العالم العربى

الحشد الشعبي.. استعراض 'القوة المستفز'

كتب في : الجمعة 15 يوليو 2016 بقلم : نادر مجاهد

أعلن الكثير من الناشطين والسياسيين العراقيين عن غضبهم وهم يتابعون الاستعراض العسكري، احتفالا باليوم الوطني لبلدهم، وذلك بعد أن أصبحت مليشيات الحشد الشعبي ضمن ألوية الجيش والأمن، مما يوحي أنها باتت جزءاً من مؤسسات الدولة، و تغلغلت في مفاصل الحكم، ولم يعد ممكنا تجاوزها.

وكان في جعبة تلك المليشيات خلال العرض صواريخ بأسماء تحمل دلالات طائفية، في بلد ينهكه الانقسام والعنف، ويقول منتقدون لهذه المليشيات إنها تأسست على مبدأ التطوع ونتيجة فتوى دينية، كونها مليشيات شعبية مدنية.

لكن بين بدايات التأسيس، وواقع اليوم، بون شاسع، فقد أصبحت مليشيات الحشد دولة داخل الدولة، وإذا كانت مهمتها المعلنة قتال داعش إلى جانب الجيش وقوات الأمن، فقد أضحى لها مهمة إضافية كانت تتكفل بها في كل عملية وهي الانتهاكات بحق المدنيين.

ففي تكريت تصاعدت المخاوف من دخول المليشيات، وهو ما كان بالفعل، فوقعت عمليات قتل وتعذيب بحسب هوى قادة المليشيات ذات النفس الإيراني، ويتبجح قادتها بالولاء لنظام الخميني.

وتجددت الوقائع نفسها في الرمادي وبعدها الفلوجة، حيث جرى قتل وتعذيب واحتجاز وإخفاء الآلاف بعيدا عن مظلة الدولة والقانون، بالإضافة إلى إقامة احتفالات طائفية في مدينة تحمل قيمة رمزية للسنة. ووصلت المليشيات إلى حد التهديد بتنفيذ الإعدامات بدلا من الدولة.
ولم تفلح تطمينات العبادي بمحاسبة المسؤولين في إطفاء لهيب الخوف من بطش المليشيات، المشتعل في نفوس أنباء المحافظات السنية، فالعبادي نفسه يدافع عن الحشد، ويؤمن بأهمية وجوده عونا وسندا.

لكن الأسوأ قد يكون في الأفق، فالتأهب والاستعداد لمعركة الموصل، تصاحبه مخاوف من تجدد فعائل مليشيات الحشد، وهي مخاوف قد تقتل الأمل لدى أبناء الموصل بتخلصيهم من القبضة الداعشية القاتلة.

بداية الصفحة