كتاب وآراء

تياترو لكل مواطن في مصر ( عودة مسرح التلفزيون )

كتب في : السبت 26 اغسطس 2017 - 1:17 صباحاً بقلم : مصطفي كمال الأمير

المسرح منذ ايام الاغريق والرومان
هو ابو الفنون مقولة صحيحة معروفة عند المثقفين والفنانين الذين يقومون باعتلاء خشبة المسرح يومياً امام الجمهور والمشاهدين لتقديم مواهبهم في الدراما والكوميديا وفن الاستعراض والأوبريت والفنون الشعبية ومسرح العرائس والأطفال ودور الأوبرا

"تياترو" هي كلمة إيطالية لكنها أصبحت دارجة شائعة في العامية المصرية منذ وجود الطليان ( مع جنسيات اخري ) بإعداد كبيرة في المجتمع المصري 
وكان الفنان الشهير استيفان روستي من أشهر الطلاينة الذين تم تمصيرهم ثقافياً 
بدأت الفرق المسرحية في مصر بالانتشار والازدهار منذ مسرح جورج ابيض والفرق المسرحية الآخري في مسرح يوسف بك وهبي ونجيب الريحاني مع عادل خيري والفنان الأسمر علي الكسار

هذه الأجيال العملاقة فنياً تسلم منها راية المسرح "الفرسان الثلاثة " عادل امام وسمير غانم ومحمد صبحي 
الفنان المخضرم عادل امام الذي بدأ زمنياً تقريباً مع الكوميديان سمير غانم وفرقته ثلاثي اضواء المسرح ( جورج سيدهم والضيف احمد ) في مسرح الهوسابير
ثم تلاهم الفنان الكبير محمد صبحي 
كل منهم شق طريقه فنياً وأسس مدرسة مختلفة في السينما والمسرح والتلفزيون 
اختلفت أدواتهم مع وسائلهم وأهدافهم وأولوياتهم ايضًاً 
عادل امام ( خريج زراعة القاهرة ) الملقب بالزعيم نجح في السينما والمسرح ( المشاغبين ) والتلفزيون ( منذ ابراهيم الطائر وجمعة الشوان حتي ناجي عطالله وما بعدها ) 
مع الكاتب يوسف معاطي 
من ابنائه المخرج رامي امام والممثل محمد امام 
وهما التطور الطبيعي لعائلة امام الفنية

اما الفنان الشامل سمير غانم فقد نجح مسرحياً ( منذ المتزوجون واهلا يا دكتور ) 
وتليفزيونياً منذ مسلسل ميزو وبدايته في عمل فوازير رمضان "فطوطة وسمورة " 
وعمل حفلات لأغاني الأطفال مع شخصية فطوطة لصاحبها فهمي عبد الحميد مخرج فوازير الفنانة نيللي وشيريهان قبل اعتزالهما
نجاح سمورة المحدود في السينما جعله متفرغاً للمسرح التجاري قدم فيه وجوهاً جديدة منها طلعت زكريا 
الفنانة دنيا وايمي سمير غانم من زوجته دلال عبد العزيز كانا أفضل امتداد للثنائي الفني

الفنان الأكاديمي محمد صبحي نجح جداً مسرحياً مع رفيق دربه الكاتب لينين الرملي 
ونجح تلفزيونياً ( سنبل وعلي بيه مظهر مع يوميات ونيس ) 
لكنه كان اقل نجاحاً في السينما
لم يؤمن بمبدأ التوريث الفني رغم وجود ابنائه كريم ومريم 
فقام باكتشاف مواهب جديدة مدفونة تستحق الفرصة للنجاح مثل هاني رمزي واحمد آدم وعبلة كامل 
او اعادة اكتشاف نجوم الغناء في مجال التمثيل والدراما مثل سيمون وغادة رجب
قام مؤخراً بدوره الاجتماعي في جمع التبرعات لتطوير العشوائيات في القاهرة ومدن مصر

التجربة الفريدة لمسرح التلفزيون مع حفلات اضواء المدينة في الستينيات قبل نصف قرن كانت مفيدة جداً لابراز المواهب المصرية في التمثيل ( فؤاد المهندس وَعَبَد المنعم مدبولي ) والغناء ( لبلبة ومحمد رشدي وماهر العطار) والفكاهة ( دكتور شديد والخواجة بيجو ) في إطار النهضة الثقافية المصرية الرائدة في العالم العربي

اصاب المسرح المصري قبل وبعد الثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ فترات من الركود والسطحية بعد غياب المبدعين من الكتاب الكبار والشعراء 
وتحوله الي التهريج واللهو والتجارة في مواسم السياحة العربية في الصيف او الذهاب الي الخليج في فصل الشتاء 
كذلك كان مسرح الفن ( خلف عهد الموسيقي العربية قبل ازالته ) للاستاذ جلال الشرقاوي ومسرح الفنانين المتحدين ومسرح الجمهورية والسلام والطليعة والبالون والزمالك 
كانوا نافذة للأضواء والشهرة للكثيرين منهم احمد بدير وصلاح عبدالله وابنته عبير الشرقاوي قبل اعتزالها 
الكوميديان الراحل سعيد صالح حاول شق طريقه في المسرح والسينما مع الفنان يونس شلبي بعد خروجهما من مسرحية مدرسة المشاغبين لكنها فشلا في ذلك

كان مسرح محمد نجم في حي الدقي مجرد محاولة لعمل مسرحيات فنية ذات طايع تجاري 
لكنها ساهمت في شهرة فنانين كبار منهم الراحل سيد زيان والناظر حسن مصطفي ومظهر أبو النجا والفنان الراحل حسن عابدين 
حتي وصلنا حالياً الي الفنان الصاعد محمد رمضان الذي يعرض مسرحيته علي مسرح الهرم المعروف بالزعيم 
مع غياب الكوميديان محمد هنيدي عن المسرح والتلفزيون واتجاه الفنان احمد السقا الي السينما مع هاني رمزي وياسمين وكريم عبد العزيز وأحمد حلمي واحمد عز
مع رحيل الفنانين هادي موافي و علاء ولي الدين

الفنان اشرف عبد الباقي قام بعمل مبادرة رائدة جداً أعاد بها الروح للمسرح المصري 
هو عمل برنامج تياترو مصر كل أسبوع علي قناة MBC والحياة في اعمال مسرحية قصيرة وذلك باكتشافه للممثلين والخريجين الجدد من المعاهد الفنية والاكاديمية الذين نجحوا بعدها في العمل في أفلام السينما 
وقد لاقت التجربة نجاحاً باهراً فنياً واعلامياً وحتي اعلانياًً

مماأدي الي انتشارها في القنوات المصرية الخاصة الآخري ومحاولة تقليدها 
وهو ما نتج عنه دخول فن المسرح الي البيوت المصرية مع خدمة الديليفري في توصيل البسمة والضحكة الي المنازل بعد عودة مسرح التلفزيون

بداية الصفحة