أيها الظالم إعلم

كتب في : الجمعة 11 ديسمبر 2015 بقلم : حازم سيد احمد
عدد المشاهدات: 15739

يقول الله تعالى ((وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ))ويقول الله ايضا((إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ))

وعن أبي هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ثلاثة لا ترد دعوتهم : الإمام العادل والصائم ، حتى يفطر ،ودعوة المظلوم تحمل على الغمام و تفتح لها أبواب السماء ويقول رب العز : و عزتي وجلالى لأنصرنك ولو بعد حين.

والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، وهو أيضًا عبارة عن التعدي عن الحق إلى الباطل وفيه نوع من الجور، إذ هو انحراف عن العدل.

و إن الانسان ليس ظالماً بطبعه كما يتصور البعض .. إنه فى الواقع يحب العدل و لكنه لا يعرف مأتاه .. فهو يظلم ولا يدري أنه ظالم فكل عمل يقوم به يحسبه عدلاً , و يصفق له الأتباع و الأعوان فيظن أنه ظل الله فى الأرض، وقد يكون المسؤل سيئاً لعدة أسباب، فقد يكون ضعيفاً في شخصيته،أو مستبداً متعجرفاً في أوامره،أو قد يكون لم يتلق المهارات الإدارية اللازمة لمساعدته على تدبير أموره،أي قليل خبرة في الإدارة،وقد يكون متحيزاً لجنسية معينة ،أو مهملا” لآراء الموظفين ومتعصباً لرأيه فقط،وهناك أنواع أخرى سيئة من المسؤلين فى أماكنهم كل ما يفعله هؤلاء أنهم يتسببون في إحباط الموظفين وقلة إنتاجيتهم وهذا ايضا ظلما ، ومن طبيعة الانسان أن يظلم إذا لم يجد ما يمنعه من الظلم جدياً،وحين نسمع عن الظلم نشعر وكأننا فقدنا الحياة القاسية ، ونشعر بأنه لا يوجد أمل من رفع الظلم ، وكأن السماء قد انطبقت على الأرض ، فلماذا نظلم بعضنا البعض ؟؟وأيضا ولماذا نحن لا نقاوم الظلم؟؟وهل نحن الذين جعلنا من أنفسنا لعبة فى يد الظالم ؟؟والظالم هذا إم أن يظلم وهو لا يريد أن يبحث عن الحقيقة ، ويفضل الإستماع من بطانة السوء ، والتى لا تحب إلا نفسها ومصالحها ،والظالم هذا ايضا هو يريد أن يصدق على أمر ولا يريد تكذيبه ، وفى وقتنا الحاضر نرى الظلم قد انتشر فى جميع مصالحنا الحكومية والهيئات وأيضا منها الدينية ، وهذا يكون بسبب أنك تعطى للظالم أكثر من حقه بالتحكم فى جميع التصرفات أو الأمور وليس من حقه فيظلم ، ويكون الظلم أيضا بعدم سماع المسؤل من الأخر ويكتفى بكلام بطانته التى لا تعرف الإ مصالحها ، ويكون أيضا الظلم برفض إعطاء المظلوم حقه ،أو يحكم الظالم بالمظهر الخارجى ، فعلينا بالأرتقاء عن كل أشكال الظلم ،وعلموا أن عواقب الظلم وخيمة ، وعلموا وأنتم تعلمون !!!!أن دعوة المظلوم مستجابة عند الله وعقاب الآخرة عظيم ، والظلم يجلب غضب الربّ سبحانه، ويتسلط على الظالم بشتى أنواع العذاب، وهو يُخرِب الديار، وبسببه تنهار الدول، والظالم يُحْرَمُ شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم بجميع أنواعها، وعدم الأخذ على يده يفسد الأمة، والظلم دليل على ظلمة القلب وقسوته، ويؤدي إلى صغر الظالم عند الله وذلته، وما ضاعت نعمة صاحب الجنتين إلا بظلمه، ((وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً . وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً))والظلم من المعاصي التي تُعجّل عقوبتها في الدنيا، فهو متعدٍ للغير وكيف تقوم للظالم قائمة إذا ارتفعت أكف الضراعة من المظلوم، فقال الله عز وجل: ((وعزَّتي وجلالي لأنصُرنَّكِ ولو بعد حين)) يابن آدم تحب الله وتعصية ، وتكره الشيطان وتطيعة .

أيها الظالم حيث كنت فى مكانك تذكر بأن الموت يأتى فجاءة ولم ولن تستطيع وقتها الرجوع إلى الى وتتوب ، ولن ينفعك الندم ، فرفع الظلم عمن ظلمته وعن نفسك أيضا ،وتعهد مع نفسك ومع ربك ألا تظلم مرة آخرة ،وحرص على براءة ذمتك من الآخرين وأن تتحلل منهم قبل يوم القيامة ، حيث لا درهم ولا دينار ، وإنما هى حسنا وسيئات .

ولكنى هنا لا يفوتنى أن أتحدث عمن يحسب نفسه مظلوما ، فلا تكن مستغرباً لماذا يحدث لي هذا ! فالحياة الدنيا أرض ابتلاء وتصارع اجتماعي وتدافع بين الخير والشر والعدل والظلم والحق والباطل وهذا الإختبار هو غاية الوجود الإنساني من أساسه. ولكن اسأل نفسك هل ما تتعرض له ابتلاء للمؤمن ام أنه عقوبة معجلة على بعض ذنوبك وأخطائك في حق نفسك و الآخرين أو تقصيرك في جنب ربك ؟ ربما لن تعلم على وجه اليقين، والأفضل والأسلم ان تفترض الخطأ في نفسك فلن تبعد عن الصواب كثيراً ، وإن كنت مظلوماً فلا تتحول إلى ظالم، لا تظلم نفسك بالتقصير في أداء أعمالك مهما بلغ إحباطك وإلا صار راتبك سحتاً ومالاً حراماً. كما إن ظلم المسؤل لك لا يبرر ظلمك إياه من خلال ترديد الإشاعات غير الموثوقة عنه أو إظهار الشماتة بمصائبه أو غيبته أي التحدث عنه بما يكره في غيبته،و إذا كنت مظلوما فلا تظلم نفسك بأن تجعل من هذاالمسؤل الظالم شغلك الشاغل وتجعل من صدرك مستنقعاً للحقد الأعمي عليه، فالحقد كالحامض المسبب للتآكل لا يؤذي إلا صاحبه أو الوعاء الذي يحمله. لا تسمح للمسؤل الظالم بأن يسمم روحك وينكد عليك عيشك،وقبل كل إجراء وقبل ان تشكو إلى الناس ادع الله أن يرفع عنك الظلم ولا تستعجل الإجابة فبنص الحديث ربما تكون الإجابة معجلة أو مؤخرة أو يصرف عنك من السوء مثلها او يأتيك من الخير بقدر ما دعوت. ولا تشكن لحظة في ان دعوة المظلوم في جوف الليل مجابة وقد أسماها العلماء سهام الليل فهي تفتك بالظالم فتكاً ولو بعد عشرين سنة، ولكن البشر بفهمهم القاصر يستعجلون النتائج لجهلهم بالمعادلات المعقدة التي تسير وفقها حكمة تدبير الخالق.

 

بداية الصفحة