كتاب وآراء

قراءة في احداث اخر الاسبوع - القمة العربية و الاسلامية وخطاب نصرالله.

كتب في : الثلاثاء 14 نوفمبر 2023 - 11:33 مساءً بقلم : حسين عطايا

 

مما لاشك فيه ان الاسبوع المنصرم قد حمل في طياته احداثاً على كثير من الاهمية ابرزها حدثين ليسا بذات الاهمية من حيث وقعهما واهميتهما .

* اولها : 
القمة العربية والاسلامية والتي عُقدت يوم السبت من الاسبوع الماضي ، والتي عُقِدَت في مدينة الرياض السعودية وبرئاسة الدولة المُضيفة مُمثلة بولي عهدها  الامير محمد بن سلمان ، وحضور سبع وخمسين دولة عربية وإسلامية ،  وصدر عنها عدداً من المقررات ، ومنها ماهو على مستوى عالٍ من الاهمية بالاضافة الى رفع سقف هذه المقررات في اللهجة والتوجه ، ومن ثم تضمنت إدانة واضحة للاعمال التي تقوم بها القوات الصهيونية في منطقة قطاع غزة مما يُشكل إبادة جماعية وهو مٌخالف لكل القوانين والشرائع الدولية والانسانية .
كما تم في هذه القمة المشتركة تشكيل لجنة لتوثيق الجرائم الصهيونية في غزة وبالتالي تقديم دعاوة للمحكمة الجنائية الدولية، وايضاً تم تشكيل لجنة اتصال وتواصل مؤلفة من سبع دول عربية وإسلامية ،  مع دول العالم واستثنى من عضوية اللجنة ايران الحاضرة على مستوى رئيسها .
في هذه القمة ورغم عدم وضوح الرؤية لدى كثيرين تظهر بشكلٍ واضح وجلي صدور قرار عربي موحد والتحق به بقية الحضور من الدول الاسلامية ، ولكن الاهم والابلغ تعبيراً عن استعادة العرب للقضية الفلسطينية من تجار القضية وخصوصاً عمليات تتريك وتفريس هذه القضية ،  وإعادتها للحضن العربي الجامع والحاضن لها ، وبذلك اصبح العالم يلتزم حل الدولتين وفقاً للمبادرة العربية التي أُطلقت في قمة بيروت العام ٢٠٠٢  " مع العلم أن ايران وإسرائيل هما الدولتان  الوحيدتان اللذان يرفضان حل الدولتين "  ، 
وهذا امر في غاية الاهمية ، والأمر الاخر الذي  لالبُس فيه ،  هو  أن ما بعد الحرب على غزة ليس ماقبلها ، فبعد حرب غزة لاوجود لحكومة يمينية في أسرائيل ، كما لا يمكن ان يكون الحكم في غزة محصوراً بحركة حماس ، بل ستُصبح غزة والضفة الغربية دولة واحدة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية اي على حدود الرابع من حزيران من العام ١٩٦٧ ، 
وقد اعلن اسماعيل هنية خلال الاسبوع الماضي عن مواققته على حل الدولتين وهذا امر مغاير لما كان عليه فكر حماس ماقبل الحرب .

* الحدث الثاني : 
خطاب حسن نصرالله الامين العام لحزب الله ، والذي القاه مابعد ظهر ذات اليوم ، والذي اتى هادئاً وغير ذي اهمية كما كان المتوقع ، فروى مايحدث وماحدث ، لكن لهجته باتجاه القمة العربية والاسلامية كان هدائاً ومظبوطاً ، وقد عبر بوضوح عن ان القرار بالحرب او غير الحرب يُنتظر ما يحدث في الميدان ، ونصرالله يعرف مُسبقاً ان احداث الميدان مظبوطة ومحسوبة من الراعي الامريكي ، الذي يظبط جموح الحكومة اليمينية الاسرائيلية  والتي منذُ اليوم الاول  يُحاولون القيام بأعمال حربية تجاه حزب الله من خلال بنك اهداف مُعد مُسبقاُ وبالتالي يدفع ثمنه لبنان ، كحربٍ استباقية ليُعوض ما خسرته إسرائيل في قوتها الردعية بعد عملية السابع من اوكتوبر الماضي ، كذلك أيران تظبط عمليات حزب الله وتُبقيها ضمن الاهداف المتفق عليها مع الراعي الامريكي حفاظاً على مصالحها والتي يجري الاتفاق عليها في المفاوضات الدائرة في مسقط .

إذن ، ما حملته ايام اخر الاسبوع الماضي سيبدأ ظهور نتائجها في الايام والاسابيع القادمة خصوصاً مايجري من مفاوضات تحضيراً لصفقة شاملة للاسرى من الفلسطينيين ومن هم مع القسام التابعة بحماس وسرايا القدس التابعة للجهاد وبقية الفصائل المقاومة الفلسطينية ، والتي سينتج عنها وقف إطلاق نار مؤقت قد يُصبح شاملاً ومن ثم تبدأ الحركة السياسية بعد ما ستحمله الايام التي تلي الحرب من مُتغيرات على كل من الساحتين الاسرائيلية والفلسطينية ، تكون بداية لحل سياسي دائم مبني على حل الدولتين .

بداية الصفحة