كتاب وآراء

“عزيزي المفكر”

كتب في : الخميس 20 ديسمبر 2018 - 5:43 مساءً بقلم : محمد نجم الدين

“عزيزي المفكر..كلما تكتب أكثر..لابد أن تصير أكثر حرصاً وتدقيقاً وتعمقاً في الكتابة،وإبحاراً في الأفكار أكثر من إبحارك في الكلمات ، وإلا فلست من المفكرين المبدعين، بل تظل مجرد كاتب تمتهن رص الكلمات للدلالة على معنى أو التعبير عن أفكار الغير وتوصيلها لطرف ثالث. إن زرع الأفكار لهو أداة العصر للسيطرة على الشعوب ومقدراتها فمن سيطر على العقل سيطر على الإرادة، وتعد الآلة الإعلامية بلا شك هي الوسيلة المثلى لزرع الأفكار ولم تقتصر تلك الآلة الآن على الإذاعات المسموعة أو الشاشة الصغيرة وحتى الجرائد المطبوعة فقط بل امتدت إلى أبعد من ذلك بكثير، فنجد الآن ما يسمى بال”سوشيال ميديا” أو وسائل التواصل الإجتماعي بمختلف أشكالها ووسائلها وأيضا الجرائد والمجلات والموسوعات بل وحتى الكتب والمكتبات لم تعد فقط مطبوعة بل نجدها بسهولة متاحة على أسطوانات تخزين المعلومات أو حتى على شبكة المعلومات الدولية الإنترنت. لذا عزيزي المفكر لابد أن تتروى وتستوضح وتنتقي صياغة الأفكار قبل الكلمات جيداً وذلك قبل أن تخطها فيسجلها التاريخ وربما تنتشر خصوصاً تلك الأيام كإنتشار النار في الهشيم. إن الكلمة أمانة وعهد ضمني بينك وبين القارئ على أن تخبره الحق، ولك الإختيار إما أن تفي بالعهد وتسير بالقارئ في ذلك الطريق الذي يصل به إلى الحق الذي تعاهدتما عليه حتى وإن كان ذلك الدرب صعباً وغير ممهد، أو تنزلق به في طريق الضلال متخليا عن ضميرك وتاركاً لروحك قبل قلمك العنان دون ضابط من الأخلاق يسوقك إلى حيث لن تجد أي قدر من الجمال.. ولك.. لك وحدك الاختيار إما طريق الحق الذي يصل بك إلى الخير والجمال أو طريق الضلال الذي لن يصل بك إلا إلى مستنقع من القبح والهوان. “

بداية الصفحة