يتخيل البعض أن وزراء مصر بعد انتهاء العمل يسهرون فى الفنادق والمناطق السياحية، مثلما كان يفعل البعض فى عهد مبارك، لكن يبدو أن الوضع اختلف كليا بسبب الهموم التى ألقيت على عاتق وزراء المرحلة الحالية.

و أن متابعة الرئيس عبد الفتاح السيسى والتكليفات التى يطلبها منهم باستمرار لا تمكنهم صحيا ولا ذهنيا من السهر بعد أوقات العمل، فلم يعد للغالبية العظمى منهم وقت للسهر بعد أوقات العمل، فيستيقظون فى السادسة صباحا ويعودون لمنازلهم فى منتصف الليل، إذا لم يكن لديهم حوارات تليفزيونية أو متابعة لأمر ما فى الوزارة.

محررو «اليوم الجديد» رصدوا من خلال مصادرهم المقربة من الوزراء الأماكن التى يسهر فيها هؤلاء، وتبين أن معظم وزراء مصر «من الوزارة للبيت ومن البيت للوزارة»، وإن وجد بعضهم وقت فراغ يشارك فى المناسبات الاجتماعية الخاصة.

«القوى العاملة».. السهر يوم واحد فى الأسبوع

يكرس وزير القوى العاملة محمد سعفان أغلب وقته للعمل، ويعتاد الذهاب للنوم للاستيقاظ فى وقت مبكر للذهاب إلى ديوان عام الوزارة بمدينة نصر لممارسة مهام عمله، بحسب مسؤول سابق بالوزارة.

يقول المصدر إن «سعفان» يستغل راحته الأسبوعية فى الخروج، والسهر مع أفراد أسرته خارج المنزل بأحد فنادق القاهرة الكبرى، مضيفًا أنه فى بعض الأيام يلتقى أصدقاءه المُقرّبين، خصوصًا فى النقابة العامة للعاملين بالبترول.

«العدل».. مع كتب القانون

المستشار حسام عبد الرحيم، وزير العدل، منذ اعتلائه المنصة يعكف فى المساء على قراءة كتب القانون ومذاكرتها، ومتابعة جميع التعديلات والتغييرات القانونية.

وطبقا لمصادر «اليوم الجديد»، فإن عبد الرحيم يسهر فى منزله، وسط كتبه، ولا يفضل الخروج من المنزل كثيرا، فإما ساهرا بصحبة الأسرة، أو بصحبة الكتب.

«الإسكان».. فى المنزل مع الزوجة والأولاد

فور الانتهاء من عمله داخل جدران الوزارة يتوجه إلى منزله لقضاء أكثر وقت ممكن مع أفراد عائلته، هكذا هو الحال مع مصطفى مدبولى وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية، بحسب مصدر مقرب منه.

ويوضح المصدر أن عمل الوزير يحتم عليه الاستيقاظ مبكرا فى تمام الساعة السادسة صباحا بسبب جولاته التى يقوم بها فى المحافظات والمدن المختلفة من أجل الإشراف على المشروعات التى تنفذها الوزارة سواء فى العاصمة الإدارية أو المشروعات السكنية والأراضى التى تطرحها فى المدن الجديدة المختلفة على مستوى الجمهورية بخلاف المؤتمرات التى يشارك بها.

وبحسب المصدر، فإن مدبولى يحبذ الإشراف بنفسه على هذه المشروعات، ولعل تفانيه فى عمله جعله من الوزراء الذين لا يستغنى عنهم الرئيس السيسى منذ مجيئه وإلى وقتنا هذا، كما أن الوزير لا يفضل السهر فى أى مكان خارج منزله.

«الزراعة».. فى المكتب حتى منتصف الليل

يقضى وزير الزراعة الدكتور عبد المنعم البنا، معظم وقته داخل مكتبه بديوان عام الوزارة، فى المقابل يتحرك مساعدوه يمينا ويسارا، خصوصا مساعدة الوزير لشئون الثروة الحيوانية والسمكية، الدكتورة منى محرز، والتى تقضى أكثر من نصف يومها إما فى اجتماعات عمل داخل الوزارة أو جولات فى المحافظات.

