في ليلة الإثنين 25 فبراير من عام 1935م، صدحت الآنسة أم كلثوم بوصلتها الغنائية في الإذاعة المصرية، بكلمات أغنية من تأليف الشاعر أحمد رامي الملقب ب شاعر الشباب ، وكانت كلمات الأغنية تقول " يا قلب كان مالك ومال الغرام ؟ ماكان صحيح جه الغرام ع المرام، وإن كان غرام أوهام وذل وخصام خليك بعيد عنه وعيش في أمان".

الأغنية التي كانت من تلحين زكريا أحمد من مقام الراست، تناولها الناقد الذي كان يوقع باسم الناقد المجهول في باب إذاعات الراديو بمجلة الصباح آنذاك، حيث اهتمت الصحف بتأسيس نافذة للراديو الذي انطلق بثه في بداية ثلاثينيات القرن الماضي.

ولد الشاعر أحمد رامي في القاهرة عام 1892م، وتوفى في مثل هذا الشهر يونيه بالتحديد 5 يونيه عام 1981م بالقاهرة، بعد أن جدد الأغنية المصرية، سواء في قصائده الفصحى أو العامية منذ أن عاد من بعثة جامعة السوربون في علم نظم الوثائق والمكتبات واللغات الشرقية.

شاعر الشباب أحمد رامي كان من حظه أن ترتبط قصائده بصوت أم كلثوم وأن ترتبط به سواء في ترجمته البديعة لرباعيات الخيام، أو لأغانيه الأخرى، حيث تقابل مع كوكب الشرق أم كلثوم في صالة سانتي لأول مرة في حديقة الأزبكية كما يؤكد محمد علي أحمد في كتابه "حياة وأغاني أم كلثوم "، مضيفًا أن رامي استمع ل أم كلثوم في طرب، وعاش بعدئذ في آفاق صوت شد له عن طريق الوحي والإلهام والشعر الخالد.

لم تأخذ الأغنية من إخلاصه العميق للشعر والترجمة، ولا من الوظيفة التي أخلص لها في تخصصه في نظم الكتب والوثائق، فقد أصدر ديوانه بأجزائه، رباعيات الخيام، وغرام الشعراء وأغاني رامي، وقد ترجم عددًا من المسرحيات العالمية منها :مسرحية سميراميس، وفي سبيل التاج وغيرها، وقد كان له السبق في أولى الترجمات العربية عن الفارسية لرباعيات الخيام، وقد عين مستشارًا للإذاعة المصرية، حيث عمل فيها مستشارًا لمدة ثلاث سنوات.

وتناولت مجلة الصباح في وقت إذاعة أغنية "ياقلب كان مالك" الصورة الحقيقية للغناء في مصر آنذاك، والنقد الموسيقي والفني الجاد لكل ما يُذاع من مونولوج وغيرها، حيث قام الناقد الفني في شرح موسيقى أغنية رامي "يا قلب مالك ومال الغرام"، حيث أكد أن الأغنية اشتملت على حركات مختلفة من مقامات الراست والحجاز، مؤكدًا أن الأغنية التي أدتها الآنسة أم كلثوم في وصلتها الغنائية كانت رائعة كعادتها.