ثقافه وفنون

الفنان يوسف شعبان: البلد لا يوجد فيه سينما أو مسرح أو تليفزيون «إحنا فى حالة حرب» (حوار)

كتب في : السبت 12 سبتمبر 2015 بقلم : رشا الفضالى
وأوضح أن الفن المصرى تعرض لسنوات لمحاولات تخريب على أيدى جماعة الإخوان.. وإلى نص الحوار:

■ ما هى أسباب ابتعادك عن المسرح طوال 8 سنوات؟

- دعنا نتفق أن المسرح لم يكن متواجدا فى مصر طوال الـ4 سنوات الأخيرة، نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية، وغياب الأمن والاستقرار، وهما شرطان أساسيان لتواجد «أبوالفنون»، وظروف البلد تقتضى وتلزم المسؤولين عن الثقافة فتح المسارح لأبوابها مرة أخرى، كوسيلة فى مواجهة الحروب التى تواجهنا من الداخل أو الخارج، كونه أحد أهم عناصر التثقيف والوعى الاجتماعى، وصاحب التأثير القوى فى الشارع، وهو يحتاج إلى اهتمام أكبر على كافة المستويات، وعلى الدولة أن تدعم الثقافة من خلال كل أنواع الفنون ومنها دون شك المسرح.

■ إذن ما سبب حماسك لمسرحية باب الفتوح؟

- حماسى لم يكن للمسرحية، ولكنى نظرت للدولة التى فى رأيى تلزم كل فنان ومبدع فى البلد بأن يقول كلمة للجموع، إن أعداء الوطن على باطل، وإن ما يتم ترويجه من خلالهم عبر وسائل إعلام صهيونية غير صحيح ولا أساس له من الصحة، وهذا هو دور الفنان.

■ وكيف ترى نص الكاتب الراحل محمود دياب والإسقاطات التى يحملها؟

- محمود دياب كاتب مسرحى كبير، وصاحب تاريخ، ونجح من خلال نص «باب الفتوح»، فى عمل إسقاط على واقعنا الحالى من خلال تناوله لفترة صلاح الدين ومواجهته للصليبيين، الذين يسعون إلى تمزيق الوطن العربى وكيانه وتقسيم أكبر دولة إلى 4 دويلات صغيرة، وهو ما يعكس الوضع الحالى، والمسرحية تتناول معنى الوطنية وحب الوطن، وتنقل من خلال النماذج الشبابية التى تقدمها الصورة التى يجب أن تكون عليها أخلاقنا، وضرورة أن تشعر الشعوب بالحرية والكرامة الإنسانية، وبها قماشة وفكر عميق ومعانٍ قيمة.

■ وما هو تصورك للإسقاطات التى يحملها العمل على وقتنا الحالى؟

- «باب الفتوح» تتحدث عن القيم التى يجب أن يسير وفقها مجتمعنا، ونتفاعل من خلالها، وتحث على أهمية وجود مستوى معيشة معقول، وتعكس صورة لفساد الحكام ومعاونيهم، واستفادة صفوة معينة بصفقات وملايين على حساب الشعب، وهذا هو السبب الرئيسى فى اندلاع ثورة يناير حينما خرج الشعب لشعوره بأنه غريب عن البلد، لأنهم مطحونون، لذلك طالبنا من خلال العمل بشكل جماعى ضرورة تواجد الحرية للشعب لأنها أساس قدرته على الدفاع عن أرضه وعرضه.

■ وهل العمل يتناسب والفترة الحالية التى تعيشها مصر؟

- طبعًا لأن الفساد مازال موجودا والإرهاب مستمرا، فأنا أقول من خلال شخصيتى فى العمل بمشهد النهاية «فى الأمس، الصليبيين حرقونا وإحنا بنصلى ونعبد الله فى المسجد الأقصى وإحنا أحياء، وبعد استرداد أنفسنا وأصبحنا قادرين على القصاص منهم وهزيمتهم، لطيبتنا تسامحنا، وتنازلنا فى القصاص عن حقوقنا، وبعد كده أوهمونا أننا نعيش معهم فى سلام، وصدقناهم، حتى اكتشفوا حاليًا واتضح أنهم بيظبطوا خطط لمحاربتنا، ويقومون بذلك من خلال تزوير وتحريف الأديان حتى نضرب فى بعضنا البعض، وهم مبسوطين بانهيار الوطن العربى من سوريا وليبيا والعراق واليمن ومصر وتونس، وغرضهم نفى هذه الشعوب، وأن يصبحوا أسيادنا ونحن عبيد عندهم، وأقول للعرب: أفيقوا يا عرب على هذه الحقيقة».

■ هل تدخلت فى اختيار الممثلين؟

- رأيى استشارى فى هذا الأمر، لكنى لست مدرسا، حتى أفرض رأيى على غيرى، وأؤمن بالتخصص وأن لكل شخص مسؤوليته ووظيفته ومهامه.

