ثقافه وفنون

شريف المصري فنان يحول الورق المهمل إلى لوحات بديعة ومستلزمات للبيت ووسيلة رزق

كتب في : الجمعة 11 نوفمبر 2016 بقلم : رفعت الزهرى

ليس الفنان فقط هو الذي يبدع عملا فنانا كلوحة أو تمثال أو جدارية يحاكي بها الطبيعة الخلابة وبأدواتها الجميلة الهينة المطواعة كالريشة والحجر والألوان، ولكن الفنان الأحق بأن تشيد به هو ذلك الفنان الذي يبدع ويقلب القبح جمالا،والشيء المهمل إلى شيء رائع الحسن نستخدمه في حياتنا اليومية، والشيء كريه المنظر إلى شيء محبب للعيون،مستخدما أدوات يهملها الجميع ويلقون بها في سلة المهملات كورق الجرائد، لتصبح في النهاية أدوات يتم تسويقها لتوفر الرزق لأسر كاملة .

  يقول مهندس الكهرباء الفنان شريف المصري – في حوار خاص معه - عن بداية علاقته بورق الجرائد واستعمالها في صناعة لوحات فنية مجسمة وأدوات نستخدمها في حياتنا اليومية"اخترت ورق الجرائد لتوافره في المنزل والمكتب وكل مكان و سهولة الحصول عليه،كما أن الورق مادة طيعة الاستخدام ومرنة يمكن تشكيلها بكل يسر،وبدأت الفكرة من كراتين البيض الذي يستخدمها كل معاهد وجامعات الفنون،حيث يقوم هؤلاء بتقطيع كراتين البيض ثم وضعها في المياه ثم عصرها وإعادة تشكيلها ومن هنا قررت ان أقوم بعجينة الورق ولكن من الجرائد علي سبيل التجربة فكانت النتيجة أفضل من كراتين البيض لأن في الأساس الكيراتين هي أوراق معاد تدويرها أي سبق تصنيعها.

  وأضاف "كنت في زيارة لمحافظة الفيوم وشاهدت صناع خشب البامبو فجلست معهم لأتعلم طريقة الغزل،ومن ثم قلدت الفكرة ولكن بورق الجرائد المبروم ،وعملت في البداية "مفرش" ولكن تلف عندما تعرض للمياه، مما جعلني أفكر في طلاءه بمادة عازلة فاستخدمت الغراء الأبيض ثم الورنيش للتلوين،وبعد الانتهاء اخترت المياه ،وبفضل الله نجحت التجربة بسهولة ومن هذه اللحظة بدأت في عمل الكثير من اللوحات الفنية ومستلزمات المنزل .

  وأبرز هذه المستلزمات  التي يبدعها الفنان  شريف المصري صناعته لدولاب كامل للملابس ونجف وصناديق للغسيل وإكسسوارات من الورق الملفوف كالتابلوهات والمرايات،وعمل أثاث كامل للمنزل "انتريه - سفرة"من زجاجات البيبسي الفارغة وأقوم بتنجيدها ووضع الإسفنج أو الجلد .

   كما يقوم بعمل ستائر للمطبخ من فارغ زجاجات البيبسي "الكانز" ويستخدم قش الأرزفي صناعة التابلوهات واللوحات وتلوينه فقط بالمكواه من خلال درجة الحرارة بدلا من إحراقه وتلويث البيئة.

   واستطاع شريف المصرى - أحد أشهر فنانى الورق الملفوف فى مصر والعالم - أن يحول ورق الجرائد القديم إلى لوحات فنية بديعة تزين بها المنزل أو مقر عملك وبتكلفة بسيطة جدا وأثبت نجاحه فى مختلف دول العالم.

  ولفت إلى أن أهم رسالة له هو أن يقضي على البطالة بين الشباب بتعلم فن الورق الملفوف ،وأن يحول موقف المجتمع السلبي عن ذوي الإحتياجات الخاصة،ويقول " حولت نماذج منهم من كونهم يشكلون عبئا علي أسرهم فصاروا بعد فترة يعولون أسرهم، وكانت تجربتي الأولي مع محمد في إحدى دور الرعاية وعمره ١١ عاما ،وكان لا يستطيع تحريك يده ،وخلال ورش العمل كنت أحفزه ليصنع إكسسوارات مثل أصدقاءه،وبالفعل استجاب وبدأ في لف الورق،والآن محمد يبدع منتجات كثيرة أبتاعها منه لتسويقها فتعيش أسرته الآن علي أرباح عمله.

  وعن اهتمامه بفئات مجتمعية أخرى يعلمها هذا الفن،قال " لدي اهتمام بربات المنازل الآتي يعتمدن علي إعانات الجمعيات الخيرية،فمن الممكن تعليمهمن استخدام الورق الملفوف والجرائد في عمل منتجات تقمن بتسويقها والإنفاق علي عائلاتهن ،وهذا ما نفذته إحدى السيدات حين علمتها كيفية صناعة الورد المجفف وتزيينه وتسويق انتاجها،وبعد فترة صارت تتبرع للجمعية الخيرية التي كانت تعينها من قبل.

  وعن إستعداده لتعليم طلاب المدارس هذا الفن يقول المصري" الروتين والإجراءات المعقدة تعرقل كل مساعينا،وربما يندهش البعض حين يعلم ان دخولي لأي مدرسة حكوميه لتدريب الطلاب على هذا الفن يحتاج إلى موافقات إدارية تتطلب نحو شهرين،وفي النهاية قد تصدر الموافقة أو لاتصدر".

بداية الصفحة