بدأ خبراء ورش الترميم الذين يشاركون في بناء متحف مصر الكبير عند أهرامات الجيزة، بترميم طبقة ذهب تابوت الفرعون توت عنخ آمون المتضررة.

وأعلن الدكتور مصطفى وزيري، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الآثار القديمة، "في البداية سيدرس الخبراء دقائق طبقة الذهب، وبعد ذلك سيتم ربطها ببعض وتثبيتها في مكانها الأصلي". وقد أكد خبراء الترميم على أن هذا العمل دقيق وكبير وسوف يستغرق عدة أسابيع.

ويذكر أن تابوت الفرعون توت عنخ آمون  نقل من مكانه في وادي الملوك بالأقصر إلى العاصمة المصرية لأول مرة منذ حوالي 100 عام. وقد أعلن العلماء بأن قاعدة التابوت الخشبية قد تضررت جدا من تأثير الرطوبة خلال العقود الماضية التي كانت فيها المقبرة مفتوحة. فمثلا تضررت من الرطوبة عدة مناطق من خشب التابوت وكذلك شرائح الذهب التي تغطيها. خضع التابوت بعد وصوله إلى القاهرة لعملية تعقيم استمرت ثلاثة أسابيع قبل تسليمه لخبراء الترميم والصيانة.

ووفقا لوزيري، تعتقد وزارة شؤون الآثار القديمة، بأن "خبرة وحرفية خبراء الترميم المصريين ستساعد في إعادة التابوت إلى حالته الأولية كما صنعه قدماء المصريين، وليس إلى حالته وقت اكتشافه في القرن الماضي". وأضاف موجها كلامه للصحفيين "أنتم لم تفكروا أبدا، لماذا عالم الآثار هوارد كارتر نقل جميع التوابيت من المقبرة، وترك التابوت المذهب في مكانه بالمقبرة؟ أنا اعتقد بأن حالته المزرية لم تسمح بنقله".

من المحتمل أن يتم عرض تابوت توت عنخ آمون المذهب بعد الانتهاء من ترميمه وصيانته مع المجوهرات الموجودة في المقبرة، في متحف مصر الكبير، الذي يبنى حاليا في منطقة الجيزة. أما تابوت توت عنخ آمون الحجري ومومياء الفرعون فسوف تبقى في وادي الملوك حاليا.

وفي السياق ذاته، أغلق مساء أمس الأحد معرض "توت عنخ آمون كنوز الفرعون الذهبي" أبوابه أمام الجمهور، وذلك بالعاصمة الفرنسية باريس، محطما الرقم القياسي في تاريخ تنظيم المعارض الثقافية في فرنسا حيث زاره 1,423,170 زائر خلال الستة اشهر الماضية منذ أن افتتحه وزير الآثار المصري خالد العناني في 23 مارس 2019.

ويذكر أن عالم الآثار هوارد كارتر اكتشف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922 سليمة دون أن تمسها يد اللصوص. وقد أصبح هذا الاكتشاف أهم حدث في علم المصريات.