كتاب وآراء

'الحقيقه والأوهام'

كتب في : السبت 07 اكتوبر 2023 - 3:38 مساءً بقلم : محمد العمامرى

 

إن الصادقون إذا مست كرامتهم يمضون كالموت ماهابو وما التفتوا وللأسف نجد أنه منذ القدم والبشر لاتعاقب إلا من يقول الصدق و الحقيقه فإذا أردت البقاء مع الناس شاركها اوهامها كلها فالحقيقه يقولها من يرغبون فى الرحيل فسيدنا يوسف قال حقيقه المنام الذى رآه فكان سببا من أسباب رحيله عن أبيه لغل وحقد  اخوانه منه وزجو به فى غيابة الجب وأصر على صدقه بقول حقيقه ماحدث من زليخه من مراودتها له عن نفسها فزج به فى السجن فنحن نعلم ان الحق دائما ينتصر على  الباطل"جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا" ولكن بعد صبر و معاناه من صاحب وطالب الحق وهذا لا يعنى اننا  كمفكرين وكتاب نشجع الناس على الكذب والافتراء وكتم الحقيقه فهذه  آيات وخصال المنافقين فقط  لأنها تضيع الحقوق وتؤخر انتصار الحق على الباطل وتحول وتمنع من دحره واستئصاله من جذوره ولكن علينا ان نقتدى بسيد الخلق سيدنا محمد عليه افضل الصلاة وازكى السلام" فى هذا  الشأن فالمؤمن كيس فطن  عليه ان يعلم متى ينطق بالحقيقه وينشرها ومتى يصمت عنها  بشكل مؤقت إلى حين الوقت المناسب بما ليس فيه ضرر ولا ضرار لضياع الحقوق  بين الناس فلا يكتم شهادة حق  سواء بين الناس إذا تخاصموا اوفى محكمه عند الاقتضاء  ولكن على المؤمن أن يعرف ويقدر بفطنته متى يؤجل قول الحقيقه  لحين الوقت المناسب لقولهاومن ثم قبولها من الناس وذلك أيضا اقتداء بقول سيد الخلق سيدنا محمد "نحن نبش فى وجوه قوم وقلوبنا تلعنهم" فإذا واجهناهم بالحقيقه لم نجن الا ضياعها فمثلا:-اذا أردت أن تتفاوض على قطعه أرض قد اغتصبت منك فعليك أن تتعامل مع المغتصب  بكل مرونه فى الأخذ والعطاء دون أن تسمعه الحقيقه التى يعلمها وهو أنه ظالم ومفترى ومغتصب حتى لاتفسد المقايضه والمفاوضه على استرداد حقك بفطنة هكذا علمنا ديننا الاسلامى أن تكون سمحا فى طباعك وفى خلقك وفى طرق استرداد حقك لقوله تعالى" ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك

بداية الصفحة