كتاب وآراء
.. و صُرفت فهومنا ..
نعم خير القرون قرن رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وثم الذي يليه ، ثم الذي يليه ، و الحبل على الجرار ، لكن أطرح سؤال الآن :
لماذا فهمنا أن أي بشر في هذه القرون هو خير من أي بشر في القرون المتوالية ، عدا سيد الخلق محمد ابن عبدالله عليه صلى الله و ملائكته ، ببساطة لأن رسول الله الكريم مختار من لدن الله و مؤيد من رب العالمين ( وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاس) (المائدة:67)، فلماذا نسحب هذا الفهم مطلقا على باقي البشر في مختلف القرون المتوالية ، و نردد دائما خير القرون قرني ، ثم الذي يليه ثم الذي يليه ؟؟؟؟ لماذا .فالجواب : ربما ذهبنا لنبرر أفعال بعض البشر الشنيعة بوجودهم في القرون الثلاث الأولى ، و هم منتسبين للإسلام ، أليس المنافقين الذين كانوا حول رسول الله و معه ، و معظمهم لا يعرفهم الرسول الكريم، ﴿ وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ﴾.التوبة101 ، فهؤلاء المنافقون كانوا أسوأ من مشى على الأرض آنذاك وقد عايشوا أحسن رجال التفوا حول الرسول الكريم ، و عليه لماذا فهمنا خيرية القرون في خيرية البشر مطلقا ؟؟ لماذا لا نفهم خيرية القرون في الصفاء و الخير و الهدوء و الإيمان و الحكمة و النماء ...و و ، و لماذا انصرفت فهومنا إلى شيء آخر أو اصرفوها لنا عن طريق التربية و التنشئة و التلقين ، اعتقد أن العمل تبريري لا غير ، فخير البشر في كل مكان و في كل زمان كما شرية البشر كذلك ، و لكل امرئ ما اكتسب من الاثم والطاعة