منوعات

أصل الحكاية

كتب في : الأربعاء 18 إبريل 2018 - 12:15 صباحاً بقلم : شيماء يوسف هنا

 

كان رجلان يبيعان زيتًا يحملانه على حمار ويتجولان من مكان إلى مكان، وعندما مات الحمار حزن صاحباه حزنًا شديدًا نتيجة الخسارة الكبيرة التي تنتج عن فقدانه، ولكن فجأة صاح أحدهما لصاحبه وقال: “اسكت وكف عن البكاء، فقد جاءت لي فكرة إذا قمنا بتنفذها جنينا من ورائها مكسبًا كبيرًا، علينا أن ندفن الحمار ونبني عليه قُبة، ونقول هذا مزار أحد الصالحين، ونحكي للناس قصصًا وأخبارًا معلنين فيها فضائله وكراماته التي ظهرت مع الكبار والصغار، فيأتي إلينا الناس، ويتباركون بما أخفينا؛ فتنهال علينا النذور والهدايا”.

فرح صديقه بهذه الفكرة فرحة غامرة، وما هي إلا ساعات قليلة حتى كانت جثة الحمار تحت قبة ظليلة، وأصبح بائعا الزيت من وجهاء البلد، حيث توافد الزائرون والزائرات، ولم يمر وقت من الزمن حتى كان لهما جولات يسرحون فيها ليجمعوا التبرعات والنذور، وذات سنة أخفى أحدهما عن زميله جزءًا من حصيلة النذور؛ ما جعله يشك في ذمته، وأخذ يعاتبه على ما فعله، فما كان من الخائن إلَّا أنه قال لصديقه وهو يشير للقبة حلِّفني على كرامة هذا الرجل الطاهر، فالتفت إليه صاحبه وأحدق النظر فيه وقال له: «أحلِّفك على مين؟! ما احنا دفنينه سوا».

بداية الصفحة