نظمت جامعة كارلتون الكندية مساء اليوم الأربعاء، محاضرة لسفير مصر في كندا أحمد أبو زيد، بعنوان "تحديات الأمن المائي المصري نتيجة مشروع سد النهضة....فرص الدبلوماسية المائية في التوصل إلى حلول".

وحظيت المحاضرة باهتمام كبير لدى الدوائر الرسمية و مراكز البحث والجامعات بالعاصمة الكندية، وشهدها أكثر من 100 مشارك من وزارات الخارجية والبيئة والموارد الطبيعية واللجنة المشتركة الدولية المعنية بإدارة الموارد المائية المشتركة بين كندا والولايات المتحدة. كما حضر الندوة لفيف من أساتذة وطلاب جامعتي أوتاوا وكارلتون، بالإضافة إلى سفراء كل من أثيوبيا والسودان وعدد من الدول الأفريقية والعربية والأوروبية المعتمدين لدى كندا، وخبراء من مراكز البحث والفكر الكندية العاملة في مجال العلاقات الأفريقية والقانون الدولي وتسوية النزاعات.

واستعرض السفير أحمد أبو زيد، في المحاضرة الأبعاد السياسية والفنية والقانونية لملف سد النهضة الأثيوبي، وتطورات العملية التفاوضية والموقف المصري إزائها، مع تقديم شرح وافٍ للخلفية التاريخية لقضية مياه النيل والعلاقات بين دول حوض النيل عبر المراحل التاريخية المختلفة، مؤكدًا أن نهر النيل يجب أن يظل دائما جسرًا للتعاون وتحقيق المكاسب المشتركة بين دول الحوض دون الإضرار بأي طرف، وليس قضية خلاف أو نزاع، لاسيما وأن موارد النهر كبيرة وكافية للجميع إذا حسن استغلالها.

وأكد السفر المصري أن المجتمع الدولي، لاسيما الدول ذات الخبرات الكبيرة في مجال إدارة الموارد المائية العابرة للحدود مثل كندا، مطالبة بالتحرك العاجل لمساعدة الأطراف على التوصل إلى حلول، وأن يدركوا بوضوح أن مياه النيل تعتبر قضية وجودية بالنسبة لمصر، حيث يعتمد الشعب المصرى عليها في كافة مناحي الحياة بنسبة تفوق الـ٩٥٪؜.

ومن جانبها، ألقت الدكتورة بانو أورميتشي رئيسة المعهد العالمي للمياه بجامعة كارلتون، كلمة رحبت خلالها بالسفير المصري، مؤكدة أن الجميع يعلم أهمية مياه النيل بالنسبة لمصر، وان الجامعة حرصت على استضافة السفير المصرى للتحدث في هذا الموضوع وشرح موقف بلاده تجاه مشروع سد النهضة الأثيوبي، ليس فقط لكونه سفير مصر في كندا، وإنما لكونه يتمتع بخبرة طويلة في مفاوضات مياه النيل لسنوات عديدة، وأنه من أكثر الدبلوماسيين المصريين الذين انخرطوا في تفاصيل هذا الملف.

وعلى جانب آخر استقبل أبو زيد، اليوم، بمقر السفارة المصرية في أوتاوا، مجموعة من الشباب المشاركين في منتدى شباب العالم المقرر عقده منتصف شهر ديسمبر المقبل في شرم الشيخ، مؤكدًا حرصه كل عام على على دعوة الشباب المشارك في المنتدى من المقيمين في مدن قريبة من العاصمة الكندية أوتاو، للالتقاء بهم في مقر السفارة المصرية قبل توجههم إلى مصر، مضيفًا أن هناك تزايدًا مستمرًا في أعداد المشاركين من المقاطعات الكندية المختلفة حيث تعدى العدد هذا العام الخمسين شابًا وشابة.

وأوضح أبو زيد، أن النجاح الكبير الذى حققه منتدى شباب العالم على مدار دورتيه السابقتين، زاد من حجم الإقبال عليه باعتباره المحفل الأكبر والأهم للحوار بين الشباب على مستوى العالم، مبرزًا أن المنتدى يعكس في الوقت ذاته الاهتمام الذى توليه مصر لتمكين الشباب و تعزيز دورهم في تحقيق التنمية ونشر ثقافة السلام وروح الابتكار والإبداع والمشاركة السياسية فى مختلف دول العالم.

وحرص السفير المصري على إحاطة المشاركين بالتطورات التي تشهدها مصر حاليًا على جميع الأصعدة، والاستماع إلى الخلفية العلمية والعملية لكل مشارك، ودوافع مشاركتهم فى المنتدى، حيث أكدوا على إعجابهم بتنوع الموضوعات التي سيناقشها المنتدى وتطلعهم للمشاركة بإيجابية وفاعلية في المناقشات. كما حث السفير أحمد أبو زيد الشباب على استمرار التواصل مع السفارة عقب انتهاء المنتدى لتسهيل انضمامهم إلى الرابطة الجاري تكوينها لكافة المشاركين في الدورات الثلاث للمنتدى من كندا.