كتاب وآراء
كل محنه في باطنها منحة

سد النهضة محنة في باطنها نعمة بالنسبة لدول المصب وخاصة مصر ، ففي حين أن السد يوفر لاثيوبيا فوائد اقتصادية كبير ة مثل إنتاج الطاقة الكهرومائية مما يقلل من اعتمادها علي الوقود الاحفوري ويدعم التنمية الاقتصادية ، كما أنه يعمل علي تنظيم تدفق المياه ، إلا أنه يثير مخاوف جديه بشأن حصص المياه وتأثيرها المحتمل علي مصر والسودان ،وأما عن تنظيم التدفق فإنه يمكن للسداد تنظيم تدفق مياه النيل الأزرق مما يقلل من خطر الفيضانات في السودان ويحسن إدارة المياة . أما عن أهمية سد النهضة في تنشيط السياحة فإنه يمكن أن يصبح موقع السد منطقة جذب٦ سياحي في إثيوبيا ، ومن ثم فهو يعد نعمة ليس لاثيوبيا فحسب ولكن بالنسبة لدول المصب ، هذا الي جانب فوائد اخري من الجانب الاقتصادي حيث قد يؤدي انشاء السد الي زيادة الثروة السمكية في إثيوبيا، أما عن فوائد اخري لكل من السودان ومصر فان السد يحجز جزءا كبيرا من الطمي الذي يتدفق مع مياه النيل الأزرق ،مما قد يطيل عمر السدود في السودان . وفي سياق متصل فهناك سلبيات تعد هي القمة المحتملة، ومنها تقليل حصة المياة حيث ان هناك مخاوف من أن ملء وتشغيل السد يؤدي الي تقليل حصة مصر والسودان من مياة النيل خاصة خلال فترات الجفاف، وأما عن تأثيرها سد النهضة علي الطاقة فقد يتأثر إنتاج الكهرباء في مصر بسبب انخفاض تدفق المياه ، وهناك تاثير محتمل لسد النهضة علي الأمن الغذائي أنه قد يؤدي الي انخفاض إنتاج المحاصيل الزراعية مما يؤدي الي تفاقم مشكله الأمن الغذائي في مصر والسودان . من الجدير بالذكر أن تأثير سد النهضة علي الزراعة قد يؤدي انخفاض تدفق المياة علي إنتاجية الأراضي الزراعية في مصر والسودان ، خاصة في المناطق التي تعتمد علي مياه النيل , ومن هذا المنطلق فان سد النهضة مشروع معقد يحمل في طياتها إمكانات كبيرة للتنمية والتقدم ، لكنه يثير أيضا مخاوف بشأن تاثيره علي دول المصب ، ومن ثم كان لزاما ان يتم التوصل الي اتفاق عادل وملزم قانونا بين الدول الثلاث لضمان إدارة مشتركة لمياء النيل الأزرق وتحقيق التوازن بين جميع الأطراف المعنية . والآن سد النهضة قد اكتمل هل دخلنا أخطر مرحلة في تاريخ مصر ، في هذا المضمون قال الأستاذ الدكتور عباس شراقي الاستاذ بجامعة القاهرة هل إثيوبيا من حقها بناء سد ضخم بدون اخذ موافقة دول المصب ، وقد حسم الأمر الرئيس عبد الفتاح السيسي بقوله أن مصر تؤكد ثقتها في قدرة الرئيس الأمريكي ترامب علي حل المشاكل المعقدة وارساء السلام في مختلف ربوع العالم وتقدر حرصه علي التوصل الي اتفاق عادل يحفظ مصالح الجميع حول السد الإثيوبي ، علما بأنه لا يزال هناك عدم يقين بشأن التأثيرات البيئية والاجتماعية والاقتصادية للسداد علي المدي الطويل .