كتاب وآراء

روايات واساطير الانفاق واعداد الصواريخ .

كتب في : الخميس 22 فبراير 2024 - 12:18 صباحاً بقلم : حسين عطايا

 

في صيف العام ٢٠٠٢ وما قبلها زاد الضخ الاعلامي اتجاه العراق على انه يمتلك صواريخ باليستية ونووية وبأنه يمتلك قوة نووية وهو ممنوع من امتلاكها وذلك يُشكل خرق لقرارات الشرعية الدولية .
 مع بداية  العام ٢٠٠٣ اي تاريخ  اجتياح العراق دأب الاعلام الامركي على تصوير العراق على انه  الجيش الرابع على مستوى العالم ، ويمتلك اسلحة ممنوعة عليه ان يمتلكها ، حينها بعض خفيفي العقول بدأوا بالتطبيل والتزمير ، اغاني ومدائح للعراق وبالعراق  .
 وفي الثالث من شهر  اذار ، مارس من العام ٢٠٠٣ بدأت  القوات الامريكية ومعها تحالف دولي باجتياح العراق  وطبعا منها بعض الدول العربية التي شاركت بالاجتياح الى جانب الولايات المتحدة ، وكانت نتيجتها ان احتلت العراق وقضت على نظام الرئيس صدام حسين ،  واتت بعملائها من مختلف الاطياف العراقية ونصبتهم على رأس السلطة العراقية ، واول القرارات للحاكم العسكري الامريكي " بول بريمر " قرار حل الجيش العراقي ، بدعم ومطالبة من المرجع الديني الشيعي  العراقي
 " علي السيستاني "  ، وتم على ضوئها اعادة تشكيل جيش عراقي دون المستوى ومن دون عقيدة  من بعض المليشيات الخاضعة للامريكي والايراني وكان هو هذا الحيش الذي لازال لليوم غير قادر على حماية العراق واهله وهو بعض من مليشيا ومرتزقة لايران وغيرها .

اما اليوم ومع اندلاع الحرب الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية ، عادت الاسطوانة الاعلامية تنسج من مخيلات بعض الصحافيين والاعلاميين الذين يدورون في فلك بعض الاجهزة الغربية وغيرها ، على نسج روايات او التسويق لروايان حسن نصرالله الامين العام لحزب الله ، عن امتلاكه ترسانة اسلحة وصواريخ دقيقة وبعضها غبي والمثير من العديد والعتاد والذي يُهدد الكيان الاسرائيلي وباستطاعته ان  يطال مختلف مناطق فلسطين المحتلة . وفي  اليومين الماضيين  نشرت صحيفة " ليبراسيون " الفرنسية تقريراً مفصلاً عن انفاق حزب الله ، على انها تمتد لاسرائيل ويمكن ان يمتد جزء منها لسوريا .

قد يكون بعض ما جاء في التقرير الصحفي واقعي ومتوقع بالنظر الى الخطط العسكرية التي يسعى لامتلاكها  حزب الله ، على غرار التجارب السابقة لحركات المقاومة ومنها اتجربة الفيتنامية في الماضي البعيد ،  او القريبة منها  اليوم كشبكة انفاق غزة او ما يُسمى مترو غزة ، والذي شكل ولا زال أحجية معقدة للجيش الصهيوني حيث يُلحق  ولا يزال الضربات الموجعة للقوات الصهيونية المتوغلة في المدن الغزية .

ولكن غاب عن البعض وحتى منهم مُعدي التقرير في الصحيفة الفرنسية  بأن طبيعة لبنان وامتداده الجغرافي يجعل من اعمال حفر الانفاق  فيه ليس مُكلفاً فحسب لان ايران لم تبخل على ذراعها اللبناني " حزب الله " يوماً بالمال والعتاد ، ولكن الطبيعة الجغرافية اللبنانية تختلف عن طبيعة قطاع غزة ، فمثلا في شمال قطاع غزة من السياج الفاصل عن فلسطين المحتلة " اسرائيل " حتى شاطيء البحر مسافة ستة كيلومترات لا اكثر ومن شمال قطاع غزة حتى جنوبة ليس اكثر من اربعين كيلو متر المسافة الكاملة .

بينما في لبنان الجغرافية مختلفة من حيث الجبال والاودية والصخرية بامتياز عدا عن الانهر وبعض العوائق الكثيرة على امتداد الساحل اللبناني فكيف في الجبل وامتداداً الى البقاع وغيرها من المناطق اللبنانية ، عدا عن ان حفر الانفاق في الطبيعة اللبنانية وجغرافيتها بحاجة لالات ومعدات حفر كبيرة ومتطورة ، وبالتالي عمليات الحفر ستلفت الانظار اليها نتيجة ضرورة وجود معدات ثقيلة واليات واعداد من العاملين ، وذلك بالطبع يلفت النظر لمن ليس عنده نظر .

ولكن هذا الامر لاينفي وجود بعض شبكات الانفاق في المناطق الحدودية حيث بعض الاودية والجبال التي يتخذ منها حزب الله مواقعاً قتالية ولوجستية لتخزين الذخائر والمعدات العسكرية وغيرها ، ولكن ليست بالحجم الذي يصوره الاعلام المحلي والعربي والغربي ، والذي يطرب له نصرالله وحزبه وجماهيره وبعض المتزلفين من ناظمي الشعر الغنائي والكثير من ابناء البيئة والاتباع الذين يطربون لسماع هكذا اخبار ويغيب عنهم العقل والعمل به .

وهذا ما دفع اليوم بوسائل الاعلام الغربي والصهيوني على التغني بصواريخ وانفاق حزب الله على انها  اضخم واكبر مما تمتلكه حركة حماس في غزة .
وتفس الشيء بدأت الاغاني والاشعار والزغاريد تتعالى تمجيداً لقوة حزب الله والمقاومة وتسير الامور على منوالها من قصف يومي على مناطق الجنوب وتجري عمليات التدمير بشكلٍ ممنهج ومرسوم لقرى وبلدات الجنوب اللبناني مما يخدم الاجندة الصهيونية من تفريغ لمنطقة الحدود وخصوصاً…

بداية الصفحة