ثقافه وفنون

عجائب الدنيا السبع القديمة من العالم

كتب في : الخميس 04 إبريل 2013 بقلم : أسماء محمد

 

 

 

على مدى العصور تم جمع قوائم مختلفة من عجائب الدنيا لفهرسة أكثر الأشياء العجيبة التي من صنع الإنسان وتلك الطبيعية في العالم.

 

فتح الفاتحون اليونانيون القدامي معظم ماعرف من العالم في القرن الرابع قبل الميلاد, مما أعطى السياح اليونانيون فرصة وسهولة الوصول وزيارة البلدان الحضارية القديمة, مثل الحضارة الفرعونية والفارسية والبابلية, وفتن هؤلاء السياح بالمعالم والعجائب التي شاهدوها في هذه البلدان, فبدأ السياح بتسجيل مارأوه على الورق ليتذكروها لاحقاً. وكان كل شخص يحمل نسخته الخاصة من هذه القائمة, ولكن أفضل النسخ الموجودة كانت لشاعر يوناني يدعى أنتيباتر الصيداوي, والتي ألفت من 140 سنة قبل الميلاد

وكتب أيضاً عالم الرياضيات فيلو البيزنطي كتاباً أسماه (معالم العالم السبعة), لكن المخطوطة الوحيدة التي بقيت من هذا الكتاب ذكرت ستة عجائب فقط, اتفق فيها جميعاً مع أنتيباتر الصيداوي. وكان قد استبدل الأخير في أحد نسخه عجيبة منارة الإسكندرية بجدران بابل. وقبل بناء تمثال رودس استعاض المؤلفون التمثال بعجيبة بوابة عشتار. وحفظ متحف الإسكندرية نسخاً مرجعية لكتب كل من المؤرخ هيرودوت والمعماري كاليماخوس القوريني, تتحدث عن عجائب الدنيا السبع القديمة.

 

. كان تمثال رودس آخر هذه العجائب بناءاً, فقد انتهى بناؤه في العام 280 قبل الميلاد, وكان أولها زوالاً, بسبب الزلزال الذي حصل في العام 225/226 قبل الميلاد, وبالتالي, فإن العجائب السبعة ظلت صامدة في نفس الوقت لمدة لا تزيد عن 60 سنة.

اختيار عدد سبعة لأن اليونانيين يعتقدون أن هذا الرقم يمثل الكمال والوفرة تم إنشاء قوائم مماثلة كثيرة، بما فيها قوائم في القرون الوسطى والعالم الحديث.
تم وضع عدة قائمات رسمية لعجائب الدنيا السبع و هي، و عجائب الدنيا السبع القديمه

.

المؤرخ هيرودوت (484 ق م حوالى. 425 قبل الميلاد)، والباحث كليماخوس  من سيرين او شحات (حوالى(305-240 قبل الميلاد) في متحف الاسكندريه ، قاما في وقت مبكر بتسجيل قوائم لعجائب الدنيا السبع و لكن كتاباتهم لم يتم العثور عليها سوى كمراجع. عجائب الدنيا السبع

ومنهم  :

 

 

هرم الجيزه :

 

احد عجائب الدنيا السبع القديمه وحيث الهرم الاكبر خوفو هو العجيبه الوحيده من العالم القديم التى مازالت

تسمية بالهرم الأكبر

الهرم الأكبر أو هرم خوفو هو أكثر آثار العالم إثارة للجدل والخيال، والوحيد من عجائب الدنيا السبع الباقي إلى الآن، روج الكثيرون حوله الكثير من الأساطير والروايات، فأشاع البعض أن ساكني قارة أطلنطس المفقودة هم بناة الأهرام، وافترض البعض الآخر أن عماليقا من تحت الأرض صعدوا لبناء هذا الهرم، وزعم آخرون أن الهرم قد بني بواسطة السحر، أو أن كائنات فضائية نزلت من الفضاء وقامت ببناءه، والكثير الكثير من الروايات التي تدل على مدى إثارة وغموض هذا البناء المعماري الضخم

 

يعد بناء هرم الملك خوفو نقلة حضارية كبرى في تاريخ مصر القديم، وقد تأثر خنوم خوفوي خفرع بأبيه الملك سنفرو في بناء هرمه، فبعد موته، أصبح خوفو الإله حورس، وأصبح من الضروري أن يفكر في بناء مقبرته والتي تعد المشروع القومي الأول في مصر القديمة.

