العالم العربى

حقن الدماء وحماية المدنيين وحفظ حقوق الفلسطينيين.. محاور الموقف المصرى والتحركات المكثفة جراء التصعيد فى غزة

كتب في : الأربعاء 11 اكتوبر 2023 - 4:40 مساءً بقلم : المصرية للأخبار

 

لم يكن اقتحام مجموعة من المتطرفين بقيادة عضو بالكنيست الإسرائيلي لباحات المسجد الأقصى المبارك تحت حماية قوات شرطة الاحتلال الإسرائيلية، فى نهاية سبتمبر الماضى هى أول أو آخر الاستفزازات والانتهاكات التى يتعرض لها الفلسطينيون من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل يومى دون توقف، وجاء ذلك قبل بدء التصعيد الأخير بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي المستمر منذ ٥ أيام.

تحذيرات مصرية 

ولم تتوان مصر فى إدانة مثل هذه الاستفزازات المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، حيث اعتبرت مصر أن هذه الخطوة تمثل حلقة جديدة من سلسلة الإجراءات التصعيدية التي تستفز مشاعر ملايين المسلمين حول العالم، وتحمل في طياتها مخاطر تأجيج العنف والتوتر داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وطالبت مصر آنذاك السلطات الإسرائيلية بضرورة الوفاء بالتزاماتها بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، ووقف مثل هذه الممارسات التصعيدية لما تمثله من انتهاك صريح للوضعية القانونية والتاريخية القائمة لمدينة القدس ومقدساتها الشريفة، مشددة على ضرورة احترام الوضعية القائمة للمسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف باعتباره وقفاً خالصاً، بكامل مساحته البالغة ١٤٤ دونماً، لعبادة المسلمين. 

وجددت مصر مطالبتها للأطراف الدولية ذات التأثير، بالاضطلاع بمسئولياتها تجاه حماية مقدسات الشعب الفلسطيني، والدفاع عن حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية. 

بداية التصعيد الأخير (طوفان الأقصى)

ويوم السبت الماضى أعلن القائد العام لكتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، محمد الضيف، بدء عملية عسكرية ضد إسرائيل باسم "طوفان الأقصى"، وإطلاق آلاف الصواريخ باتجاهها.

وأشار إلى أن عملية "طوفان الأقصى" تأتي في ظل "الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وتنكر الاحتلال للقوانين الدولية وفي ظل الدعم الأميركي والغربي والصمت الدولي.

تحركات مصرية مكثفة لتحقيق التهدئة 

من جانبه أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر تتابع باهتمام تطورات الأوضاع في المنطقة، وعلى الساحة الفلسطينية، مشددا على أن التصعيد الحالي خطير للغاية وله تداعيات قد تطال أمن واستقرار المنطقة.
 
وقال الرئيس السيسي تصريحات صحفية إن مصر تكثف اتصالاتها على جميع المستويات لوقف جولة المواجهات العسكرية الحالية، حقنا لدماء الشعب الفلسطيني، وحماية المدنيين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وتابع: "إننا نتواصل مع جميع القوى الدولية وجميع الأطراف الإقليمية المؤثرة من أجل التوصل لوقف فوري للعنف، وتحقيق تهدئة تحقن دماء المدنيين من الجانبين".

موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية 

وشدد الرئيس السيسي إن مصر تؤكد أن السلام العادل والشامل، القائم على حل الدولتين، هو السبيل لتحقيق الأمن الحقيقي والمستدام للشعب الفلسطيني، وأن مصر لا تتخلى عن التزاماتها تجاه القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
 
وأعرب الرئيس السيسي عن أمل مصر في التوصل لحل وتسوية للقضية الفلسطينية عن طريق المفاوضات التي تفضي إلى السلام العادل وإقامة الدولة الفلسطينية.. مشددا على أن مصر لن تسمح بتصفية القضية على حساب أطراف أخرى.

مصر ترسل قافلة مساعدات إنسانية لقطاع غزة

أعلن التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، أنه تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، فإنه يستعد لإرسال قافلة شاملة محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والعلاجية.

وتضم قافلة المساعدات أطباء من جميع التخصصات وأدوية وأجهزة طبية لدعم الأشقاء الفلسطينين جراء أعمال العنف التي شنتها إسرائيل علي قطاع غزة.

وأعرب التحالف الوطني عن أسفه الشديد حيال تصاعد أعمال العنف بقطاع غزة وهو ما يهدد السلام الدولي ويتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة بالحفاظ علي حقوق الإنسان مؤكداً علي تضامنه ودعمه الكامل للشعب الفلسطيني.

كما أكد التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي على مواصلة جهوده في إرسال المزيد من المساعدات الإنسانية بكافة أشكالها حتى تحسن الأوضاع.

ويأتي ذلك تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتقديم الدعم الفوري والإغاثة الإنسانية لدولة فلسطين الشقيقة، وهو ما يتم بشكل مستمر فى إطار دعم وتضامن  مصر تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق لتخفيف حدة أحداث العنف التي أدت إلى سقوط العديد من الضحايا والمصابين.

مصر تدفع لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية

كثف وزير الخارجية سامح شكري اتصالات ومشاورات مع عدد من نظرائه ومسؤولين أممين، من أجل الدفع بإيجاد حل جذرى للوضع الراهن، حيث يؤكد وزير الخارجية أن الوضع الراهن ينبغي أن يدفع المجتمع الدولي للتعامل مع الأسباب الجذرية للتصعيد، والسعي إزاء إيجاد الأفق السياسي الملائم للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني، ويحقق الاستقرار الذي ترجوه شعوب المنطقة. 

كما شدد وزير الخارجية على أهمية تنسيق جهود الأطراف الإقليمية والدولية لحث الأطراف على الوقف الفوري للتصعيد باعتباره الأولوية في الوقت الراهن حقناً لدماء الشعب الفلسطيني، والمدنيين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والنأي كذلك عن استهدافهم وتجنيبهم المزيد من المعاناة الإنسانية الناجمة عن المواجهات المسلحة.

بداية الصفحة