بطاقة إعتزار حقيقية
مع مرور الساعات القادمة والتى تتباطىء بشدة وكأن العام الحالي لا يريد ان ينطوي بمتاعبه...ويعطينا فكرة عما يكتنفه العام القادم من أحداث....وما يشاع حوله من غموض...
يظل السؤال الحائر في قلبي هل أسعدت نفسك يوما ن هذه الأيام التى احتسبت من تعداد تواجدك الحتمي على هذه الأرض المثقلة والمتخمة بالجراح ؟
هل غرست بذرة أملٍ في حياة آخرين؟
هل تحملت بالقدر الكافي ما قطعته من أشواطٍ لتستريح؟
هل أنفقت ما في جعبتك من حب أو نثرته على العالم من حولك دون أن تميز من يستحق ممن لا يستحق لأنك مصدر العطاء؟
هل كنت أنت الذي تريد أم حلمت لو أعادوا لك فرصة فتكون غير ذاك الذي بات متحسرا على ما لايستحق؟
الأسئلة لاتنتهي
لكن العالم في طريقه لينتهي
والغريب أننا نحتفل بالانتهاء احتفال المنتصر ولا نعلم أن التقويم يهزمنا يُضيف الى حقيبة أعمارنا ما لا نطيق ...
النافذة التى أغلقتها بالأمس ربما قد آن الآوان لنفض الغبار العالق بها وفتحها لأرى الشمس بصورها المختلفة حين تُشرق وتتوسط السماء ثم تغرب وتظل في دأبٍ تواصل مسيرتها دون اعتراض.
السقف الذي حملته أحلامي الكثيرة ربما آن الأوان للتخفيف عنه ليتمكن من تحقيق ما أريد.
الباب الذي أوصدته عمرا طويلا محتسبا من جملة تواجدي قد منحته الفرصة ليُفتح على مشاهد لم يتسع لها عقلي ليتم الاندماج بين كوكبي الحائر وكوكب الأرض المادي.
البشر الذين أحبهم ربما أوجعهم تمردي الدائم وتعنت فكري لأني أحبهم بطريقتي الخاصة ...أو ربما لم أكن الاضافة الحقيقية بل عائقا لا يمكنهم من الالتفاف حولي كما يريدون.
الوسادة التى آلمتها بتكديس خيباتي داخلها قد ضجت من براكين انفعالاتي.
الدموع التى نزحت من مقلتيّ على مدى العام كله تحمل في جعبتها كل القصص والحكايات الصامتة والأوجاع التى لم يرحمها الضمير.
كل هذا أريد أن أطويه ليرحل مع كل الأزمات المشحونة بلا أسباب ودون أن أحتفل
فقط أقدم بها بطاقة اعتذار حقيقية
لأتمكن من توسيع المسافة وضبط الوقت
وترويض النفس.