تقارير
بين الشلالات والكهوف البحرية « وادي أم الأشطان» جنة منسية على أرض مطروح | صور

ما أن تسير في هذا الوادي متنقلاً بين وهاده وشعابه حتى يأسرك جماله الطبيعي الآخاذ بين الشلالات وأشجار التين والزيتون والنخيل وصولاً للكهوف البحرية عند الساحل، وإن اعتراك الخوف من اسمه، إذا علمت أن اسمه "وادي أم الأشطان" أو كما يطلق عليه المصطافون "وادي أم الشيطان"، هل كان واديًا يسكنه مردة الجن مثل وادي "عبقر الشهير" في بادية شبه الجزيرة العربية، الذي سار فيه الشعراء من قبل والتقوا بأقرانهم من الجن، الذين ألقوا في نفوسهم إلهام الشعر، حتى قال الله عزو جل في شأنهم في سورة الشعراء:"وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ"؟ (سورة الشعراءـ الآيات 224- 236).
هنا وبالقرب من قرية القصر بمحافظة مرسى مطروح، يقع وادي "أم الأشطان"، أما سبب تسميته بهذا الاسم فيعود لعدة آراء،فقد تحول عند العامة من وادى "أم الأشطان" إلي وادي "أم الشُطآن" والبعض الآخر من المصطافين والزائرين والأهالي يقولون عليه (أم الشيطان) والعياذ بالله.
وعلى عادة الكثير من أسماء المعالم والوديان والأبار في قرية القصر، فكلها أسماء ذات أصول عربية قُحة وفصيحة.
وسبب التسمية وجود بئر مياه ارتوازي عميق، وقد تُركت حبال الدلاء آثار علي جنبات البئر، وعلي فم البئر والذى يُُسمي أيضُا بـ"الخرزة"، أي (خرزة البئر)، والأشطان في اللغة العربية الفصحى هن الحبال، وفي ذلك قال أبو الفوارس عنترة العبسي في قصيدته:
يدعون عنتر والرماح كأنها.. أشطان بئر في لبان الأدهم
أي يدعون عنتر لنجدتهم والرّماح لكثرة عددها، كأنها حبال الدّلو في صدر فرسه الأدهم.
وهذا البيت أحد أبيات معلقته الشهيرة، وهي إحدى سبع معلقات، كُتبت بماء الذهب وتم تعليقها على الكعبة في الجاهلية، كما تزعم الروايات، ويقول مطلعها:
هل غادر الشعراء من مُتردمِ .. أم هل عرفت الدار بعد توهم؟!
يادار عبلة بالجواء تكلمي وعمي صباحاً دار عبله واسلمي
ومن أشهر معالم الوادي، سانية أم الأشطان، وسُميت بذلك لطول حبل الدلو، وسرعة رفع الدلو ونشلها من البئر.
وادي العقارة بمرسى مطروح
ويعد وادي العقارة بمنطقة أم "الأشطان" من أجمل الوديان، ويقع وادي العقارة تحديداً جنوب غرب منطقة القصر على بعد 30 كيلو من وسط البلد، ويُسمى (منطقة الحقنة) لحقن مياه السيل فى البحر عنده، ويًوصل إليه من الطريق القبلي المواجه لمشون الرمل قبل شاطئ زُمردة الأبيض، ويصل إلى الوادي طريق صاعد من وسط الهضبة خصص لزيارة هذا الوادي.
ويفضل الذهاب إليه في فصل الشتاء، ويصعب الوصول إليه بالسيارات العادية، ويُفضل الذهاب إلى الوادي بسيارات الدفع الرباعي.
الأثري عبد الله إبراهيم موسى
مدير منطقة آثار مرسى مطروح للآثار الإسلامية والقبطية