كتاب وآراء

بني وطني إتقوا الله في أنفسكم غير نفسك تغير العالم ( استقيموا يرحمكم الله )

كتب في : الثلاثاء 17 يوليو 2018 - 8:16 صباحاً بقلم : مصطفي كمال الأمير

 احنا بقينا شعب قاطع جلياط ومتجلط اجتماعياً نعم قاطع تماماً كما يحدث للحليب واللبن عندما يتجلط ويخسر ولا يصلح لأي شيئ قاطع صلة الرحم وقاطع طريق رحمة ربنا ايضًاً أصبحنا مجرد جزراً معزولة بعيدة عن اَهلها ومعارفها ومجتمعها مشوهة نفسياً وغير قابلة للتغيير والإصلاح أصبنا بالجلطة الاجتماعية فرديا وجماعيا ونحتاج للدواء الشافي لزيادة تدفق سيولة الدماء الدافئة في عروق علاقاتنا الاجتماعية الانانية الباردة نعاني من السكتة الانسانية في علاقاتنا مع الجيران والاصدقاء الحقيقيين الذين أصبحوا عملة نادرة في هذا الزمن المزيف الخادع الأجنبي الغريب عنا اصبح اكثر دفئا وإحساسا بنا ومستعد للمساعدة ومد يد العون كلما استطاع بينما أقاربك واهلك وعشيرتك اصيبوا بالجفاء وجفاف المشاعر الانسانية التي امرنا بها ديننا الحنيف صلة الدم والدين والوطن والنسب تقطعت وتمزقت لصالح صلة المال والمصلحة مع شعار ميكافيللي بشع لا صوت يعلو فوق صوت المصلحة !!! ناس زمان قالوا عن صلة الدم " الدم عمره ما يبقي مياه " لكنه في أيامنا هذه الدم أصبح مياه معدنية تباع لأول مشتري كل منا حاليا يحمل جرحا غائرا من بَعضُنَا البعض نعاني منها جميعاً لكن لا يوجد احد يشعر بالوجع والألم في جراح الاخرين أغلبنا اصبح عنيداً جداً لدرجة الغباوة مما ضاعف من تعاستنا وشقاءنا في حياتنا رغم معرفتنا في ثقافتنا بأن أن العند يورث الكفر والعياذ بالله فإن الشقاء والتعاسة التي نعاني منها غالباً ما تكون بسبب العناد والغرور والاستبداد بالرأي تنكرنا لكل مبادئنا الاخلاقية والدينية طلباً للدنيا وملذّاتها او لتحقيق مصلحة شخصية علي حساب قيمنا ومبادئنا وعلي رقاب الآخرين الكذب والنفاق اصبح جزأً أساسياً في حياتنا اليومية وهناك بيننا من يكذب كلما يتنفس !! عقولنا تحجرت بعدما أتلفها الهوي والتعصب للمذهب او للطائفة او للتعصب الديني والسياسي وحتي الرياضي مما أدي لإنهيار الثقة والإحترام ومثال علي فقدان الثقة هو كوب الماء الصافي عندما يختلط مع نقطة دم !!! لا يصلح بعدها استخدامه في اي شيء سواء للشرب او للنظافة إعادة بناء الثقة والاحترام مجددا أصعب كثيرا بعد خيانة الأمانة وغياب القدوة الحسنة نعم ولدنا جميعاً أحراراً لكننا ( الا نادرا) أصبحنا عبيدا للمال او للولد او للشهوة او للسلطة او للمصلحة او للحزب او للجماعة او لاشياء اخري جعلت حريتنا ناقصة حتي وفاتنا "كرامتك من كرامة اخوك" هذا ما تعلمناه صغاراً لكننا نسيناه عندما كبرنا وعكسنا الآية لتصبح ان كرامتك في اهانة اخوك المصري هذه الأمراض النفسية العديدة التي اصابتنا لابد لها من حل وعلاج سريع للشفاء والتعافي منها وهذا دور مراكز البحوث الاجتماعية والهيئات الدينية والإعلامية والثقافية الرجوع الي الحق فضيلة نفتقدها حالياً لكن في النهاية الحق أحق ان يتبع اننا ندعوا الله يوميا في صلواتنا ان يهدينا نعمة الصراط المستقيم نستمع لعشرات خطب الجمعة خلال العام لكننا لا ننفذ منها شيئاً نذهب بإرادتنا دائماً في طريق اخر تماماً هو طريق الضلال والغضب من الله الذي نسأله تعالي الرضا والهداية وقول كلمة الحق وعمل الخير الدليل علي اننا قادرين علي التغيير في شهر رمضان أثناء الصيام نكون أفضل انسانياً لكننا نعود أسوأ مما كنّا قبله برهان واضح علي انعدام الرغبة لدينا في التغيير وإصلاح أنفسنا حتي أشعار آخر إحنا مصر شعب واحد قلب واحد رب واحد لا شعب تاني ولا ثالث ولا رابع لا شعب كنيسة ولا شعب جامع كنّا في الميدان أيد واحدة وسط شارع من زمان سعد باشا كنّا واحد وقبله بارك عيسي والعذراء مصر هلال بكبر وصليب يهلل الله واحد شعب مصر احنا مصر الكاتب مصطفي كمال الأمير

بداية الصفحة