العالم العربى

جوهرة البحر الأبيض المتوسط المضيق تُخلد الذكرى 46 للمسيرة الخضراء باحتفالية فنية وثقافية بمسرح لالة عائشة.

كتب في : الاثنين 08 نوفمبر 2021 - 10:05 مساءً بقلم : محمد سعيد المجاهد/المغرب

 

الخبرات الوجدانية المُترسبة منذ الطفولة الباكرة والمُستمدة من بيئة الفنان التشكيلي المغربي، تظل تؤثر بنحو أو بآخر في شخصيته، فالعمل الفني موجود في ذهن الفنان. وخيال الفنان يثري الصور الذهنية ويكملها وينشئها إنشاءً، ولا يعني الخيال ابتعاداً عن ما يختزنه الفنان في عقله منذ طفولته ومراهقته وشبابه بل هو الذي يشكل جوهر شخصيته، وعند التجربة الإبداعية يتحول هذا المخزون إلى مستوى الفكرة أو مستوى الانفعال الاستطيقي "الفلسفي" الجمالي. وهذا الفعل الفني أو التجربة الإستطيقية هي تجربة تعبير الفنان عن انفعالاته والتي تجعل وظيفة الفن لغة تستخدم من أجل غايات معينة.

ونكتشف هذا في احتفالية فنية وثقافية للذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة الذي نظمه مسرح لالة عائشة بمدينة المضيق ، التابع لوزارة الثقافة المغربية،من خلال الأعمال الفنية التي طغى عليها الحس الوطني وذاكرة مسيرة القرن المسيرة الخضراء المرسومة على قلوب المغاربة، افتتح المعرض الوطني الفن التشكيلي في خدمة الوحدة الترابية للفنانين سعيد ريان ومحمد الشويخ، السيد محمد البقالي باشا المدينة والسيد احمد اليعلاوي المدير الإقليمي لوزارة الثقافة ومدير المسرح فوزي طنجبة وشخصيات وازنة وعشاق الفن الراقي والدوق الرفيع. 
 
ويتضح لنا جانب التجربة الإبداعية حين نتأمل في أعمال الفنانين سعيد ريان ومحمد الشويخ تتمتع بجماليات وتقنيات وألوان زاهية بحس وطني سامي
والمحافظة على الهوية المغربية الأصيلة والذاكرة التاريخية لنضال ملك وشعب من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية،والتوثيق بالأعمال الفنية لحدث القرن المسيرة الخضراء من خلال صور المتطوعين والمتطوعات في المسيرة الخضراء سنة 1975.

فإننا نجد الفنان سعيد ريان  قد أراد من خلال ابداعاته الرائعة، أن يظهر جواهر ثابتة ذات مدلول راق في التعبير الإنساني بحس وطني عالي.
 
وكما أن الفنان محمد الشويخ  الذي استطاع بموروثه وتفاعله مع العناصر الثقافية الأخرى أن يتميز بطابع جليل، وعمق جاذبية ومخاطبة العواطف لدى المتلقي، وقد تخطى الفنان الشويخ حدود الزمن فأصبح له مكانة مميزة.

وكما أن الفن التشكيلي جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان وشريك له في مختلف ظروفه وانفعالاته فإنه يقوم بدوره الهام في ترسيخ الانتماء للوطن والتعريف بحضارته وتقدمه ولعل أبسط صورة تعبر عن هذا المفهوم الوطني هي إبداعات الفنانين سعيد ريان ومحمد الشويخ. 

 إبداعات تشكيلية تُلخص ثقافة الأمة المغربية وتُسجل أحداث تاريخية وإنجازات المغاربة  وتطورها عبر الزمن،

ولوحات المسيرة الخضراء بعد مرور 46 سنة على انطلاقها تُعتبر سجلاً وطنياً ودولياً خالداً يثبت تاريخ الأمة ويلخص أبرز أحداثها.

ومن هنا فإن للفن التشكيلي  دوره في ترسيخ قضية الانتماء للوطن وتخليذ ذكرى المسيرة الخضراء بأعمال فنية مميزة بذوق حُب الوطن. 
.
ولا نكون مغالين إذا قلنا بأن مبادرة الفنان سعيد ريان برسم لوحات عن المسيرة الخضراء والتركيز على الوجوه المغربية المناضلة، قد ساهم بريشته بتقديم وتخليد حقبة تاريخية مجيدة  من تاريخ مملكتنا الشريفة. 

وكما شهدت قاعة مسرح للا عائشة ايضا، في إطار احتفالية فنية وثقافية  للذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، حفل موسيقى أحيته فرقة " الشموع للموسيقى "برئاسة الفنان حميد المرابط رفقة فنانين آخرين قدموا اغاني وطنية رائعة.

بداية الصفحة