كتاب وآراء

تحية إلي روح أخي الأستاذ محمد الوكيل

كتب في : الخميس 23 يونيو 2016 بقلم : درويش سليمان

كان رحمه الله رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون المصري تعرفت عليه  في عام 1990 و اختارني مراسل للتليفزيون عن شمال إيطاليا و كان رغم سنه إلا أنه كان رشيق الحركة وواسع الفكر و الأفاق و في مذبحة الأقصر عام 1997 كان المنسق الوحيد معنا لهذه الرحلة و ذلك بإستضافة الوفد الإعلامي الإيطالي إلي مصر و الذي أمر بتنظيمها كاملة و تغطيتها في برامج صباح الخير يا مصر و في نشرات الأخبار و كانت علاقته المباشرة و الدائمة مع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك مما أثار غضب بعض رجال الإعلام المصري و علي رأسهم وزير الإعلام السابق صفوت الشريف .

كنت في أحدي زيارتي إلي مصر و ذهبت إلي مبني التليفزيون قطاع الأخبار و تقابلت معه كما تعودت زيارته في كل رحلة كانت معه في غرفته الصديقة العزيزة فريدة الزمر و أخطرني أنه أعد مفاجأة ستبدأ من الصباح و لم يقل لي عليها بل و أكتفي بقوله لي شاهد برنامج صباح الخير يا مصر و فعلآ في اليوم التالي شاهدت البرنامج و إذا بي أجد نخبة من شياب و صغار المذيعين الذين بدأوا حياتهم الإذاعية بهذا البرنامج و كانت مجازفة كبري من جانب محمد الوكيل .

هذه النخبة الشابة هم الآن من ألمع الأسماء المعروفة في مجال الإعلام المصري و لم أذكر أسماءهم لأنهم يعرفون أنفسهم و يعرفون فضل محمد الوكيل عليهم و بعد إنطلاق و براعة فائقة من هذا الإنسان تم تدبير مؤامرة خبيثة و دنيئة له , دخل عليه أحد العاملين و قال له محمد بيه هل من الممكن أن أترك هذا الظرف لديك فأخده ووضعه في الدرج و بعد خروج الشخص هجمت عليه الأموال العامة ووجدوا في الظرف عشرة الآف جنية و تم القبض علي محمد الوكيل و حكم عليه بعشرة سنوات سجن و لم يتم الإكتفاء بهذا بل ظلوا وراء إبنته التي كانت تعمل معه في النشرة الجوية حتي تركت كل مصر وسافرت إلي الكويت أنها شيرين محمد الوكيل و مات الرجل من حصرته وحزنه علي ما حدث له في ذنب لم يرتكبه جريمة تم تدبيرها علي أعلي مستوي للتخلص من الرجل الذي كان مخلص للبلد والوطن رحم الله محمد الوكيل صاحب الفضل الكبير علي درويش سليمان و علي كبار رجال الإعلام الحاليين الذين نسوا أنه أول من أتاح الفرصة إليهم .

" يا أيتها النفس المطمئنة أرجعي إلي ربك راضية مرضية فأدخلي في جنته أدخلي في عباده أن لله و أن إليه راجعون "

بداية الصفحة