ثقافه وفنون

محمود عبدالعزيز.. الساحر الذي ظهر مع الدوامة وقدم موهبته في العار والكيف

كتب في : الجمعة 05 يونيو 2020 - 12:11 صباحاً بقلم : ليلى عصام فريد

الساحر لقب لم يكن في الحسبان، ولم يخطط له أحد من قبل حتى يذهب إليه، كما لم يكن لقب متعارف عليه في أهل الفن، حتي قام النجم محمود عبدالعزيز في بطولة فيلم يحمل اسم "الساحر"، وكان هو الشخصية المحورية للقصة عندما جسد دور الساحر في الأحداث، ليتألق ويسحر الجماهير بأداء سهل وبسيط غير متكلف، ومن هنا أصبح لقبه هو الساحر، ذلك هو محمود عبدالعزيز الذي نتذكره اليوم بعد مرور 74 عامًا على مولده في مثل هذا اليوم من عام 1946.


وعلى خلاف معظم من هم في جيله، لم يتخرج محمود عبدالعزيز من معهد السينما أو الفنون المسرحية لخوض غمار مجالات فن التمثيل، بل كان مسرح كلية الزراعة جامعة الإسكندرية هو طريقه المختصر والصعب للوصول إلى تحقيق حلمه الذي لن يتنازل عنه وهو أن يصبح ممثلاً مشهورًا، وهو ابن الطبقة الوسطي بحي الورديان بجانب ميناء الجمرك بالإسكندرية.
 


وبعدما حصل على البكالوريوس ثم الماجيستير في تربية النحل، انتقل للقاهرة وتعرف علي المخرج نور الدمرداش الذي يعود له الفضل الأول في اكتشافه، عندما منح له دورا مؤثرا في مسلسل "الدوامة" أمام محمود ياسين ونيللي.

ومن المسرح الجامعي أوائل السبعينات إلى التليفزيون في عام 1973 ، ثم بعد ذلك بعام انطلق إلى السينما، ليس كومبارس أو في دور صغير ، بل كان ضمن أبطال فيلم "الحفيد" الذي ترك بصمة واضحة في السينما المصرية وقدم له شهادة ميلاد نجم جديد.

 



ومع أن فترة الستينات كانت تضم العديد من نجوم الشباك والصف الأول من النجوم الرجال أمثال محمود ياسين ونور الشريف ويحيي الفخراني وحسين فهمي، إلا أن النجم السكندري لم يرهب النجومية وخصوصًا عندما عرضت عليه بعد عام واحد من فيلم الحفيد بطولة فيلم حتي "آخر العمر"، وبسبب وسامته ارتبطت أدواره الأولى بالفتى الوسيم الرومانسي، حتى خاض تجربة الدراما السينمائية مع المؤلف محمود أبوزيد والمخرج علي عبدالخالق في فيلم "العار" والذي استمر معهما وقدم العديد من الأفلام مثل فيلم "الكيف" الذي كان بطولة منفردة، بعدما شاركه البطولة في العار العمالقة نور الشريف وحسين فهمي، ليكون ذلك نقلة نوعية في حياته الفنية فقد بدأ من منتصف الثمانينات في تنوع أدواره، كما لم يرهب من تجسيد دور الأب وهو مازال الفتى الوسيم في فيلمي "العذراء والشعر الأبيض وتزوير في أوراق رسمية"، ومع المخرج عاطف الطيب تألق في فيلم "البريء".

ومن بدايته في تقديم فيلم واحد بالعام "الحفيد" عام 1974 ، جاء العام التالي ليقدم فيلمي هما "آخر العمر ويوم الأحد الدامي" عام 1975، وفيلم "وجها لوجه" بعد ذلك بعام، وفِي أعوام 1977 و 78 و 79 ، قدم أكبر عدد من الأفلام منها "خطايا و معي حبي وأشواقي وابنتي والذئب والشياطين والبنت الحلوة الكدابة وطائر الليل الحزين وكفاني يا قلب وامرأة بلا قلب وامرأة في دمي وحساب السنين وشباب يرقص فوق النار وشفيقة ومتولي وعيب يا لولو وقلوب في بحر الدموع وضاع العمر يا ولدي وأقوي من الأيام وعشاق تحت العشرين والمتوحشة ولا يزال التحقيق مستمرا".

 

 



ومع انتشاره الطاغي كنجم شباك محبوب لم يتردد في قبول المزيد من الأفلام، ولم يخاف من حرق نفسه كما كان يقول البعض واستمر في تقديم أكثر من فيلم بالعام الواحد، كما لم ينسي أن يصنع تاريخه من خلال أفلام مازلنا نشاهدها بحب حتي الآن منها أفلام "البنات عايزة إيه، إعدام طالب ثانوي، وكاله البلح، درب الهوي ، السادة المرتشون، أرجوك أعطني هذا الدواء، فقراء لا يدخلون الجنة، إعدام ميت ، الشقة من حق الزوجة، الصعاليك ، الطوفان ، الجوع ، أبناء وقتله، جري الوحوش، السادة الرجال، سمك لبن تمر هندي ، ياعزيزي كلنا لصوص ، الدنيا علي جناح يمامة، سيداتي آنساتي، أبو كرتونة، الكيت كات ، فخ الجواسيس، البحر بيضحك ليه ، القبطان، وهارمونيكا"

ومع بداية الألفية الحالية كانت أفلام الساحر محمود عبدالعزيز منتقاه ، فيجب أن تقدم قضية وتبحث عن حلول وتقدم واقع الحياة فكانت أفلام "سوق المتعة ورحلة مشبوهة وليلة البيبي دول وإبراهيم الأبيض"

 

 



ومن التألق السينمائي جاءت عودته للدراما التليفزيونية بشكل مختلف ليكون داخل كل بيت بعدما قدم مسلسل رأفت الهجان رجل المخابرات المصرية والذي كان على أجزاء ، ثم مسلسل محمود المصري الذي جسد فيه نجاح رجل أعمال مصري سكندري على مستوى العام.

وقد حاول محمود عبدالعزيز خوض تجربة الإخراج السينمائي وأقدم على ذلك بالفعل في فيلم "البنت الحلوة الكذابة".

 

 



وقد حصل الساحر على العديد من الجوائز السينمائية الدولية والمحلية ، ففي فعاليات مهرجان دمشق السينمائي استطاع أن يحصل على لقب أفضل ممثل ثلاث مرات بدورات مختلفة عن أفلام "الكيت كات والقبطان والساحر".

وفِي مهرجان القاهرة حصل على نفس اللقب مرة واحدة عن فيلم "سوق المتعة:، وفِي مهرجان الإسكندرية نفس الجائزة عن فيلم "الكيت كات".

 


 

 


 

 

 

 

بداية الصفحة