أخبار عاجلة

السيسى يعقد لقاء الفرصة الأخيرة مع الطيب..لحملة 'تجهيز على جمعة' لمنصب الإمام الأكبر

كتب في : الأربعاء 17 اغسطس 2016 بقلم : أحمد السعدى

يؤكد الدائرة الإعلامية المقربة من رئاسة الجمهورية أن اسم الشيخ على جمعة مفتى مصر السابق مرشح لتولى منصب الإمام الأكبر لمشيخة الأزهر الشريف، خلفًا للدكتور أحمد الطيب الذى عقد مع الرئيس عبد الفتاح السيسى اجتماعًا وُصف بـ«لقاء الفرصة الأخيرة» فى مطلع الشهر الجارى.

 

المعلومات المتداولة بين الصحفيين المقربين من رئاسة الجمهورية تؤكد أن جمعة فى مهمة تحمل اسم «تطهير الأزهر الشريف»، وذلك من بعض العلماء المحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين وهم محمد عبد السلام، المستشار القانونى للمشيخة، وعباس شومان وكيل الأزهر الشريف، والدكتور محمد عمارة عضو هيئة كبار العلماء ورئيس تحرير مجلة الأزهر، إلى وقت قريب، إلا أنه ما زال عضوًا فى هيئة تحرير المجلة وله الكلمة الأولى، والدكتور محمد السليمانى مستشار شيخ الأزهر، والدكتور حسن الشافعى الذى استقال من منصب رئاسة المكتب الفنى للأزهر إلا أنه ما زال عضوًا فى هيئة كبار العلماء.

 

مهمة الشيخ على جمعة إعادة تشكيل هيئة «كبار العلماء»، إذ ينص القانون على أنها تضم 40 عضوًا إلا أنها حاليًّا تضم 19 عضوًا إضافة إلى شيخ الأزهر، أى أنها غير كاملة النصاب القانونى، ويتعين على رئيسها وعلمائها انتخاب أعضاء جدد، إلا أنه تم رفض كل من تقدم للهيئة ومن بينهم الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف.

 

فى شهر يوليو الماضى تعرض الدكتور أحمد الطيب إلى حملة إعلامية مفادها أن شيخ الأزهر يتقاعس عن محاربة الطائفية والتطرف، ويسير فى الاتجاه المعاكس لتوجه الدولة بتجديد الخطاب الدينى برفع دعاوى قضائية ضد المجددين وأصحاب الرأى، من بينهم إسلام البحيرى المحكوم عليه بالسجن لمدة عام.

 

صحيح أن الحملة كانت تهدف إلى تحميل الشيخ الطيب مسؤولية الأحداث الطائفية بدلاً من الرئيس السيسى أمام الرأى العام المحلى ووسائل الإعلام الدولية، التى تؤكد أن المسيحيين يتعرضون لاضطهاد مماثل لعصر الجماعة فى عهد المعزول محمد مرسى، كما أن هذه الحملة كانت نطقة الانطلاق لتجهيز وطرح الدكتور على جمعة لمنصب شيخ الأزهر الشريف.

 

فى أبريل 2015 كلفت إحدى الجهات السيادية على جمعة برئاسة قناة «الناس» فى مهمة عنوانها تجديد الخطاب الدينى، وفقًا لتوجيهات الرئيس، وخصصت أيضًا للمفتى السابق فى هذا الإطار برامج أخرى على قنوات محسوبة على الدولة لتنفيذ المهمة.

 

وفى 5 أغسطس الجارى تعرض الدكتور على جمعة لمحاولة اغتيال فاشلة زادت من مكانته كعالم يحارب من يطلق عليهم هو شخصيًّا بـ«الخوارج» وأنصار سيد قطب، وهو ما عزز صورته لدى رئاسة الجمهورية بأنه إمام «التجديد» فى الدولة.

لم يخف من شارك فى الحملة الإعلامية وجود عقبات فى وجه على جمعة لتولى منصب الإمام الأكبر تتمثل فى «الفيتو» السعودى وبالأحرى «الرفض الوهابى» للشيخ «الصوفى»، حتى إن السفير السعودى بالقاهرة أحمد قطان رفض إجراء اتصال هاتفى للاطمئنان على صحة المفتى السابق.

 

فقد جرت العادة أن الدبلوماسى السعودى لا يغفل مثل هذه الحوادث دون أن يزور ضحاياها ويصدر بيانات التنديد، إلا أنه أراد توصيل رسالة للحكومة المصرية مفادها أن التجهيز الجارى مرفوض.

 

    المملكة العربية السعودية قررت خلال العامين الماضيين ترميم الجامع الأزهر ومشيخة الأزهر القديمة، وإنشاء مطبعة المصحف الشريف، وإنشاء مدينة البعوث الإسلامية الجديدة، وإنشاء كليات للطب والصيدلة والإعلام للبنات، وعدد من المشروعات الأخرى، ما يعنى أن «الفيتو» السعودى على تعيين على جمعة ليس من السهل تجاهله وسيكون فى عين الاعتبار.

 

من جهة أخرى هناك علاقة وثيقة بين الدكتور على جمعة والداعية التركى فتح الله كولن، الذى وصف ثورة 30 يونيو بالانقلاب وفض اعتصام رابعة العدوية بالمذبحة، حتى إنه فى الأسبوع الماضى دعا كولن أنصاره إلى الصمود فى وجه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، كما صمد القيادى الإخوانى سيد قطب الذى يصفه على جمعة بالإرهابى.

 

فى هذا السياق الدكتور ثروت الخرباوى المحامى والقيادى السابق بجماعة الإخوان أكد فى تصريحات لـ«اليوم الجديد» أن عزل الطيب هو أمر محتمل فى الفترة المقبلة، مضيفًا أن إقالته ستكون على غرار عزل رئيس جهاز المركزى للمحاسبات المستشار هشام جنينة.

 

وأوضح الخرباوى أن الطيب شخصيًّا رجل ذو فكر مستنير وإيجابى، ولكنه ضعيف وسمح لمجموعة من الإخوان والسلفيين بالسيطرة عليه وعلى المشيخة، مضيفًا أن الإمام الأكبر أصبح يخاف منهم خصوصًا المدعو محمد عمارة الذى يتبنى أفكارًا متشددة، على حد وصفه.

 

ورأى الخرباوى أن على جمعة لديه شخصية أقوى من أحمد الطيب وقادر على لعب دور أكثر فاعلية فى محاربة التشدد وتجديد الخطاب الدينى.

 

وكشف الخرباوى أن التحدى الأكبر هو أن الأزهر سيشهد صدامًا بين علماء الحديث الشريف وعلى جمعة، حال تعيين الأخير فى منصب الأمام الأكبر، مؤكدًا أن هناك عداءً بينهما يعلمه المتابعون لشؤون الأزهر الشريف .

 

وأكد الخرباوى أن الرفض السعودى لعلى جمعة يجب مواجهته إذا كانت الدولة تريد بالفعل تجديد الخطاب الدينى ومواجهة السلفيين وعناصر الإسلام السياسى.

بداية الصفحة