 

 

تسمية بالهرم الأكبر:

 

 

كان الأمير حم إيونو هو مهندس الملك خوفو، وقد أرسل الطلاب والعلماء إلى مدينة أون كي يختاروا اسما للهرم، وكان ذلك الاسم هو: آخت خوفو أي أفق خوفو. فهذا هو الأفق الذي سيستقل منها الإله رع مراكب الشمس كي يبحر بها وتجدف له النجوم، ويقتل بمجاديفها الأرواح الشريرة ليفنى الشر فيقدسه شعبه. والملك خوفو هو أول ملك يعتبر نفسه الإله رع على الأرض.

قاعدة الهرم الأكبر مربعة والفرق بين جوانبها الطويلة والقصيرة نسبيا حوالي 19 سنتيمتر بينما يبلغ طول كل ضلع من أضلاع المربع أصلا 230 متر، وهذا المربع الهائل مستو وارتفاعه العمودى 146,7 متر، وقد بني من 2,3 مليون حجر تزن الواحدة في المتوسط 2,5 طن متري، ومن بينها حجارة تزن الواحد 15 طن متري.

 

وقام ببنائه 25 ألف عامل ليس من بينهم عبد واحد، وكان اختيار مهندسيه لموقعه فوق صخرة ليظل قائما للأبدوالهرم الأكبر من الداخل به ممرات تؤدي لحجرات عديدة من أهمها حجرة دفن الملك خوفو، وفي هذه الحجرات ترك الكهنة مقتنياته التي سيستعملها بعد الحياة، ورغم سد الممرات بعد دفنه إلا أن لصوص المقابر نهبوا محتوبات المقبرة القيمة. كان مدخل الهرم ارتفاعه وقتها عن مستوى الأرض 17 متر

حيث يفضي ممر منه يؤدي لمقبرة الدفن على عمق 18 متر، وكان هذا الممر الهابط يتقاطع مع ممر صاعد. وحاليا مغلق بحجارة من الجرانيت، وهذا الممر طوله 39 متر ويؤدي إلى حجرة كان يعتقد أنها للملكة، ولكن يقال أنها تضم تمثالا للملك يمثل روحه (كا)، وهذا الممر العلوي يمر من خلال رواق ضخم طوله 47 متر وارتفاعه 8,5 متر وبه كان يشون حجر كبير لسد الممرات بعد دفن الملك، وفي الجدار الغربي حيت يتلاقى البهو الكبير بالممر العلوي فتحة نفق يؤدي لأسفل ليصل تحت قاعدة الهرم الصخرية حيث حجرة دفن الملك وكان للتهوية للعمال الذين كانوا ينحتون في الحجرة الملكية. وفي النهاية العلوية للرواق الكبير يوجد ممر يتجه للجنوب داخل غرفة الملك حيث حجرة مربعة بسيطة مبطنة بالجرانيت الأحمر وبه مخلفات عبارة عن تابوت خوفو الجرانيتي الذي كان يدفن به قرب الجدار الغربي للهرم، وقرب وسط الجدارين الجنوبي والشمالي يوجد فتحات بارتفاع متر لتمر لأعلى داخل الهرم وتفتح على خارجه ولايعرف الغرض منها، ومثل هذه الفتحات موجودة بغرفة الملكة وتصل ممراتها بطول 65 متر لكنها مسدودة.

 

لم يشعر الإغريق بالضعف إلا أمام المصريين القدماء فالبطالمة هم القسم الإغريقي الوحيد الذي استخدم حضارات غير اغريقيه وعبد آلهه أخرى(مصرية).سبب ذلك هو أن البطالمة وقفوا ضعفاء امام أعمال المصريين وبالذات هرم خوفو. هذا الهرم الذي ما زال حتى الآن سرا من أسرار ماوراء الطبيعة ويعتقد الكثيرون بتجسد علوم الرياضيات والفلك والجمال فيه.

وأن مساحة قاعدته هي حوالي 53000 متر مربع (53 دونم ويبلغ عدد أحجار الهرم 2300000 كتلة حجرية بمتوسط وزن للحجر الواحد 2.5 طن ويبلغ وزن الهرم خمسة ملايين وسبعمائة وخمسون ألف طن ولا يوجد مكان غرب نيل مصر يمكنه حمل هذا الثقل في المساحة المحددة للهرم إلا المكان الذي بنى فيه الهرم الأكبر

 

 

 

حدائق بابل المعلقة :

 

 

 

حدائق بابل هى عبارة عن اربعة افدنه على شكل شرفات معلقه على اعمده ارتفاعها 75 قدما كان يوجد بها ثمانى بوابات وكان افخم هذه البوابات بوابه عشتار الضخمه

 

حدائق بابل المعلقة إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، وهي العجيبة الوحيدة التي يُظن بأنها أسطورة، يُزعم بأنها بنيت في المدينة القديمة بابل وموقعها الحالي قريب من مدينة الحلة بمحافظة بابل، العراق.

