كتاب وآراء

فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين .... 'الكورونا'

كتب في : الخميس 26 مارس 2020 - 12:32 صباحاً بقلم : محمد العمامرى

اخى المؤمن اختى المؤمنه إن تلك الأيه من كتاب الله وتحتاج إلى وقفه متأنيه لمعانيها والدروس المستفاده منها حيث إن كلمة الذكرى تقابل كلمة الغفله فالذكرى تكون لمن أغفلته شياطين الإنس والجن عن حقائق يعلمها ويؤمن بها وعمل بها وكذلك يصدقها  ومع كل ذلك فالأمر يستوجب إسترجاعها سواء فى أمور دينه أو سلوكياته وأفعاله أو أقواله وأهم مايعنينا هنا فى هذا الوقت من أحداث عصيبه وكوارث اجتماعيه  هو" الكورونا "فالذكرى تكون للمؤمن الذى غفل لوقت قل ام كثر وذلك انقاذا له وإنقاذا لغيره والتى لاتؤتى ثمارها اى التذكره إلا مع المؤمن بنوعيه القوى  والضعيف إذا يوجد لدينا صنفان من المؤمنين وجاءت التذكره لهمافعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله، وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان رواه مسلم فقوله ﷺ: المؤمن القوي حمله بعض أهل العلم كالإمام النووي رحمه الله على القوة  في الدين، والتقوى، والعبادة، وما إلى ذلك  والمؤمن الضعيف هوالذي عنده فتور، هو الذي عنده تقصير، فالمؤمن القوي بهذا الإعتبار خير، وهذه قضية محسومة لا إشكال فيها، لأن الإنسان القوي في دينه التقيّ لله تبارك وتعالى أفضل من الإنسان المقصروفي كل خيرو والدليل أن التذكره جاءت لهما معا أما غير المؤمن  فبين أمرين كلاهما مر فالأمر الأول هو انه لا ينصت ويكون أصم لكل ذكرى والأمر الثانى أنه يعتقد أن المذكر يتعالى عليه بتذكيره له والحقيقه ان المذكر بتذكيره الغافل سواء بالكتاب أو بسنة رسول الله بالأحاديث النبويه إنما يهدف إلى ارجاع الغافل لصوابه  وليس من أجل ان يتعالى عليه كما يعتقد المذكر اليه ويذكرنا التاريخ الاسلامى أن سيدنا على ابن أبى طالب فى موقعة الجمل نادي على  سيدنا الزبير ابن العوام ليرجعه عن الحرب من أجل الانتصاف لدم سيدنا عثمان رضى الله عنه وأرضاه وقال له أتذكر  يازبير مقولة رسول الله لك ستتقاتلا انت و على وانت ستقاتل مع الفئه الباغيه فقال سيدنا الزبير وكأنى نسيت فبكى ورمى سيفه وهذا هو حال المؤمن الذى إذا ذكر رجع عن غيه ولم يتشبث ولم يتعنت واخيرا أختتم فبالتطبيق  بصفه عامه على كل أحداث الحياه وبصفة خاصه على مرض" الكورونا "فأقول ماخاب من إتبع كتاب الله وسنة رسوله حيث قال الله تعالى فى كتابه الكريم  «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكه» سورة البقرة «‬195» فالإسلام يحثنا و يذكرنا بالبعد عن كافة الأمراض وعن أسباب العدوى وعن دخول أرض بها الطاعون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوامنها«  رواه البخاري ومسلم ومن المقرر أن الوقاية خير من العلاج" وعن
 ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال فى حديث: «تداووا عباد الله ولا تداووا بحرام»، وقبل التداوي لا بد من الوقاية وكما قيل "درهم وقاية خير من قنطار علاج" فعن أسامة بن شريك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " تداووا يا عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا داء واحدا الهرم "  وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ما خلق الله من داء إلا وجعل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله إلا السام والسام الموت "‏ فهل فكرت أخي المسلم  و أختى  المسلمه في إتباع هدي نبيك وحبيبك محمد عليه الصلاة والسلام في كيفية أن نقي أنفسنا وأهلينا من الأمراض؟
‏ فالإسلام قد دعا إلى النظافة  وجعل الطهارة شرطًا لصحة أهم عباداته من صلاة وطواف فقال النبي "الطهور شطر الإيمان"
‏ إن الوقاية خير من العلاج وقد امتدح الله تعالى المتطهرين، فقال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِب المتطهرين.

بداية الصفحة