أخبار عاجلة

سر 'التحول الكبير' للسيسي في قضية 'سد النهضة'

كتب في : الثلاثاء 31 يناير 2017 - 12:40 صباحاً بقلم : نادر مجاهد

يحضر الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتماعات القمة الإفريقية في العاصمة الإثيوبية «أديس أبابا»، ورغم أن وجوده في إثيوبيا يُعتبر هو المرة الرابعة له منذ توليه المسؤولية في يونيو 2014، إلا أن الرئيس يأتي لحضور القمة هذه المرة بوجه مختلف تمامًا، خصوصًا بعدما أدلى بتصريحات سابقة بكون قضية سد النهضة أصبحت «حياة أو موت».

 

وعلى هامش القمة الإفريقية يلتقي الرئيس السيسي برئيس الوزراء الإثيوبي «ديسالين»، وبالتأكيد فإن قضية سد النهضة ستأخذ جانبًا واسعًا من المحادثات، وتلقت إثيوبيا جيدًا تصريحات الرئيس الأخيرة عن عدم تفريط مصر في حقوقها المائية، وهو ما يعني أنها قد تُلطف الأجواء مع مصر خلال الفترة القادمة، بالتزامن مع سعي مصر المستمر لكسب الدول الإفريقية بجانبها.

 

ووفقًا لخبراء ومتخصصين فإن الرئيس سيُركز على قواعد ملئ خزان السد بعدما أصبح سد النهضة واقعًا لا مفر منه، وسيطلب أن تكون فترة ملئ الخزان أطول فترة ممكنة، وذلك حتى لا تتأثر مصر بشكلٍ كبير بنقص المياه المتوقع، خصوصًا وأن المتابعين يتوقعون بأن يخصم سد النهصة 10 مليار متر مكعب على الأقل من حصة مصر المائية.

 

 مغازي: الرئيس كان على علم تام بالملف من البداية للنهاية ولقاء يجمع الأطراف في أغسطس

وقال الدكتور حسام مغازي، وزير الري السابق، إنه وفقًا لإعلان المبادئ الموقع بين «مصر وإثيوبيا والسودان» فإن هناك أوقات محددة وخريطة واضحة لتسليم نتائج المكتب الاستشاري والانتهاء من الدراسات الفنية، مؤكدًا أن هناك لقاء ثلاثي سيجمع الدول الثلاثة في أغسطس القادم وسيتم خلاله الاتفاق على قواعد ملئ خزان السد.

 

وأوضح مغازي في تصريح له، أن الرئيس السيسي كان على علم تام بما يحدث في المفاوضات من البداية إلى النهاية كما أنه خلال 3 سنوات ذهب إلى إثيوبيا شخصيًا 4 مرات، إضافة إلى سفر المسؤولين عن الملف مرات عديدة ويدل ذلك على مدى اهتمام الرئيس بالقضية خصوصًا وأنها تتعلق بحياة المصريين.

 

 ويُضيف: اتفاقية «المبادئ» كانت النواة الأولى لوجود مكتب فني وسلكنا كل الطرق

وأضاف: التوقيع على اتفاقية المبادئ في مارس 2015 وضع إطار للتعامل مع إثيوبيا، نتج عنه في النهاية وجود مكتب فني يدرس الآثار المترتبة على بناء سد النهضة وتأثيرها على دولتي المصب، لافتًا إلى أن مصر سلكت جميع الطرق المفترض أن تخوضها وديًا في القضية وجلست مع إثيوبيا عشرات المرات للتفاهم وكانت دائمًا ما تذلل العقبات وفي النهاية علينا انتظار نتيجة المكتب الاستشاري المختص بإجراء الدراسات.

 

وكان الوزير السابق حسام مغازي على خلاف طويل مع الوزير الأسبق نصر الدين علام، إذ اتهمه الأخير بالتسبب في توقيع مصر على اتفاقية المبادئ والتي تُعتبر بمثابة اعتراف رسمي بسعة خزان سد النهضة، مؤكدًا أنه كان من المفترض أن يتم التفاوض حول تلك السعة التخزينية.

 

 علام: تصريحات الرئيس الأخيرة مختلفة وقوية وجاءت في وقتها رغم اختلافي معه فنيًا

وحلل نصر علام الموقف المتغير للرئيس من القضية بتأكيده على أن هناك جدية واضحة في تصريحات الرئيس وتأكيده لى أنه لا أحد يُمكنه العبث في حصة مصر المائية، لافتًا إلى أن تصريحات الرئيس قوية وفي وقتها رغم اختلافه معه في أن المفاوضات الفنية تسير في طريقها المرسوم.

 

وأوضح أن هناك توجه واضح من إثيوبيا بمساندة سودانية للمماطلة في دراسات السد لأسباب سياسية وأخرى كيدية وهناك تحركات غير مناسبة من دول شقيقة، مؤكدًا أن تصريح الرئيس كان لهذه الأسباب مجتمعة، مضيفًا: الوصول إلى اتفاق حول سياسة لملء السد وتشغيله أمر شاق جدًا مع إثيوبيا والتي يُساندها السودان، وتحتاج من المفاوض المصرى إلى التصرف بمزيج من القوة والحسم والمرونة مع إعداد البدائل المناسبة.

 

واعتبر الوزير الأسبق، أن إثيوبيا «لبستنا في الحيط» عندما جعلت المفاوضات فنية بحتة ونحن قبلنا ذلك رسميًا، بالرغم من معرفتنا أنّها لن تنتهى أبدًا الا سياسيًا شئنا أم أبينا، مطالبًا بأن يتم ذلك قبل فوات الأوان، متابعًا: بلا شك الوضع يزداد صعوبة مع تفاقم أزمتنا المائية والتغيرات الدولية والإقليمية، وعدم البدء حتى الأن جديًا في اتخاذ الإجراءات الملائمة داخليًا للتعامل مع النقص المتوقع في حصتنا المائية.

بداية الصفحة