احتفالات مصر بالعيد الرابع والأربعين لانتصار أكتوبر، عبر تقديم الخدمة الخبرية "عيش نصر أكتوبر" فى محاكاة للأخبار الواردة من الجبهة ساعة بساعة أثناء حرب أكتوبر المجيدة، وسادس أخبار اليوم وآخرها هو مد الجسور وبدء عبور الدبابات.

أكد الفريق سعد الدين الشاذلى، رئيس أركان الجيش المصرى، أنه فى تمام الساعة السادسة والنصف تمكنت وحدات المهندسين المكلفة ببناء الكبارى من المرحلة الأولى، وتم الدفع بدبابات ومركبات الأسبقية الأولى، وأنه تم عبور الدبابات والأسلحة الثقيلة بحلول الساعة الثامنة، بعد إتمام المهندسين فتح الثغرات، وقدرها 60 ثغرة فى الساتر الترابى بتجريف 90 ألف متر مكعب من الرمال، كما تم بناء 8 كبارى ثقيلة وإتمام بناء 4 كبارى خفيفة هيكلية، وبناء وتشغيل 31 معدية.

وذكر الشاذلى، أن عمليات العبور تتم بشكل منتظم فيما عدا قطاع الفرقة 19 مشاة حيث ظهرت مشكلات غير متوقعة بخصوص طبيعة التربة، فيما استمر التراشق بالمدفعية، وقد حاولت قوات طيران العدو الإغارة على الكبارى، لكن الدفاعات الجوى اعترضتها، وأسقطت منها 27 طائرة.

من ناحية أخرى، أكد المشير عبد الغنى الجمسى، أن مصر تمكنت من فتح كافة الممرات، وأن الدفاع الجوى أسقط خلال أربع دقائق خمس طائرات منها إثنتان طراز فانتوم وثلاث سكاى هوك، وأكد أن المشير أحمد اسماعيل طلب من اللواء جمال محمد على، مدير المهندسين، التوجه بنفسه إلى مركز عمليات القطاع الجنوبى بالجيش الثالث الميدانى للإشراف على تنفيذ العمل بعد الصعوبات التى واجهوها فى إقامة الكبارى نتيجة التربة الطينية.

وأشار الجمسى، أن رجال المهندسين تكبدوا نسبة عالية من الخسائر أثناء فتح الممرات، إلا أنهم ضربوا المثل فى الإصرار على تنفيذ المهام والتضحية بالنفس فى سبيل الواجب، واستشهد أحد قادة المهندسين البارزين وهو العميد أحمد حمدى، والذى أطلق اسمه على نفق قناة السويس بعد الحرب.

من ناحية أخرى، قال الرئيس أنور السادات إنه غادر غرفة العمليات متوجها إلى قصر الطاهرة فى تمام الساعة الثامنة إلا الثلث، أى بعد ست ساعات إلا ثلث قضاها فى غرفة القيادة، حيث أبلغ برغبة السفير السوفيتى فى مقابلته والذى أبلغه بطلب القيادة السوفيتية وقف إطلاق النار، إلا أن الرئيس السادات رد على ذلك، بأنه لن يوقف إطلاق النار إلا بعد الانتهاء من الأهداف الأساسية المحددة، ثم بعدها أرسل برقية إلى الرئيس حافظ الأسد يبلغه بما دار بينه وبين السفير السوفيتى.

وأكد اللواء عبد المنعم واصل، قائد الجيش الثالث الميدانى، أن الكتيبة 43 صاعقة قد عبرت فى تمام الساعة 5.45 واقتحمت لسان بورتوفيق، ونجحت فى السيطرة على القطاع الشمالى من اللسان، ونقل عبد المنعم واصل عن مستر هارت وهو أحد المراسلين الحربيين قوله:"ما رأيته بعينى قد أصابنى بالذهول، الجنود المصريون يتدفقون على القنال يشقون المانع المائى بمعدل مرتفع عند الطرف الجنوبى من القناة كالإعصار، هؤلاء أبناء النيل يخترقون الساتر الترابى المرتفع بشجاعة تعرفها الأساطير التى تمجد الأبطال المحاربين، وها هم يثبتون أقدامهم على رمال سيناء التى فقدوها من قبل، يخوضون معارك فاقت عديدا من نوعياتهم، لقد رأيت إعصارا يتقدم تحت ساتر جديد، هو عبارة الله أكبر، لقد فوجئ الإسرائيليون بالمصريون على رؤوسهم وكأن الأرض قد أنشقت عنهم، لقد كانوا الكبرق الذى يسبق العاصفة، وكانوا من القوة بمعنى أن القوة أمامهم كان لابد أن تنهار".