أهمية العمل والصدق للوطن.

كتب في : الأربعاء 09 سبتمبر 2015 بقلم : حازم سيد احمد
عدد المشاهدات: 13797

إن كل إنسان منا له وطن يولد فيه وينشأ ويترعرع بداخلة ، والإنسان بدون وطن لا هوية له، فالوطن هو المكان الذي مهما بعد عنه الإنسان فإنّه يظلّ قلبه معلّقاً به لا يستطيع فراقه،وأن فضل الوطن على الإنسان كبير جدا ويتعدى مجرد الجنسيّة أو جواز السّفر الذي يعطى له ليشمل الكثير من حقوق المواطنة والامتيازات،وأن معرفة فضل الوطن على الإنسان هو جزءٌ من عقيدة المسلم، وحتّى يكون الإنسان صحيح العقيدة يجب أن يكون عارفاً بفضل وطنه عليه، ذلك بأنّ المسلم لا يقابل الإحسان إلا بالإحسان وكم أحسن الوطن إليه حين رعاه وليداً صغيراً، فأعطاه هويّته وجنسيّته،ونرى أجهزة الدّولة الأمنيّة والعسكريّة تنبري للقيام بمهام الأمن والدّفاع عن الوطن والمواطن تشخذ هممها روح الانتماء والولاء للوطن.وإن فضل الوطن على الإنسان يحتم عليه المحافظة على مرافقه ومؤسساته ولا يتعدى عليها كما حصل فى 25 يناير من قبل نفرمن الناس ضالة ومأجورين على وطنهم، فجرهم حقدهم بوطنهم إلى عمل أفعال تضر بالوطن والمواطن ، فحرقوا مؤسساتها وهم يظنون أنهم يفعلون حقا سلب منهم ،وأخيراً على الإنسان أن يدرك بأنّ وطنه هو بيته الكبير الذي رعاه وحماه ووفّر له كلّ شيء، فيسعى دائماً إلى خدمته بكلّ ما أوتي من قوّة وإذا تعرّض إلى عدوانٍ أو بغي تصدّى للدّفاع عنه بكلّ بسالةٍ وشجاعة.وعلى كل مواطن أن يكون صادقا مع وطنه،لأن الصدق هو من الصفات التي تكسب الشخص احتراماً كبيراً جداً عند الآخرين، وهي من الصفات الّتي يتوجّب أن تكون منتشرةً بين الناس، إلّا أنّ الصدق اليوم قليل جداً، ولهذا السبب الصّادق يرتاح الناس بالتعامل معه لأنّه لا يخدعهم ولا يبغضهم ولا يخونهم. وعن طريق الصدق قد يدخل الإنسان إلى الجنّة فقد ربط الرّسول بين الصدق وبين الإيمان، فالكاذب ليس بمؤمنٍ حسبما قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم في حديثه النبويّ الشريف.عن ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إنَّ الصِّدقَ يَهْدِي إِلَى البرِّ، وإنَّ البر يَهدِي إِلَى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا. وَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكتَبَ عِنْدَ الله كَذَّابًا». مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. أمّا الصادق فهو من الأشخاص الّذين لا يخافون؛ لأنّ ما قالوه هو الصّدق الذي لا كذب فيه،فالكذب عواقبه سيّئة على الناس وعلى المجتمعات نظراً لما يمكن أن يسبّبه من ضياعٍ وإهدار للحقوق، وخاصّةً الحقوق الماليّة، وهو إهدارٌ وتضييع لمصالح الناس خاصّةً في العمل ممّا يهدم المجتمع ويعمل على نشر الفساد فيه، ولهذا فإنّه ينبغي أن يهتمّ جميع الناس ليس بالصدق فقط وإنّما أيضاً بالأخلاق الحسنة الجيّدة؛ لأنّها طريق النّجاة الّتي ترفع من شأن من يتمسّكون بها، وتخفض من شأن من يتركونها ولا يعملون بها.فالوطن هو الملاذ الآمن لنا، وهو المكان الذي لا يمكننا تصور الحياة بصفة عامة بدونه، وعلى السبيل الشخصي فإنني أعشق وطني، وأحن له في كل وقت وحين، حتى عندما أغيب عنه قليلاً أشعر بالاشتياق والحنين له، ومن منا لا يشعر بذلك، فهذا هو المكان الذي حملنا، وتحمل منا الضعف والكسل، وحتى الجبن، تمتعنا في الكثير من أوقاته حتى أصبع شغلنا الشاغل أن نكون خير مثال يعيش على هذه الأرض.