وعلى خلاف جميع وزراء الزراعة السابقين، فإن البنا يفضل العمل من داخل مكتبه حتى وقت متأخر يصل لمنتصف الليل، إضافة إلى أنه لا يحب الظهور الإعلامى أو التعامل مع الصحفيين، فهو لديه رؤية بأن المسئول كثير الظهور فهو إما يسعى للظهور أو أنه يحاول التغطية على إخفاقاته، وقال ذلك مرارا فى أكثر من لقاء مع صحفيى الوزارة.

«الرى».. فى المنزل مبكرا استعدادًا ليوم جديد

أما وزير الرى، الدكتور محمد عبد العاطى، فإنه يلتزم عادة بالوقت الحكومى، ونادرا ما يكون فى الوزارة بعد الساعة الثامنة مساء، مفضلا إنهاء يومه مبكرا، والاستعداد ليوم جديد.

وفى الآونة الأخيرة، بدا الوزير حريصا على إتاحة الفرصة أمام متحدثه الإعلامى، الدكتور حسام الإمام، ليكون ناطقا باسمه ومعبرا عما يدور داخل الوزارة، والمعروف عن «الإمام» شدة الحرص فى الإدلاء بتصريحات أو التعاون مع الصحفيين.

«البيئة».. ضيف على الفضائيات

بالنسبة للدكتور خالد فهمى، وزير البيئة، فإن سهراته عادة ما تكون على الفضائيات، فهو لا يرفض طلبا لقناة فضائية، تدعوه للظهور على شاشاتها.

فى المقابل، يرفض الوزير أغلب اللقاءات الصحفية، لذلك فإن معظم السقطات التى وقع فيها جاءت عن طريق «الظهور التليفزيونى»، ومنها «مزارع التماسيح وبيع المحميات»، ورغم ذلك لا يزال الوزير متمسكا بهذه الطريقة فى التواصل الإعلامى.

«التموين».. من الوزارة للبيت ومن البيت للوزارة

فى وزارة التموين يقضى الدكتور على المصيلحى أغلب وقته فى متابعة بعض ملفات الوزارة الشائكة أو فى لقاءات أو مداخلات مع بعض برامج التوك شو.

ووفقا لمصدر، فإن الوزير مصيلحى «ذو طابع عسكرى» فى المقام الأول وهو ابن المؤسسة العسكرية سابقا، لذا فهو يتسم بالانضباط والدقة، مؤكدًا أنه يقضى نحو 75% من وقته فى العمل فقط ولقاءات مع بعض مسئولى الوزارة وبعدها يذهب ليستريح فى منزله.

وأكد المصدر أن مصيلحى لا يحبذ السهر خارج المنزل إلا عند الضرورة أو فى مجاملة أحد، حال وجود مناسبة.

«المالية».. دراسة الملف الضريبى

الدكتور عمرو الجارحى وزير المالية، يقضى السهرة ما بين دراسة الملف المالى والضريبى، للمناطق الاستثمارية والصناعية، وعلى رأسها محور قناة السويس الذى يسميه بـ«إقليم أ» إذ يعتبر استرجاع الإعفاءات للتكلفة الاستثمارية خلال 7 سنوات.

ويعتبر آخر ظهور إعلامى للوزير الجارحى مع أسامة كمال فى برنامج مساء «dmc»- حتى 12.5 بعد منتصف ليلة الأربعاء الماضى، وهو اليوم الذى يعقد فيه فى الثامنة صباحا اجتماع مجلس الوزراء.

«التجارة والصناعة».. العمل فى المنزل أيضًا

أما المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة، فيعكف هو الآخر فى مكتبه داخل منزله، حيث يهتم بدراسة الوضع الصناعى فى الكثير من المناطق الصناعية على مستوى محافظات الجمهورية.

«الاستثمار والتعاون الدولى».. القراءة بالمنزل

وزيرة الاستثمار الدكتورة سحر نصر، صاحبة المجهود العالى، تقضى معظم أوقاتها بعد العمل داخل المنزل، حيث تميل إلى قراءة ومتابعة ملف الاستثمار، وتهتم بدراسة الصعوبات والتحديات التى تواجه الاستثمار المحلى، فضلا عن ملف صندوق النقد الدولى.

وأخيرًا تستيقظ فى الصباح مبكرًا لتواصل رحلة العمل الشاقة ما بين الوزارة إلى المناطق الاستثمارية فى المحافظات، فضلاً عن المقابلات الرسمية فى أوقات العمل