حدائق بابل المعلقة ليست العجيبة الوحيدة التي كانت موجودة في بابل، كانت أسوار المدينة والمسلة التي نسبت إلى الملكة سميراميس أيضاً من عجائب المدينة.

 

 

نسبت حدائق بابل المعلقة إلى الملك البابلي نبوخذنصر الثاني، الذي حكم بين العامين 562 و 605 قبل الميلاد. وذكر بأن سبب بنائها هو إرضاء زوجته ملكة بابل والتي كانت ابنة أحد قادة الجيوش التي تحالفت مع أبيه والذي بذل الجهد الكبير في قهر الآشوريين. وكانت تدعى اميتس الميدونية والتي افتقدت المعيشة في تلال فارس وكانت تكره العيش في مسطحات بابل. لذلك قرر نبوخذنصر أن يسكنها في بناء فوق تلال مصنوعة بأيدي الرجال، وعلى شكل حدائق بها تراسات.

 

يبلغ ارتفاع حدائق بابل 328 قدماً (100 متر) - وهو مايعادل 4/3 ارتفاع الهرم الأكبر. وأحيطت بسور قوي محصن يبلغ سمكه 23 قدماً (7 أمتار)، واتصلت "التراسات" بعضها ببعض بواسطة سلالم رخامية يساندها صفوف من الأقواس الرخامية أيضاً. كما صنعت أحواض حجرية للزهور مبطنة بمعدن الرصاص، وضعت على جانبي كل تراس وملئت بأشكال عديدة من الأشجار والزهور ونباتات الزينة المختلفة. ويحتوي التراس العلوي على فسقيات تمد بالماء باقي التراسات وحدائقها، ويأتي هذا الماء من نهر الفرات بواسطة مضخات تدار بسواعد العبيد.

 

كتب عدة كتاب يونانيون ورمانيوون عن حدائق بابل, مثل سترابوديودورس و وكوينتس كورتيوس روفوس. وبالرغم من ذلك لم توجد أي نصوص مسمارية تصف هذه الحدائق, ولا يوجد أي دليل أثري يوضح مكان وجودها.

استنتج العلماء القدامى احتمالية استخدام لولب يشبه اللولب الذي اخترعه ارخميدس لاحقاً كان يستخدم للري في مدرجات حدائق بابل. وبنوا استنتاجهم هذا على الأوصاف التي ذكرتها الكتب القديمة للحدائق والتي ذكرت بأن ري الحدائق كان يتطلب 8,200 جالون من الماء (37,000 لتر) يومياً.

وُصفت حدائق بابل في عدد من النصوص القديمة، كان أولها نص للراهب والمؤرخ والفلكي برعوثا الذي كان يعبد الإله مردوخ والذي عاش في أواخر القرن الرابع قبل الميلاد. ولم تعرف مؤلفات برعوثا إلا عن طريق الاقتباسات التي اقتبسها بعض الكتاب منها (مثل يوسف بن ماتيتياهو). هناك خمسة مؤرخين (إضافة إلى برعوثا) كتبوا في وصف الحدائق المعلقة مازالت كتبهم موجودة إلى اليوم. وقد وصف هؤلاء المؤرخون حجم الحدائق المعلقة، كيفية وسبب بنائها، وماذا كان النظام المتبع في ري الحدائق.

 

 

 

 

تمثال زوس :

زيوس هو كبير آلهة الإغريق القدماء، أحد شخصيات الأساطير الإغريقية الشهيرة التي حظيت بإجلال وتقدير الشعب الإغريقي وذلك للقوة والبطولة التي تمتع بها بحسب ما جاء في إحدى الأساطير التي تروي أنه أصغر أبناء إثنين من الآلهة الجبابرة، وهما كرونوس وريا، بينما كان اخوته بوزيدون، هيرا (التي تزوجها فيما بعد)، ديمتر، وهيسيتا في عداد الأموات لأن أباهم كرونوس ابتلعهم فور ولادتهم ماعدا زيوس، الذي استطاعت أمه انقاذه عندما خبأته في جزيرة كريت التي نشأ وترعرع بها.

