《 يا ابن آدم اعطيتك ما يكفيك وتطمع فيما يطغيك ﻻ بقليل تقنع وﻻ بكثيرتشبع 》

إن المتأمل في عالم الناس اليوم يرى القيم تبدلت والمفاهيم تغيرت فصار الناس يجمعون الدنيا بكل طريق 
وتساهلوا في جمع المال فصدق فيهم قول مسك الختام
(يأتي على الناس زمان ﻻيبالي المرء ما أخذ ،أمن الحلال أم من الحرام)
فظهرت في المجتمعات صور محرمة للإعتداء على اﻻموال أدت إلى تدميره ونزع البركة منه 
وسنعرض في هذا المقال صور المال الحرام ليكون الجميع منها على حذر

[١] إهدار المال العام
إن حرمة المال العام أشد من حرمة المال الخاص لكثرة الحقوق المتعلقة به وتوعد الله من يهدر المال العام
بقوله (ومن يغلل يأتي بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ماكسبت وهم ﻻيظلمون)
وقال رسول الله (رجال يتخوضون في مال الله بغير حق لهم النار يوم القيامة)
فالمحافظة على المال العام مسئولية الجميع ومن يقوم بسرقته عليه أثم كل من له حق فيه
وتختلف أشكال إهدار المال العام بحسب ما استحله كل فرد لنفسه, فهناك من يتخاذل في أداء وظيفته
بتضييع الوقت والغياب المتكرر والحضور المتأخر والخروج قبل انتهاء وقت العمل هؤﻻء تناسوا 
أن الله مطلع عليهم (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم) 
وهناك من اغتصب اﻷرض المملوكة للدولة بوضع اليد عليها، وهؤﻻء عقابهم شديد بقول البشير النذير
(من ظلم قيد شبرا من اﻷرض طوقه من سبع أراضين)

[٢] الرشوة
وهي سبب رئيسي في ضياع الحقوق وإسناد اﻷمر إلى غير أهله وانتشار الظلم قال رسول الله
(لعن الله الراشي والمرتشي والرائش)

الراشي ملعون ﻷنه يشجع الظالمين والمرتشي ملعون
ﻷنه يجور في حكمه ويتساهل في عمله ويعبس بوجهه ليجعل من أمامه يهاب مراجعته والرائش
ملعون ﻻنه راضي بفعلهما والراضي كالفاعل 
ولكي يحصل المرتشي على الرشوة يقوم بتعطيل مصالح الناس

[٣] السرقة
وهي أخذ مال مملوك للغير بقصد تملكه وتكون بالنصب واﻻحتيال او بالسطو المسلح أو بالنشل
وهذه الصورة من أخطر الصور ولهذا قال الله في القرآن
(والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكاﻻ)

[٤] الغش واﻹحتكار والجشع
وهذا داء عضال للوصول إلى الربح الحرام أهلك الله بسببه الكثير من اﻻمم ﻷكلهم أموال الناس بالباطل
في البيع والشراء 
مدين قوم شعيب أخذتهم الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين, فكل من يقوم بعملية الغش ومن يساعده
ومن يتستر عليه فالجميع شركاء فيها قال رسول الله ( من غشنا فليس منا) 
وكذلك اﻹحتكار قال عنه رسول الله (من احتكر على المسلمين طعامهم ضربه الله بالجذام واﻹفلاس)

[٥] أكل مال اليتيم
قال الله (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا)
قال رسول الله (إني أحرج عليكم الضعفين المرأة واليتيم)
ليعلم الجميع أن الله لم يترك اليتامي نهبا للأوصياء والطامعين وﻻ لمستغلي حال ضعفهم، وتكفل بتشريع المواريث 
ولكن هناك من يعترض على كلام الله فيمنع الوارث من ميراثه طمعا فيه ولهذه الصورة خطورة إجتماعية ﻷنها تؤدي إلى تمزيق أواصر القرابة

[٦] أكل صداق المرأة
قال رسول الله (أيما رجل تزوج امرأة على ماقل أو كثر من مهر وفي نيته أﻻيفي به لقى الله يوم القيامة وهو زان سارق)

يا جامع المال في الدنيا لوارثه .. هل أنت بالمال قبل الموت منتفع
قدم لنفسك قبل الموت في مهل .. فإن حظك بعد الموت منقطع