عالم

اليابان وسوء الطالع مع الأولمبياد.. عندما يكون شبح «كورونا» يقارع الحرب العالمية‎

كتب في : السبت 21 مارس 2020 - 12:26 صباحاً بقلم : المصرية للأخبار

في أجواء هادئة بعيدة كل البعد عن الصخب، الذي كان مرتقبًا من قبل، تسلمت اليابان المشعل الأولمبي من اليونان، عند جبل أولمبيا، مهد دورة الألعاب الأولمبية الحديثة، في مراسم تقليدية اعتادت التكرار قبل أشهر من كل دورةٍ أولمبية، ايذانًا ببدء العد التنازي لأولمبياد طوكيو الصيفية.

لكن عقد الأولمبياد الصيفية المقبلة في طوكيو في موعدها المحدد سلفًا، خلال الفترة ما بين 24 يوليو و9 أغسطس المقبلين تبدو محل شك في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، الذي أصاب ما يقرب من 270 ألف شخصٍ من حول العالم إلى حد الآن، وفتك بحياة أكثر من 11 ألف شخص من بين هؤلاء المصابين.

إصرار ضد الظروف

ومع ذلك، تصر اليابان على المضي قدمًا في انعقاد الأولمبياد في موعدها، وذلك على الرغم من إرجاء أحداث رياضية مهمة للعام المقبل، وعلى رأسها كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم "يورو 2020"، وبطولة كأس كوبا أمريكا لمنتخبات قارة أمريكا الجنوبية.

وإلى حد الآن، سجلت اليابان على وجه التحديد 963 حالة إصابة بالفيروس التاجي، من بينها 33 حالة وفاة. ولا تبدو اليابان متضررة بصورةٍ كبيرةٍ من تفشي الفيروس مقارنةً بجارتيها الصين وكوريا الجنوبية، فالأولى كانت مهد مرض "كوفيد-19"، والثانية ضربها الفيروس دون هوادةٍ، فأصاب الآلاف وأودى بحياة المئات من شعبها.

غير أن الصمت الذي خيم على مراسم تسلم الشعلة الأولمبية، والذي استبدل ضوضاء الحفاوة والتلهف، التي كانت معهودةً سابقًا ألقى بظلاله على المشهد، وبات من الصعب الجزم بأن رياح الأولمبياد ستهب في موعدها كما تشتهي سفن اليابانيين.

ذكريات أليمة

وليست هذه هي المرة الأولى، التي تُنظم فيها اليابان دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، ففي عام 1964 استضافت العاصمة طوكيو على وجه التحديد الأولمبياد.

وقبلها، كان من المفترض أن تنظم اليابان دورة الألعاب الأولمبية عام 1940 في طوكيو أيضًا، لكن الحرب العالمية الثانية، التي دارت رحاها بين عامي 1939 و1945، والتي شاركت خضمها اليابان ضمن دول المحور حالت دون ذلك آنذاك.

وتسببت تلك الحرب في نقل تنظيم الحدث الرياضي الأكبر عالميًا من طوكيو إلى العاصمة المجرية هلسنكي، لتفوت الحرب الفرصة على اليابان في نيل شرف استضافة الأولمبياد وقتها.

ليس هذا فحسبت، فقد لعبت الحرب العالمية الثانية أيضًا دورًا، ففي ذات العام تم إلغاء دورة الألعاب الشتوية هذه المرة، والتي كانت مقررة في مدينة سابورو اليابانية، لتفقد اليابان ثاني أولمبياد كان يفترض أن يُنظم على أرضها.

وبعد 80 عامًا من تلك الذكريات المريرة يعود شبح الإرجاء أو الإلغاء يُخيم من جديد في أذهان اليابانيين، وليس السبب هذه المرة حربًا ضروسًا أثقلت كاهل العالمين، بل حربٌ من نوعٍ آخر ضد فيروس جديد بات هاجسًا يؤرق أجفان العالم بأسره.  

بداية الصفحة