كتاب وآراء

كورونا إمتحان لقدرة المسلمين على التكاتف

كتب في : الجمعة 03 إبريل 2020 - 10:59 صباحاً بقلم : حازم محمد سيد احمد

يقول الله تعالى فى محكم الكتاب
((سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد)) صدق الله العظيم
ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال (( قال: لأن يمشي أحدكم مع أخيه في قضاء حاجته ـ وأشار بأصبعه ـ أفضل من أن يعتكف في مسجدي هذا شهرين))
قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله أيُّ الناس أحبُّ إليك ؟ قال: أنفع الناس للناس، قيل: فأيُّ العمل أفضل ؟ ... قال، إشباعُ جوْعَته، وتنفيسُ كُربتِه، وقضاءُ ديْنه، ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ كان ... مع أخٍ لي في حاجةٍ أحبُّ إليَّ مِن أن اعتكِف في هذا المسجدِ شهرًا في مسجِد المَدينة، ومن ... حديث: ألا أُخبِركُم بأفضلَ من الصَّلاة والصِّيام،فإن قضاء حوائج الناس المشروعة من أفضل وسائل فعل الخير. ... سبيل الله، أو غير ذلك من نفقة في وجوه الخير، أو عمل بطاعة الله من صلاة أو صيام أو حج، أو ... قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه السائل أو طُلبت إليه حاجة، قال: ((اشفعوا ... عز وجل قلبه أمنًا يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى أثبتها له، أثبت الله عز وجل ...إن حالة التردي الحضاري التي وصل إليها عالمنا الإسلامي اليوم لا تخفى على عاقل. فأغلب دوله تقع في ذيل القوائم التي ترصد نسب النمو الحقيقي والتطور الاقتصادي والتقني والحكم الرشيد وكل ما يمتّ إلى التقدم والمدنية بصلة، وذلك في نفس الوقت الذي وصلت فيه أعداد المسلمين إلى أرقام غير مسبوقة من الازدياد العددي والانتشار السكاني، مما يستخدم كدليل على ضعف فعالية الفرد المسلم، وانخفاض إنتاجيته مقارنة بأقرانه من مواطني الدول التي تحتلّ رأس تلك القوائم، أو على الأقل فإن إدارة دول العالم الإسلامي لمواردها البشرية والمادية تعوزها الكفاءة والفعالية في سياق المقارنة نفسها، وما تعلمناه من «كورونا» ونحن نمر في منعطفه وهو أزمة و»تعدي» بإذن الله أن الله سيحمي عباده وبلاده فالله خيرحافظا
وبفضل منه ثم قيادتنا وأهلنا الصالحين رأينا كيف الجميع اجتمع وتوحد لأجل التصدي له والتعاون «كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، وأنك محال ومهما وضعت من مخططات ومشاريع أن تضمن القدر وتضمن قادم الأيام، فبدقيقة يغير الله من حال إلى حال، «كن فيكون»، وعندما تنشغل بالآخرين ومحاولة إيذائهم ومنع تطورهم وتقدمهم بدقيقة يسخر الله من حيث لا تعلم
فيروس صغير يبتليك به ويشغلك بنفسك ليل نهار، ويجعلك في دوامة كيفية
محاربته والتخلص منه.، و«كورونا» ألهمنا أن يد الله مع الجماعة وأن
التعاون والاتحاد هو ما يمنع الضرر والشرور من التسرب بيننا وأننا عندما
نراعي المصلحة العامة فإن هذا يحفظنا أولاً قبل أن يحفظ الآخرين ويصب في
مصلحتهم، وأنه كما لنا حقوق علينا مسؤوليات وواجبات، وأن مثل هذه المنعطفات
هي المحك التي تظهر حقيقة الطبيعة البشرية، وأننا كبشر فطرتنا تتجه دائماً
نحو حب الخير لا الشر كما إنه جعلنا نلمح نعمة أننا مسلمين ومصرين على الأخص وأننا في ظل قيادة رشيدة وحكيمة، تراعي المواطن والمقيم على أرضها والمواطن أولاً وأخيراً، ومكانه هرم أولوياتها عكس بعض الدول التي لم تهتم بمصير مواطنيها ولم تتخذ أى إجراءات وقائية، وأن لدينا ثروات قيادية وكوادر بشرية مؤهلة وعلى
مستويات عالية من الخبرة والكفاءة.. الحمد لله أولاً وأخيراً.. اللهم لك
الحمد في السراء والضراء والسياسي، ممّا ساهم بالتالي في خلق فكر ومذاق عام مشترك يدركه الشامي في المغرب ولا يخطئه المغربي في دمشق أو عمان أو وإن طغت مظاهر التغريب ،وإن كانت بنسب متفاوتة ،على السطح لأسباب عديدة ،كما أنّ ظاهرة الصحوة الإسلامية استفادت بدورها من التقنيات الحديثة كي تنتشر في كل العالم الإسلامي من المغرب إلى الصين ومن إندونسيا إلى قازان وإن إختلفت أشكال ظهورها وشدّتها بحسب البيئة،وكي نستطيع قطاف ثمار هذه الصحوة وتحويلها إلى نهضة شاملة علينا ترشيدها بروح الإسلام الوسطي من خلال المحاور السابقة الذكر على مستوى الأفراد، و كذلك علينا توحيد الجهود والطاقات من خلال الإفادة من الثورة العلمية في مجالي الإدارة والتخطيط كي نتمكّن من تحويل الأفكار إلى أفعال سليمة ذات أثر مستدام وذلك بشكل منهجي مدروس وبعيد عن الانفعال والارتجال.

بداية الصفحة