عندما كبر أجبر والده كرونوس على إرجاع اخوته الذين ابتلعهم، وعندما فعل الأب ذلك اتحد الإخوة جميعا بزعامة زيوس للانتقام من الأب الذي تحالف مع آلهة آخرين. استطاع زيوس وإخوته تحقيق النصر والقضاء على الجبابرة، وأصبح ملكا على السماء، وصاحب الفضلية والكلمة العليا بين جميع الآلهة.

تخليدًا وتمجيدًا لذلك الإله قرر مجلس الأولمبيا بناء تمثال ضخم للإله زيوس عام 438 ق.م، حيث عهد للنحات اليوناني الشهير فيدياس بنحت التمثال الذي بلغ ارتفاعه فوق القاعدة أكثر من 13 مترا، بينما بلغ ارتفاع القاعدة حوالي 6 أمتار.

تم صنع الجسد من العاج، بينما صنعت العباءة التي يرتديها زيوس في التمثال من الذهب الخالص، أما القاعدة فكانت من الرخام الأسود، وتعد الأثر الوحيد المتبقي من أجزاء التمثال.

 

 

هيكل اّرتيمس :

 

هيكل آرتميس هو معبد الإلهة اليونانية آرتميس (أو من كانت تدعى ديانا في الميثولوجيا الرومانية). تم الانتهاء من بنائه حوالي 550 ق.م في إفسوس (حاليا تقع في تركيا) ولا يوجد شيء من بقاياه الآن، وكان يعتبر واحدا من عجائب الدنيا السبع.

 

بُني الهيكل بكامله من الرخام باستثناء السقف الخشبي المغطىَّ بالقرميد. ووهب المعبد للمعبودة الإغريقية آرتيميس. وقد قام بتصميمه المعماري كريسفرون، وابنه ميتاغينس. تصل أبعاد أساسات المعبد إلى 115 متر * 55 مترا، وبه أعمدة يصل ارتفاع الواحد منها إلى 12 مترا، تنتظم في صفين حول قدس الأقداس الساحة الداخلية. وقد قام كرويسوسملك ليديا الثري بالتبرع ببعض الأعمدة.

 

إحراق المعبد

أحرِق المعبد عام 356 ق.م وبُني معبد آخر شبيه على أساساته. ثم أحرق القوط المعبد الثاني عام 262 م، ولم تبق سوى الأساسات وجزء من المعبد الثاني. ويحويالمتحف البريطاني منحوتتين من المعبد الثاني.

 

 

 

ضريح موسولوس /:

 

اتخذ الملك اليوناني القديم  (موزول) عام 337 ق.م. من مدينة هليكارناسوس عاصمة لمملكته كاريا التي تقع غربالأناضول (تركيا حاليا)، تمتع هذا الملك بشهرة واسعة في عصره حيث كان ميالا لحياة البذخ والترف، مما دفعه لأن يشيد لنفسه وهو على قيد الحياة ضريحا فخمًا يتناسب مع مكانته، والذي سرعان مااعتبر من عجائب الدنيا السبع القديمة لضخامته، ونقوشه الباهظة التكاليف، وزخارفها التي تتسم بالبذخ والعظمة.

أطلق على هذا البناء في ذلك الوقت (الموزوليوم). وفي العصر الروماني أصبحت كلمة "موزوول" لفظا عاما يعني أي مقبرة ضخمة، حتى  أن تلك الكلمة أيضا أصبحت ترجمتها بالعربية في العصر الحالي ضريح، حيث يطلق على أي مقبرة ذات تصميمات معمارية ضخمة.

يذهب بعض الباحثين إلى الاعتقاد بأن زوجة الملك موزول التي كانت تدعى آرتميس هي التي شيدت لزوجها الضريح بعد وفاته. كان الضريح الذي لم يتبق منه شيء اليوم، عبارة عن بناء مستطيل الشكل، ارتفاعه الكلي يبلغ حوالي 45 مترا، يتكون من ثلاثة أجزاء. المستوى السفلي منه عبارة عن قاعة ضخمة من الرخام الأبيض، يليه المستوى الثاني الذي يوجد به 36 عمودًا، موزعة على جميع أجزاء البناء، تحمل تلك الأعمدة سقفا على شكل هرم مدرج، تعلوه عربة فاخرة ذات أربعة جياد.

