوداء!!
ثانياً : إحداث خلل في القيادة!!
وأم الثاني، فحين يتأكد من استقرار مشاعر اليأس من نفسك في نفسك!!
وأنك قد رفعت الراية البيضاء مستسلماً لتلك المشاعر من العجر والقنوط!!
حيينها يثير على نفسك رياح التمرد على كل ما كان في الماضي من حب للخير أو تقيد بحلال أو حرام!! لإحداث خلل كبير في عجلة القيادة، من خلال إسقاطك في مستنقع المعاصي، وحجبك عن بيئة الطاعات، وبالتالي فلا زاد من ذكر لله يصل إلى القلب ليضخ بدوره الحياة في تلك الروح لتواصل طريقها نحو المزيد من الرقي!! ويطمس سواد المعصية فيك نور العقل وبصيرته، بعدما يقطع شريان الحياة الواصل بينه وبين ما يعقله قلبك ابتداءً ويفقهه، فتكون عياذاً بالله من الذين لهم قلوب لا يعقلون بها!! وبالتالي تشرف السفينة بأكملها على الهلاك!!
والحق أنه لو أتقن كل واحد منا كيفية التعامل مع نفسه كإنسان، تعتريه الكثير من صفات النقص وعوامل الخلل، وعرف كيف يسدد ويقارب، كلما غلبت عليه تلك الصفات، أو اعترته هذه العوامل؛ لنجح بسهولة في استعادة دفة السيطرة على السفينة والاتجاه بها مجدداً نحو النجاة بإذن الله، وحيينا فقط لن يجد الشيطان سبيلاً للسيطرة على نفوسنا، بل وقد نبلغ من منزلة الرقي في تزكية النفس بعون من الله، ما نعجله يعجر من الأساس حتى عن الإيقاع بنا في أي معصية مهما تصاغر حجمها، حيث أن البصيرة بمسالك طريق السفر وحدها كفيلة بإذن الله بإرشادنا عن المواطن الآمنة لوضع أقدامنا، والمواطن التي تحفها المخاطر، وبالتالي يمكننا السير بأمان
حازم محمد سيدأحمد .

بداية الصفحة