لحظة أن تساقطت الأقنعة
كم هى حياة المرء قصيرة بلحظاتها الحلوة طويلة بأحزانها ومآسيها يقابل فيها من يقابل ويفارق فيها من يفارق وأحيانا نتسائل هل المرء مسير أم مخير وعندما يعيش المرء حالة ما تتحول إلى صدمة ومآساة هل كان يخطر بباله يوما ما أن يكون هو وبإرادته من يلقى بنفسه فى مآساة قد عاشها وصدمة تلقاها وهو يظن وقتها بأنها السعادة بعينها هل كان مسير أم مخيرعندما سمح لآخرون أن يدخلوا حياته ويمتلكون زمامها ... يغير ويتغير من أجلهم يتجاوز عما يدور بداخله من هواجس ويسموا بمكارمه ويدفعهم أمامه على طريق النجاح تارة بجانبه وتارة مقدما إياهم على نفسه ويسعد كلما ظهرت بادرة نجاح أو تفوق وينتشى فرحا بذلك ويشعر واهما أن السماء قد أرسلت له هدية نادرا ما تلاقيها . ولكنها الحياة تبدل وتتبدل تعطى وتأخذ ويغيب هو عن الحقيقة خلف أستار الوهم ولا يدرك زيف الحقيقة وأن هناك أقنعة ووجوه تتبدل وكلما زادت الحاجة إليك زاد القناع حبكة وحنكة وبراعة وتطابق مع الحقيقة وعندما تتبدل الأمور وتتلاشى الحاجة لك تنتهى مرحلتك و تتساقط الأقنعة أمامك الواحد تلو الأخر حتى ترى وجوها لم تكن تعلمها من قبل وجوها عابسة غير الوجوه وأوناسا غير الناس وترى أصحابها يجذبونك إلى هوة سحيقة من الحزن والأسى وتشعر بهول الصدمة الكبرى وأنه كم كانت خديعتك عظيمة ومصيبتك أعظم وأنك كنت الغافل الوحيد فى هذه الدنيا *حذرتك يا صديقى ولم أكن أعلم أنك ستكون يوما ما مادة لمقالى هذا حذرتك من الثقة المفرطة فى الأخرين ولكنك كنت كالعاشق أصم أعمى لا ترى ولا تسمع إلا من تريد .حتى ما كنت تردده دائما عن أمثال العرب "علمته الرماية فلما إشتد ساعده ورمى رمية رمانى" رددت ولم تحطاط يا صديقى غريبة تلك النفس البشرية "تطعن بإسم الحب وتلدغ بإسم الوفاء" وخطأك الأكبر أنك زرعت فى غير أرضك فحصد غيرك ما زرعت وحصدت أنت صفرا ويقينا لن تتحسر على ما فات ؟؟ فأنا أعرفك جيدا وأعرف أنك من الرجال الذين يتجاوزون المحن غير نادمين على ما خسرو وأن هناك دائما فرصة أخرى فى مكان آخرطالما بقيت وطالما إستمرت الحياه