 

ما يميز الضريح الأعجوبة هو النقوش البارزة، والزخارف المنحوتة والتماثيل المتفاوتة الأحجام على الأعمدة، وعلى جميع أركان الضريح، التي كانت تحكي قصصا مصورة لبعض المعارك الأسطورية، كما يوجد بقاعدته دهليز يؤدي إلى غرفة بها الكثير من الكنوز والتحف الذهبية، كذلك كانت رفاة وعظام موزول التي تم حرقها طبقا للطقوس اليونانية، ملفوفة في قماش مطرز بالذهب، موضوعة داخل تابوت من الرخام الأبيض الفاخر. يوجد الآن مسجد في نفس المنطقة التي كان يوجد بها الضريح.

 

 

 

 

ابولو رودس:

عملاق رودس يعد أحد تلك العجائب القديمة، ولم يتبق له أي أثر. وتعود قصة بناء التمثال إلى  408 ق.م.، عندما ارتبطروديان حاكم جزيرة رودس اليونانية في ذلك الوقت بعلاقات تجارية واقتصادية قوية معبطليموس الأول سوتر حاكم مصر، مما أوغر صدر حاكم مملكة مقدونيا القديمة أنتيجونيدز الذي لم يرق له هذا التحالف فقرر محاصرة الجزيرة بغرض دخولها والاستيلاء عليها، إلا أن محاولاته باءت بالفشل فرفع الحصار. وعاد إلى بلاده تاركا خلفه ثروة من المعدات العسكرية والحربية التي قام روديانز بعد ذلك بجمعها وبيعها، وقرر استخدام المال في بناء تمثال ضخم لإله الشمس هليوس الذي كانوا يعبدونه.

 

قام النحات اليوناني القديم كارس تشاريز بنحت التمثال العملاق. تم صنع قاعدة كبيرة من الرخام الأبيض لوضع هيكل التمثال عليها كما تم تثبيت الأقدام والكاحل أولا ثم بقية أجزاء التمثال، وقام العمال بصب السائل البرونزي فوق الهيكل الحجري الذي صنعه النحات.

استغرق بناء التمثال حوالي 12 عاما وظل منتصبا في شموخ على مدخل الجزيرة لما يقرب من 200 عام حتى هدم بفعل زلزال مدمر ضرب الجزيرة.

 

فنارة الاسكندرية

 

 

الثابت تاريخياً أن فنار الإسكندرية التي كانت من عجائب الدنيا السبع، قد أُنشأت عام 280 ق.م، في عصر«بطليموس الثاني»، وقد بناها المعماري الإغريقي«سوستراتوس» وكان طولها البالغ مائةً وعشرين متراً، ويعتقد البعض أن الحجارة المستخدمة في بناء قلعة قايتباي هي من أحجار الفنار المدمر، كما أن موقع القلعة هو ذاته موقع فنار المنهار، وقد وصف«المسعودي»، في عام944 م، الفنار وصفاً أميناً، وقدَّر ارتفاعها بحوالي 230 ذراعاً. وقد حدث زلزال 1303 م في عهد السلطان«الناصر محمد بن قلاوون»، فضرب شرق البحر المتوسط، ودمر حصون الإسكندرية وأسوارها ومنارتها.

 

وقد وصف«المقريزي»، في خططه، ما أصاب المدينة من دمار، وذكرَ أن الأمير«ركن الدين بيبر الجشنكير» قد عمَّر المنارة، أي رمَّمها، في عام 703 هـ. وبعد ذلك الزلزال المدمر بنصف قرن، زار«ابن بطوطة» الإسكندرية، في رحلته الثانية، في عام 1350 م، وكتب يقول:« وقصدتُ المنارة، عند عودتي إلى بلاد المغرب، فوجدتها قد استولى عليها الخراب، بحيث لايمكن دخولها ولا الصعود إليها؛ وكان«الملك الناصر»، شرع في بناء منارة بإزائها، فعاقه الموت عن إتمامها«.

 

ويروي المؤرِّخ المصري«ابن إياس»، أنه عندما زار السلطان«الأشرف قايتباي» الإسكندرية، في عام 1477 م، أمر أن يُبنى مكان الفنار برج جديد، وهو ماعُرف فيما بعد ببرج قايتباي، ثم طابية قايتباي، التي لا تزال قائمةً، حتى اليوم.