فوطننا الحبيب هو الذي نتحمل التعب والإرهاق في سبيله، وهو المكان الآمن الذي من الممكن أن نعبر به عن مشاعر عشناها سابقاً، ومن المعروف هو الجزء الذي يعيش بداخلنا، فكل منا يحمل لوطنه مشاعر جياشة لا يمكن أن نتجاهلها، فلو أردت مثلاً أن تعرف مدى حبك لوطنك لرأيت ذلك من خلال الحنين الغريب الذي يسري بجسدك من وقت لآخر وقت المغيب، ولو أردت أن تعرف شعورك عند الغياب ما عليك إلا الرحيل من محافظة لأخرى لتجد أن شعورك مضطرب، فمن جهة أنت في وطنك، ومن جهة أخرى تشعر بالغربة لأنك في المكان غير المكان الذي ترعرعت به، وكان الهدف من ذلك زيادة الارتباط الذي يجمع بين المواطن وبلده.فعلى كل فرد منا أن يخدم وطنة بطريقته الكاتب والشاعر والعامل والعالم أن يخدموا وطنهم بالطريقة التي يعرفونها، وهي لغة القلم التي ما عادت اليوم متوقفة على هذه الأطياف، فكل من يعرف القراءة والكتابة أصبح اليوم يحاول أن يكون خادماً لوطنه، فبكلمات معبرة عن حب الوطن نستطيع أن نخدم وطننا بكل ما أوتينا من قوة، ويمكن خدمة الوطن من خلال الشعارات المرسومة أو المكتوبة أو حتى المقروءة التي تستخدمها فئة معينة في المجتمع وهي فئة الكتّاب والعلماء، وهذه الفئة لها التأثير الأكبر على المجتمع بصفة عامة، وتنطلق أهمية العمل في حياة الإنسان من أنّ العمل هو الحالة التي تعبر عن مدى جدوى الإنسان في حياته، فحين يعمل الإنسان فهو يحقق ذاته في المقام الأول، وهو في نفس الوقت يفيد المجتمع الذي يعيش فيه، وإن اسس المجتمع ودعائمه لا تقوم بغير تكاتف أفراده وعملهم، كما أن اليد التي لا تعمل لا تسطيع جلب قوت يومها والعيش في ظل عالم أصبح الحصول فيه على لقمة العيش ليس بالأمر السهل، والتكاتف والتكافل بين الناس، فالعمل بلا شك يجعل النّاس يتعاونون فيما بينهم حتى يحققوا المطلوب، ذلك أن كثيراً من الأعمال تتطلّب من الإنسان أن يعمل مع أخيه لتحقيقها وإنجازها، وإن هذا يتطلب العمل بروح الفريق حيث يحترم الإنسان أخيه ويبادله مشاعر الأخوة، كما أنّ العمل يعلم الإنسان التكافل والتراحم بين الناس لعلمه بأن بعض الأعمال التي يعجز عنها الكثير بسبب صعوبتها تحتاج إلى وقفة جادة من قبل الإنسان مع من يتحمّلها لوحده .وإنّ العمل مهم للإنسان في تهذيب أخلاق الناس وتنمية مهاراتهم الإجتماعية، فالإنسان الذي لا يعمل لا يعرف كيف يتعامل مع الناس لقلة اختلاطه بهم، كما تعمله أدب الحوار والاستماع والتواضع مع الناس .فإنّ العمل هو رافد للمجتمعات بالكفاءات المختلفة التي يقوم كل واحد منها بأداء عمله بكل مهنية واحتراف، فترتقي الأمم وتنهض بالعمل الدؤوب المستمر لتحقيق الأهداف وإنجاز التطلّعات .وختاماً لا بد من التذكر أن أي شخص في المجتمع من الممكن أن يخدم وطنه مادام قادراً على التنفس، فالحياة أصبحت قاسية للغاية، ولا بد من أيدٍ تمتد لتساعد الأجيال القادمة على النهوض في بيئة خالية من العيوب الاجتماعية والإنسانية والأخلاقية، فالحياة ما عادت كالسابق، ولا سبيل إلا للوقوف جنباً لجنب من أجل الحفاظ على الحياة كما أرادها الله لمخلوقاته بصفة عامة.

حمى الله مصر وشعبها

بداية الصفحة