كتاب وآراء

العلم والتكنولوجيا سلاح ذو حدين

كتب في : السبت 29 اكتوبر 2022 - 9:20 مساءً بقلم : د . ليلى صبحى

 

تستخدم دول العالم العلم والتكنولوجيا لتحقيق مزيد من السيطرة علي الطبيعة ، واسعاد البشرية او هذا ما يجب أن يكون ، فإذا ما أردنا الاستمتاع بالمنافع التي نجنيها من التقدم العلمي والتكنولوجيا ونتجنب في الوقت نفسه الدمار الذي يمكن أن يلحق بالبشرية اذا لم تراعي القيم الأخلاقية والإنسانية. تتمثل التقييم الأخلاقية والإنسانية في كل ما فيه من خير للفرد والاوطان والبشرية بأسرها، مثل استخدام الطاقة الذرية في حل أزمة الطاقة وتحقيق الرخاء الإقتصادي وكل الجوانب الإيجابية الآخري، في حين أن الجوانب السلبية تتمثل في احتمال نشوب حرب نوويه او انتشار تلوث اشعاعي يأتي علي الأخضر واليابس. من الجدير بالذكر أن هناك العديد من الجوانب السلبية في إستخدام العلم والتكنولوجيا مثل توافر أدوات الحرب التكنولوجية للتدمير الشامل، وهناك الأسلحة الكيماوية والبيولوجية مثل الغازات السامة والبكتيريا القاتلة. وفي هذا الصدد نجد خطرا داهما يهدد المجرة نتيجة انتشار الإشعاعات من محركات توليد الكهرباء التي تعمل بالقوي النووية وصناعة توليد القوي النووية ، وبلا شك انه قد اهتزت ثقة الناس في امان القوي النووية المتولدة من الانشطار النووي. وفي سياق متصل يلزم البحث عن وسيلة امنه للتخلص من النفايات النووية ، ذلك أن وجود القنابل الذرية ومحطات القوي النووية بس كل تهديدا خطيرا بالتلوث الإشعاعي وتدمير البشرية بأسرها ، ومن ثم فإن النتائج العملية للعلم لا بد أن تراعي الأبعاد الأخلاقية والإنسانية والقيمية من أجل الحفاظ علي المعني والقيمة في الحياة. في هذا الصدد فالعلم والتكنولوجيا المتطورين صارا يطرحا علي الساحة مشكلات أخلاقية تغفل المعايير التي تنبع من حاجات الانسان الفعلية وفطرة الخير لديه وتحديد الصواب والخطأ والخير والشر، بالإضافة إلي إغفال محك الأخلاق الذي يدور حول ما هو إنساني ومعقول، والفطرة التي جبل عليها الإنسان. علينا ألا نغفل الأخلاق العملية التي لا تحلل فقط ولكن تسعي لإيجاد حلول لمواقف واقعية تبغي التطبيق لا التنظير فقط، وإذا ما نسبنا هذا الأمر إلي علم الفلسفة فلا بد من نزول الفلسفة إلي أرض الواقع لكي يصبح لها دورا إيجابيا يساعد بشكل عملي في بناء الواقع.

بداية الصفحة