 

وكان الفنار يتألَّف من أربعة أقسام، الأوَّل عبارة عن قاعدة مربَّعة الشكل، يفتح فيها العديد من النوافذ، وبها حوالي 300 غرفة، مجهَّزة لسكنى الفنيين القائمين على تشغيل المنار وأُسرهم. أما الطابق الثاني، فكان مُثمَّن الأضلاع، والثالث دائرياً، وأخيراً تأتي قمة الفنار، حيث يستقر الفانوس، مصدر الإضاءة في المنارة، يعلوه تمثال لإيزيس ربه  ايزيس فاريا  الفنار

ومن الطريف، أن اسم جزيرة «فاروس» أصبح عَلَماً على اصطلاح منارة، أو فنار، في اللغات الأوربية، واشتُقَّت منه كلمة «فارولوجيا» للدلالة على علم الفنارات.

ولم يعرف أحد، يقيناً، كيف كانت تعمل المنارة، أو الفنار، وقد ظهرت بعض الاجتهادات، لم يستقر الخبراء وعلماء التاريخ على أيٍ منها. وثمَّة وصفٌ لمرآة ضخمة، كاسرة للآشعة، في قمة الفنار، كانت تتيح رؤية السفن القادمة، قبل

أن تتمكن العين المجرَّدة من رصدها.

 

وقد كتب الرحَّآلة العربي القديم«ابن جبير»، أنَّ ضوء الفنار كان يُرى من على بُعد 70 ميلاً، في البحر. وهناك رواية تُفيد بأن مرآة الفنار، وكانت إحدى

الإنجازات التقنية الفائقة في عصرها، قد سقطت وتحطَّمت في عام 700 م، ولم تُستبدل بغيرها وفقد الفنار صفته الوظيفية منذ ذلك الوقت، وقبل أن يدمِّره الزلزال تماماً.

ويُقال أن الصعود إلى الفنار، والنزول منه، كان يتم عن طريق منحدر حلزوني أما الوقود، فكان يُرفعُ إلى مكان

الفانوس، في الطابق الأخير، بواسطة نظام هيدروليكي. وقد وصف فورستر

 

طريقة أخرى لرفع الوقود (الخشب) إلى موقع الفانوس، فذكرَ أن صفَّاً طويلاً من الحمير كان في حركة دائبة، لايتوقف ليلاً أو نهاراً، صعوداً ونزولاً، عبر المنحدر الحلزوني، تحمل الوقود الخشبي على ظهورها!

وفي مُفتتح القرن العشرين، قدَّم الأثري والمعماري الألماني«هرمان ثيرش» نموذجاً للفنار، في هيئة أقرب إلى نُصُب تذكاري، يرتفع كبرج فخم مكوَّن من ثلاثين طابقاً، ويحتوي على 300 غرفة.

 

إن فريق الباحثين الأثريين، العاملين بموقعقايتباي، يسعون للحصول على كتل حجرية تنتمي لأنقاض الفنار القديم وهم يعرفون أن واجهته كانت تحمل لوحةً تذكارية، منحوتة بحروف يونانية ضخمة، فإذا وجدوا تلك اللوحة، أو جزءاً منها، تأكد للجميع أن الكتل الحجرية الضخمة، الغارقة بالموقع، هي أنقاض الفنار.

إن بعض علماء التاريخ يشكك في أن الفنار القديم هو مصدر هذه الكتل، ويعتقد أنها مجرَّد صخور كانت تُلقى إلى الماء، في العصور الوسطى، كإجراء دفاعي لإغلاق الميناء أمام سفن الصليبيين

الغزاة. ومع ذلك، فإن«جان إيف إمبرور» لايزال متمسِّكاً باعتقاده أن بين هذه الأنقاض الغارقة قطعاً من جسم الفنار، سقطت في المياه عندما تحطَّم ذلك البرج الضخم، بفعل الزلزال.

ولكي يؤكد هذه الاحتمالات، يحاول جان إيف أن يتتبَّع كل الدلائل والإشارات التاريخية حول حجم وهيئة ذلك المبنى الغامض، الذي ورد ذكره ووصفه في كتابات عشرات من الكتَّاب الإغريق والرومان والعرب القدامى، الذين سجَّلوا أوصافاً عجيبةً له، ولكن كتاباتهم لاتشفي غليل إمبرور، لعموميتها وعدم دقتها، وأحياناً لتناقضها مع بعضها البعض.

 

 

بداية الصفحة