الأدب

من قصيدة (باب الله) صلى الله عليه وسلم

كتب في : الثلاثاء 05 فبراير 2019 - 10:36 مساءً بقلم : د. حازم مبروك عطيه

من قصيدة (باب الله)

صلى الله عليه وسلم

 

آنســتُ فيكَ بغربتــي أوطــانِي

كالضــوءِ يَنفُــذُ من يدِ السَّجَّانِ

 

كلُّ القصــيدِ إليــكَ حـرفٌ ناقِصٌ

بعـضُ اكتــمالِ الحُـبِّ في النقصانِ

 

ما تُهْتُ يــومًا عــنْ هُــداكَ وَإِنَّما

منْ حيــثُ سِرتُ أراكَ في العنوانِ

 

وأنا غريــبٌ رَغْمَ صوتِ أَحبَّتِي

ترنو إليَّ مــن الأســى عيــنانِ

 

تَتَـقَاسَـمُ الطُّرُقاتُ خَطوي مثلمَا

يَتَقَاسَــمُ الميــراثَ أهلُ الفـاني

 

خوفًــا أسيرُ ولا ظِــلالَ تَدُلُّني

حتَّى الظــلالُ بغُــربتِي تَخشاني

 

قَدْ ضَاقَ هَذا الكَــونُ حتَّى لَمْ يَعُدْ

إلا بــراحُ تَــذَكُّــرِ الشُّــطْـــآنِ

 

والسَّائرونَ عَلَى رَصِــيفٍ حَالكٍ

ما أدْركُــوا أنَّ الوصـــولَ أماني

 

فِي الحُلْمِ مَا يكــفي لآخـرِ رشفةٍ

الأمنــياتُ يَذُبْــنَ في الفنـجــانِ

 

لا زَادَ إلا .. مَا تَقــولُ لأمِّــها

بنتٌ عــنِ الأوجــاعِ والحرمانِ

 

بينَ الضلوعِ تنــامُ ألــفُ حكايةٍ

والقلبُ لا يَقْـوَى علَى الخَفَــقَـانِ

 

مازِلتُ أحــنو والبـــلادُ قَسِيّةٌ

و أوَدُّ مَــنْ فِي وُدِّهِ عــادانــي

 

يــارب.. كــلُّ المُمْكنـاتِ عصيةٌ

إلا ببابِ المصطــفى العــدنــانِ

 

لــوْ لَــمْ أرَ الأنــوارَ فـــي آثـارِهِ

فَــلِأَيِّ شَــيْءٍ تُخلـقُ العينـانِ؟!

 

صَلَّيـْتُ ألفًا مــا بلغــتُ مقامَــهُ

ما تفعلُ القطراتُ في الفيضـــانِ؟!

 

لي عنــدَ أَعْـتَــابِ الحَبيبِ قصيدةٌ

سَأقُـــولُها بالدَّمــعِ لا بلســانــي

 

يا بابَ نورِ اللهِ .. مَا مِنْ طَـــارقٍ

البــابُ مفتــوحٌ .. وكــلٌّ دانِ

 

في مدحِــهِ كُلُّ الحروفِ تَنَافَسَــتْ

والحبـــرُ والأوراقُ يَخــْتَــصِمَانِ

 

وَتَنَاغَـمَـتْ أَوْصـافُـهُ فَـتَرى بِهِ

الخَـلْـقُ والأَخْــلاقُ يجتمعــانِ

 

ما حيلــةُ الكلماتِ في مَنْ (قَوْلُهُ)

(فِعْلٌ) .. وهل في الجودِ يستويانِ؟!

 

لي مِنْ هُــداهُ بكــلِّ تيهٍ مَوْطِنٌ

وبكلِّ ضَعْــفٍ ملجــأٌ ويَدَانِ

 

مَا يَنْبَغِي للشعـــرِ أَنْ يَرْقَى لَهُ

لَكِنْ أَقَمْــتُ عَلَى اسْمِه أَوْزانِي

 

بالحبِّ لا بالسيــفِ جاءَ مُبَشِّرًا

فَعَلَامَ يَقْتَسِمُ الــدِّمَا أَخَوَانِ؟!

 

قالَ: اتْبَعُــونِي.. للحياةِ أَدُلُّكُمْ

فالطُّهْرُ و الإِحْســـانُ يَتَّبِعَــانِي

 

 

قدْ لاذَ بالغــارِ الأَصَمِّ فَضَمَّــهُ

بعضُ الصُّخورِ أَرَقُّ مِنْ إِنسانِ

 

هــذا الحمامُ يذودُ عَنْهُ بِسِلْــمِــهِ

والعنكــبوتُ تــذودُ بالخِيطَــانِ

 

كـــمْ ضَيِّــقٍ وَسَّعْتَهُ بمــودةٍ

كَـــمْ خائــفٍ دَثَّـرْتَــهُ بأمـانِ

 

وَطَرَقْتَ بَابَ الحقِّ تَسْأَلُ نُورَهُ

للعابرينَ عَلَى هُــدَى القــرآنِ

 

 اللهُ أنبتَ فـي القلـــوبِ جمالَهُ

  وَسَقَيْتَ نبتَ اللهِ في الشُّــريانِ

د. حازم مبروك عطيه

بداية الصفحة