كتاب وآراء

الشقاء الحقيقى

كتب في : الخميس 06 إبريل 2023 - 2:44 صباحاً بقلم : محمد العمامرى

 

ان الشقاء الحقيقى هو الخلود فى نار جهنم وذلك لأصحاب الأحقاد والكذب  والنفاق لقوله تعالى :- ﴿خَالِدِينَ فِيهَا ۖ لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ البقرة(162)]والسعادة الحقيقيه فى جنة الخلد لأهل الرضا والصبروالاحسان لقوله تعالى(..وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ۖ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا﴾.)فالدنيا  ماهى إلا امتحان  محدد الوقت والمده  ولايعلم وقت انتهائه الا علام الغيوب لقوله تعالى :-وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (34)  ولكن يشعر باقترابه الصالحون فقط لان الله وعدهم  لاخوف عليهم ولا هم يحزنون لقوله تعالى:-   قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون" أما  فى الآخرة فيكون الجزاء إما الثواب أوالعقاب فلا يوجدهناك ظالم ولا مظلوم وانما عدل مطلق وعوض لأهل الصبر فهو يوم تنكشف فيه الاستاروتفترق المصائر إلى شقاء بحق  وعدل أو نعيم بحق وعدل يوم لاتنفع معذرة ولا تجدى تذكره فأهل الحكمة فى راحه لأنهم أدركوا هذا بعقولهم وأهل الله أيضا فى راحه لأنهم أدركواذلك بقلوبهم  (لحديث أبي هريرة  عن النبي ﷺ قال: يدخل الجنةَ أقوامٌ أفئدتهم مثل أفئدة الطير[1]، رواه مسلم. )فأسلموا لله فى ثقه ورأوا ما يفعله سبحانه وتعالى عدلامطلقا فاراحوا عقولهم فجمعوا لأنفسهم راحتين القلب والعقل بينما شقى أصحاب العقول بمجادلتهم لقوله تعالى:- أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون ﴾ [ فاطر: 8] وهنا دلاله على كذب وافتراء من يقول إن الله لو أراد أن يهدنى سيهدينى فهو الهادى لنفسه باتباع أوامر  الله ونواهيه وهو الضال لنفسه باتباع هواها لأننا لو تمعنا فى الايه الكريمه  لوجدناهم لأنفسهم يضلون  وذلك بتزينهم لأنفسهم أن عملهم حسنا ويخفف الله العبء قائلا لسيدنا محمد  فيقول له إنهم لايستحقون حسرتك عليهم ولو كانت الضلاله بيد الله وقدرته كما يزعمون لأذعن لها سيدنا النبى وذلك لقضاء ربه وقدره  فيهم ولكنه محسور عليهم لاختيارهم الضلاله بأنفسهم ويؤكد ذلك بختام الايه أن الله عليم بما يصنعون من ضلال .

بداية الصفحة