أخبار عاجلة

ضرورة وقف شامل ومستدام لإطلاق النار.. نص كلمة الرئيس السيسي في اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقي حول السودان

كتب في : السبت 27 مايو 2023 - 2:52 مساءً بقلم : المصرية للأخبار

 

ألقى الرئيس عبــد الفتـاح السيسي رئيس جمهورية مصـر العربيـة، كلمة في اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقى حول السودان على مستوى رؤساء الدول والحكومات، عبر تقنية "فيديو كونفرانس"، اليوم السبت، أكد خلالها أن استقرار السودان الشقيق، والحفاظ على وحدة أراضيه، وتماسك مؤسساته، سيكون له نتائج إيجابية ليس فقط على الشعب السوداني، ولكن على الأطراف الإقليمية كافة. 

وإليكم نص الكلمة :

- أخي فخامة الرئيس/ يورى موسيفيني..
رئيس جمهورية أوغندا الشقيقة،
ورئيس مجلس السلم والأمن الإفريقي،
- أخى فخامة الرئيس/ عثمان غزالي..
رئيس جمهورية جزر القمر الشقيقة،
ورئيس الاتحاد الإفريقى،
- أخي السيد/ موسى فقيه..
رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى،
- أصحاب الفخامة.. السيدات والسادة،

أود في البداية، أن أعرب عن التقدير، لتوجيه الدعوة إلى مصر، للمشاركة فى هذا الاجتماع المهم، لمناقشة تطورات الأوضاع فى دولة السودان الشقيق.
إن اجتماعنا اليوم، يحمل بالإضافة إلى أهميته السياسية، قيمة رمزية بتأكيده استمرار الشراكة بين الأطراف الإفريقية، وكافة الشركاء الدوليين، والوكالات الإغاثية للعمل معا، نحو سودان مستقر وآمن. 

السيدات والسادة،
لعلكم تتفقون معي، أن استقرار السودان الشقيق، والحفاظ على وحدة أراضيه، وتماسك مؤسساته، سيكون له نتائج إيجابية ليس فقط على الشعب السوداني، ولكن على الأطراف الإقليمية كافة. 

ومن هنا؛ تثمن مصر جهود مفوضية الاتحاد الإفريقى، بقيادة رئيس المفوضية "موسى فقيه"، للتعامل مع الأزمة السودانية، والتى كان أبرزها، الاجتماع الموسع الذى عقد على المستوى الوزاري، يوم "20" أبريل الماضى وأثمر عن تشكيل آلية، تضم الأطراف الفاعلة، ومن بينها مصر. 

ويأتي اجتماعنا اليوم؛ لاعتماد خطة خفض التصعيد، التى تمت صياغتها بالتنسيق مع دول الجوار بما يمثل خطوة مهمة، في سبيل تحقيق الاستقرار والتوافق الداخلي، وإنهاء الصراع الدامى الحالى.

السيدات والسادة،

إن الجهود المبذولة فى إطار الاتحاد الإفريقى، تأتي مكملة لمسارات أخرى، ومن ضمنها جامعة الدول العربية التى أقرت قمتها الأخيرة، تشكيل مجموعة اتصال وزارية عربية، للتعامل مع الأزمة، وكذا جهود تجمع الإيجاد والاتفاقيات التى تم التوقيع عليها خلال مفاوضات "جدة"، ونصت على الالتزام بوقف إطلاق النار، وفتح الطريق لنفاذ وتوزيع المساعدات الإنسانية، وسحب القـوات مــن المسـتشفيات والمرافـــق العامـــة، وهى المسارات، التى يتعين أن تقوم على معايير موحدة ومنسقة يدعم بعضها البعض، وتؤسس لخارطة طريق للعملية السياسية تعالج جذور الإشكاليات، التى أدت إلى الأزمة الحالية وتهدف إلى مشاركة موسعة وشاملة، لجميع أطياف الشعب السوداني.

وتؤكد مصر في هذا الصدد، الأهمية القصوى للتنسيق الوثيق مع دول الجوار، لحلحلة الأزمة واستعادة الأمن والاستقرار بالسودان باعتبارها طرفا أصيلا ولكونها الأكثر تأثرا بالأزمة، والأكثر حرصا على إنهائها، فى أسرع وقت.

لقد اضطلعت مصر بمسئوليتها، باعتبارها دولة جوار رئيسية لجمهورية السودان من خلال تكثيف التواصل، مع الأطراف الفاعلة كافة، والشركاء الدوليين والإقليميين للعمل على إنهاء الوضع الجارى واستندت مصر فى تحركاتها، إلى عدد من المحددات التى نأمل أن تأتى الجهود الإقليمية والدولية متسقة معها، أهمها:

- أولًا: ضرورة التوصل لوقف شامل ومستدام لإطلاق النار وبما لا يقتصر فقط، على الأغراض الإنسانية.

- ثانيًا: وجوب الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية في السودان والتي تعد العمود الفقري، لحماية الدولة من خطر الانهيار.

- ثالثًا: إن النزاع في السودان، هو أمر يخص الأشقاء السودانيين، ودورنا كأطراف إقليمية، مساعدتهم على إيقافه، وتحقيق التوافق حول حل الأسباب، التى أدت إليه فى المقام الأول. 

وتؤكد مصر في هذا الصدد، احترامها لإرادة الشعب السودانى، وعدم التدخل في شئونه الداخلية، وأهمية عدم السماح بالتدخلات الخارجية، في أزمته الراهنة.

- رابعًا: إن التداعيات الإنسانية للأزمة السودانية، تتجاوز حدود الدولة، وتؤثر على دول الجوار، التى يتعين التنسيق معها عن قرب. 
وقد التزمت مصر بمسئولياتها في هذا الشأن، عبر استقبال حوالى "150" ألف مواطن سودانى حتى اليوم بجانب استضافة حوالى "5" ملايين مواطن سودانى، تتم معاملتهم كمواطنين. 
وأدعو في هذا الصدد، الوكالات الإغاثية والدول المانحة، لتوفير الدعم اللازم لدول الجوار، حتى يتسنى لها الاستمرار فى الاضطلاع بهذا الدور.
السيدات والسادة،

في الختام أود إعادة تأكيد استمرار مصر، فى بذل كل الجهود، من أجل إنهاء الأزمة الحالية بما فى ذلك عبر دعم جهود الاتحاد الإفريقى، وجميع الآليات القائمة لإنهاء الصراع الحالى وكذلك مواصلة التنسيق، مع كافة الشركاء والمنظمات الإغاثية، لدعم جهود توفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة للسودان، للتخفيف من الوضع الإنسانى المتدهور.

الأشقاء الأعزاء،

أثق كل الثقة، أن اجتماعنا اليوم، ستصدر عنه النتائج، التى يأمل فيها الشعب السوداني، من أشقائه الأفارقة والتى يحتمها واجبنا تجاه هذا الشعب، فى هذا الظرف الذى يمر به والذي لن ينسى وقفة أشقائه معه، كما تضامن السودان مع أشقائه، خلال المراحل التاريخية المختلفة. 

 وفقنا الله جميعا لما فيه الخير لشعوبنا.

بداية الصفحة