■ وما سبب المشكلة التى وقعت بين المخرج فهمى الخولى والبيت الفنى للمسرح؟

- مسرح السلام لم يكن جاهزًا كما يريد المخرج، والقائمون على البيت الفنى للمسرح استوردوا معدت إضاءة وكهرباء، لأن المسرح كان مغلقا منذ 4 سنوات، ويحتاج لوقت طويل حتى يتم تجهيزه، والخولى كان يريد تأجيل العرض حتى يقدمه بصورة تليق به، لكننا كممثلين كنا جاهزين ونرى أن وجود بعض الإمكانيات ضرورة لكنها لن تؤثر علينا.

■ كيف ترى انشغال معظم مسارح الدولة بالأعمال المسرحية وتحقيق إيرادات قوية لم تشهدها منذ سنوات؟

- هذا واجب على الفنانين أن يقدموا نشاطا مسرحيا لصالح الدولة، وأن يقدموا تنازلات، بل يعملون بدون أجر لأن الدولة منحتهم الكثير قبل ذلك، وحان الوقت حتى يردوا هذا الجميل، وأعتقد أن كل الفنانين يمتلكون من الوطنية ما يحمسهم لذلك وهذا هو دورهم نحو المشاركة فى بطولة أعمال مسرحية بهدف إعادة الجمهور مرة أخرى.

■ كيف ترى الإقبال على مسرحيتك باب الفتوح؟

- كان هناك إقبال كان منقطع النظير فى فترة عرضها بالإسكندرية رغم أنها كانت ممطرة، ونحن نعرض دون دعاية، وهو حال كل مسارح الدولة، فكل فنان ممن يشاركون فى هذه العروض مثل يحيى الفخرانى وأحمد بدير وغيرهما معتمدون على رصيدهم فى تقدير جمهورهم لهم، هناك جمهور يفضلون يوسف شعبان، نعتمد عليهم وعلى الله أن يعود الجمهور، لأن الهيئة «مافيهاش فلوس علشان تعمل دعاية».

■ البعض يعيب عدم تطور المسارح وعدم استعانتها بوسائل الإبهار والتكنولوجيا العالمية؟

- لا يوجد وجه مقارنة بين مسارحنا ومسارح أوروبا، لأن مستوى المعيشة الاقتصادى مختلف، فى ظل الظروف الصعبة التى عشناها، وعلى الشباب أن يلتمسوا العذر.

■ هل لمست تطورا فى السينما مؤخرًا؟

- لا فى سينما ولا تليفزيون ولا مسرح، البلد مازال فى حالة حرب، معروف أن الإخوان خربوا العملية الفنية، لأنهم لا يطيقون الفن، وحينما قامت ثورة 23 يوليو ذهب مرشد الإخوان إلى جمال عبدالناصر وطلب منه إيقاف المزيكا والمسرح والغناء والتياترو نهائيًا، وكانوا يريدون أن يسمعونا التواشيح فقط، هذا كان منظورهم للفن، لذلك أقول: كتر خير الدنيا إننا قدرنا نقف على رجلينا مرة أخرى.

■ هل تجهز لعمل درامى جديد؟

- الإنتاج كان ضعيفا جدًا فى السنوات الماضية، والتليفزيون وصوت القاهرة «مفلسين»، ولى أجور مستحقة لدى صوت القاهرة منذ 4 سنوات لم أتقاضَها، وصابر بسبب ظروف البلد، للأسف الإخوان سرقوا فلوس التليفزيون وقطاع الإنتاج، وهذا تسبب فى تراجع الصناعة، لكنى شاركت هذا العام بمسلسل أوراق التوت، مع المخرج هانى إسماعيل، وكان تاريخى ضخما، وقدمت من خلاله شخصية إمبراطور فى فترة من تاريخ الهند، وكان يضم مجموعة من الفنانين وليس لدى عروض الآن فى الدراما.

■ أنت مع أم ضد انتقاد سينما السبكى؟

- السبكى منتج محترم، لأنه الوحيد الحريص على استمرار السينما فى مصر و«كتر خيره»، فلماذا نحمّله كل الأخطاء، فهو يحتاج لتشجيع، لكن الكتّاب مستواهم فى هذه الفترة ضعيف، والشعب بيحب الأفلام الشعبية ومن حق هذه الفئة الاستمتاع، ومن الصعب إجبارهم على مشاهدة مستوى ثقافى معين، يعجبنى إصراره على الاستمرار.

■ لماذا لم ترشح نفسك لانتخابات نقابة الممثلين؟

- قضيت الفترة 8 سنوات، وعملت اللى مفيش نقيب عمله، منذ إنشاء النقابة، لزملائى واسم النقابة وغيرى لازم ياخد فرصته، وأشرف زكى فاهم كويس المشاكل كونه نقابى شاطر وأستاذ فى معهد التمثيل.

 

بداية الصفحة