الأدب

مخيمات أم مدافن لأرواح البشر؟

كتب في : السبت 17 اكتوبر 2015 بقلم : الشاعرة/ جليلة مفتوح

خيام بدو رحل

أم منافي للغجر؟

لفظت جنات الأمس

أحشاءها,بمجاهل الحفر

ويل لوطن ساد زمنا

باعه الظالم والمظلوم

فتناثر لحمه ثم انشطر

وجوه بالأمس سادت

بروائعها وطيش أهوالها

اليوم تستجدي كل من

بها وعليها وأمامها عبر

بتندوف طمست الهوية

صودرت الآدمية

وعميت البصيرة والبصر

من فلسطين الموسومة

لبلاد الشام النائحة

لعراق يذبح حد الضجر

خيام الهوان تراكمت

بهوامش الساحات

والحدائق, و ركام الحجر

بأراضي التحضر كالفطر

مخيمات تحمي جهنمية

بقايا قرابين القدر

قوانين بها تحرم الذبح

حللت من الأضاحي

من ذو القربى لها نحر

البرد يجلد صغيرا وعاجزا

والحر يشوي جثتا

سلخت بأيدي من فجر

حيرة دامية في الزحام

بالقلب تصرخ والنظر

دمع حبيس المقل

يجهل طرق الفهم

يذرف دما كالمطر

ويل لوطن هجر

لم يهجروه طوعا وإنما

هو من بهم كفر

مقابر فاقت البيوت

وأشرعت أفواهها

تأحذ الارواح والحجر

أي خيام للذل تخفيها

رحمة أوراق الشجر؟

ملاجئ ببلدان العرب

والغرب تموج بأطياف

لحسنها الموت طمر

قيامة الأبالسة حلت

في حفل الملاعين

ضل فيها الطهر وانتحر

رسم عباقرة الدهاة

جهل بحرمات الأرض

وغل طواغيت البشر

فويل لوطن لفظ

أبناءه ابرارا وأتقياء

وبعتاة عصاته كفر

استقال الملائكة غرة

فعلق الحب بالمشانق

وتاه جريح بزحام الخطر

ويل لوطن تقيح صدره

فبح صوته اللاهب ثم

تقيأ دما بنار و انفجر

 

بداية الصفحة