ثقافه وفنون

الليلة الثالثة لـ«الموسيقى العربية».. مى فاروق الصوت الذى يطرب ويمتع.. ومروان خورى لبنانى يعشق «بهية»

كتب في : الثلاثاء 05 نوفمبر 2019 - 12:34 صباحاً بقلم : أمنية أيمن مطر

هناك أصوات عندما تستمع إليها تشعر أن المغنى لسه بخير، وان الساحة الغنائية المصرية مازال لديها الكثير لكى تقدمة للاغنية العربية، تشعر ان المغنى لسه بخير لأن تلك الاصوات تمنحك متعة الطرب، تضفى عليك حالة من البهجة والاستمتاع بالموسيقى الشرقية أصالتها ورصانتها؛ تشعرك بقيمة الكلمة وبراح المقامات الشرقية التى تعطى الصوت القدرة على التنقل بين النغمات، وهو الأمر الذى لا يتوفر الا فى صوت متمكن ولد وتربى وعاش فى أحضان الموسيقى العربية، من هذه الاصوات وابرزها صوت المطربة الكبيرة بموهبتها مى فاروق، التى تمتلك صوتا وموهبة كبيرة تجعلها تغنى أى عمل مهما كانت درجة صعوبته بانسيابية شديدة.
مصر عبر تاريخها الكبير دائما ما تقدم لنا اصواتا تجعلنا خارج المنافسة مع أى دولة أخرى، ونحن شعب خلق ليغنى كما اننا نعى كيف نستمع للغناء.
مى فاروق إحدى حبات عنقود الطرب المصرى، هى حفيدة منيرة المهدية وأم كلثوم وليلى مراد، وعبدالوهاب والسنباطى وبليغ حمدى والموجى والطويل، وكل من جعل الغناء شيئا ممتعا، فى الليلة الثالثة من ليالى مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية كانت ليلة مى فاروق ومروان خورى وعازف الجيتار وحيد ممدوح.
بدأت مى وصلتها بأغنية فى يوم وليلة لحن الموسيقار عبدالوهاب لوردة الجزائرية، تشعر وأنت تستمع اليها من مى فاروق، وكأن موسيقار الاجيال لحنها لها اداء واحساسا، اللحن يعيش بداخلها تغنى وكأنها تغنى لنفسها، تشعر انها عادت لعصر عبدالوهاب، وكما قدمت هذا العمل بتلك الروعة قدمت بقى عايز تنسانى ألحان المبدع فريد الاطرش.
وحياتك يا حبيبى ألحان سيد مكاوى، لو على قلبى لفضل شاكر وقدمت اهواك للعندليب الاسمر عبدالحليم حافظ، لكنها تظل فى اعمال ام كلثوم أكثر بريقا ولمعانا.
ومن أعمالها الخاصة قدمت «يا ملك» الحان محمد رحيم، واتصور ان مى تحتاج ملحنا بمواصفات خاصة يعى طبيعة صوتها جيدا، كما غنت بكرة تعرف للراحلة فايزة احمد الحان الموسيقار محمد سلطان ثم غنت يا شمس يا منورة للموسيقار الكبير ياسر عبدالرحمن واختتمت وصلتها بـ«ليلى نهارى» للسيدة ام كلثوم الحان رياض السنباطى، ومع هذا العمل تشعر ان مى مختلفة لانها اكثر انطلاقا فى اعمال ام كلثوم.
مى لم تنسَ ان تؤكد على سعادتها بوجودها هذا العام لأنها سنة مختلفة بالنسبة لها لانها كرمت من المهرجان.
تظل الموسيقى لغة واحدة للتواصل بين البشر ورغم تعدد لهجات ابناء الوطن العربى اتفق الجميع على اعتبار تراث الطرب احدى علامات الحضارة المتفردة فى عناصرها ومقوماتها وجاء مهرجان الموسيقى العربية كوسيلة للثقافة المصرية للتلاقى والتواصل بين شعوب الامة واعادة تشكيل الوعى والارتقاء بالوجدان، احتضن مسرح الاوبرا الكبير فى الفاصل الثانى النجم اللبنانى مروان خورى بمصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو الدكتور مصطفى حلمى التى صاحبت مى ايضا، وقدم تحية لمصر وشعبها فى اولى اغنياته مساء الفل يا بهية تلاها مزيج من المؤلفات التراثية واعماله الخاصة منها طاير يا هوا، كل القصايد، خايف أقول اللى فى قلبى، أكبر أنانى، سلم لى عليه، كما وجه التحية لروح الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى قبل أن يقدم أغنية بنلف فى دواير، وبتهون، ميتى أشوفك، يا غايب عن عينى، وعزف على آلة البيانو منفردا تتر مسلسل «لو» من كلماته والحانه، ثم قدم بعدها أغنية لو فى واطلع فى هيك، واختتم الحفل بمغرم.
وكان الحفل قد بدأ بعزف لوحيد ممدوح على آلة الجيتار الذى قدم لحنى الحلو حياتى وحبيتك بالصيف.
وعلى مسرح معهد الموسيقى العربية قدمت الفرقة السلطانية العمانية للموسيقى والفنون الشعبية مجموعة من مؤلفات اعمال تراث الطرب العربى.. وفى مسرح سيد درويش «اوبرا الاسكندرية» احيا المغربى فؤاد زبادى فاصلا غنائيا بمصاحبة فرقة الحفنى بقيادة المايسترو هشام نبوى وسبقه فقرتان لكل من عازف الكمان اللبنانى جهاد عقل والمطربة حسناء.
وعلى مسرح اوبرا دمنهور قدمت النجمة نادية مصطفى فاصلا غنائيا بمصاحبة فرقة الموسيقى العربية للتراث بقيادة المايسترو فاروق البابلى بعد فاصل غنائى، للمطرب احمد ابراهيم ونجوم الاوبرا حنان عصام، انغام مصطفى، احمد صبرى ومحيى صلاح، واتصور ان المسرح الكبير هذا العام كان بحاجة لاصوات من نوعية احمد ابراهيم ونادية مصطفى لانهما يمثلان الاصوات المصرية التى تنحاز للغناء الجاد، ويحسب لاحمد ابراهيم انه احد حفظة التراث ويعى قيمته جيدا ويجيد اداءه على افضل ما يكون.

بداية الصفحة