كتاب وآراء

سكنت القلوب محبته

كتب في : الثلاثاء 26 سبتمبر 2023 - 9:08 صباحاً بقلم : ماجده الروبى

 

كان سيدنا رسول الله ﷺ جميل الصورة حسن الهيئة، ولرؤية هذا الجمال النبوي أثر كبير في ارتقاء الناس في الدنيا والآخرة، فبرؤيته يرقي العبد في مراقي العبودية إلى الله مدارج لا يعلمها إلا الله، ومن هذا ما أجمع عليه المسلمون من أنه لا يسمى الصحابي بهذا الاسم إلا بلقاء رسول الله ﷺ واجتماعه بجسده الشريف، وإن كان معه في عصره فقط لا يعتبر صحابي. فقد ارتفع الصحابة منزلة على رؤوس العالمين بسبب اجتماعهم به ﷺ ورؤيتهم له ﷺ والنظر إليه، وكذلك كانت رؤية صورته الشريفة في المنام من أكبر منن الله على المسلم الصادق إذ يقول ﷺ: «من رآني في المنام فقد رآني» [رواه البخاري ومسلم]. وقد تعجب أصحابه من جماله ومدحوا ذلك الجمال فيه ﷺ فقد قال حسان بن ثابت: وأجمل منك لم تر قط عيني ... وأكمل منك لم تلد النساء خلقت مبرءا من كل عيب ... كأنك قد خلقت كما تشاء فكان هذا الجمال المغطى بالجلال، والمكسو بجميل الخصال وحميد الخلال سببا في دخول الإيمان قلب كل صادق غير متبع لهوى بمجرد مواجهته الشريفة ﷺ. وكان أصحابه يعظمونه ويهابونه ويقومون لهذا الجمال والجلال تأدبًا منهم، وعجز عن ترك القيام رغم أن النبي ﷺ نهاهم عن ذلك القيام [رواه أبو داود في سننه] لشدة جماله وبهائه ﷺ فقال حسان: قيامي للحبيب علي فرض ... وترك الفرض ما هو مستقيم عجبت لمن له عقل وفهم ... ويرى ذاك الجمال ولا يقوم ونقول سكنت القلوب محبته عندما وصل رسولنا الكريم إلى عرش الرحمن في ليلة الإسراء والمعراج، أراد أن يخلع نعليه فناداه رب العزه:"لماذا تخلع نعليك؟" فقال الرسول الكريم:"إلهي خشيت عاقبة الطرد ومرارة الرد وان يقال لي كما قيل لاخي موسى"، فناداه رب العزه:" يا محمد إن كان موسى أراد فأنت المراد، وإن كان موسى أحب فأنت المحبوب، وإن كان موسى طلب فأنت المطلوب وأنت القريب وانت الحبيب (فأسلنى ما تحب فأنى سميع مجيب)"، فقال الرسول الكريم: "اللهم إنى لا أسألك آمنة التي ولدتني، ولا حليمة التي أرضعتني، ولا فاطمة ابنتي، وإنما أسألك أمتي..!"، فقال له رب العزة:"يا نبي الرحمة ما أشفقك على هذه الامة؟ أمتك خلق ضعيف وانا رب لطيف، وانت نبى شريف، ولا يضيع الضعيف بين اللطيف والشريف، فوعزتى وجلالي، لأقسمن القيامة بينى وبينك شطرين، انت تقولى أمتي أمتي، وانا أقول رحمتي رحمتي...!" فصلوا_عليه. وسلموا لمن سكنت القلوب محبته

بداية الصفحة