العالم العربى

تخليد ذكرى المسيرة الخضراء رسالة جمعية العمل الآن من أجل المضيق الفنيدق خارج الحدود. في الصين ومصر.

كتب في : الجمعة 05 نوفمبر 2021 - 11:52 مساءً بقلم : محمد سعيد المجاهد/المغرب

 

كم هو جميل لأمة لها تاريخ عريق، تفتخر به الأجيال عبز الأزمان، وكان لجمعية مدنية مغربية،دوراً هاماً جاداً و هادفاً في التعريف بالمسبرة الخضراء داخل الوطن وخارجه

فبفضل أبناء الشعب المغربي من مغاربة العالم مندوبة جمعية العمل الآن من أجل المضيق الفنيدق بالصين الشعبية وآسيا عائشة محمد الطريشي التي نظمت عدة تظاهرات بمناسبة المسيرة الخضراء والتعريف بها للشعب الصيني حضرها عدة شخصيات يتقدمهم سفير المملكة المغربية بالصين الشعبية السيد عزيز امكوار،كما أن مؤسسة أبناء المغرب بمصر للتنمية والصداقة بين الشعوب التي ترأسها الدكتورة سميرة العشيري وبتنسيق مع جمعية العمل الآن من أجل المضيق الفنيدق بالمملكة المغربية،نظمت عدة تظاهرات للتعريف بالمسبرة الخضراء وتكريم نجوم السينما المصرية الذين شاركوا في أول فيلم سينمائي عن المسيرة الخضراء سأكتب اسمك على الرمال من إخراج الراحل المخرج العالمي عبد الله المصباحي وبطولة الراحلة ناهد الشريف أمينة رزق عزت العلايلي سمير صبري أطال الله في عمره الذي كرم في الملتقى الدولي لإحياء ذكرى المسيرة الخضراء سنة 2017 بالقاهرة. 

ويُخلد الشعب المغربى يوم السبت 6 نوفمبر 2021, الذكرى الـ46 للمسيرة الخضراء. وهى من المناسبات الوطنية الخالدة، وواحدة من المحطات التاريخية المحفوظة  فى الوجدان. ولما لا وهى تؤرخ لصفحات مشرقة من النضال المغربى من أجل استكمال الاستقلال الوطنى وتحقيق وحدة الاراضي. ظلت الصحراء الغربية مستعمرة إسبانية منذ 1884 الى 1975، وقد طالب المغرب دائما وفى كل المناسبات بأحقيته فى فرض السيادة عليها باعتبارها جزءا لا يتجزأ من المغرب على مر التاريخ. وبعد استقلاله كثف المغرب من جهوده وناضل بكل الوسائل والامكانيات لاستكمال وحدة أراضيه وتحريرها وضمها الى باقى ربوع المملكة. فى عام 1958، قام المغفور له الملك محمد الخامس بزيارة الى الاقاليم الصحراوية بامحاميد الغزلان عمالة زكورة ، حيث أظهر ابناؤها تعلقا متينا وراسخا بدينهم ووطنهم وملكهم، وعبروا عن مشاعر الاعتزاز العميق بانتمائهم إلى الرصيد الكفاحى التاريخى الذى جمع سكان الصحراء بإخوانهم فى باقى مناطق البلاد، خلال فترات تاريخية ونضالية ضد الاحتلال الأجنبي.

ضغط المغرب فى المحافل الدولية والامم المتحدة لاسترجاع هذا الجزء من الوطن، وقررت الحكومة المغربية إثبات أحقيتها بالصحراء بإحالة القضية يوم 24 سبتمبر 1974 إلى محكمة العدل الدولية للبت فيها. وقد أقرت محكمة العدل الدولية يوم 16 أكتوبر 1975 بوجود روابط تاريخية وقانونية تشهد بولاء عدد من القبائل الصحراوية لسلطان المغرب، وكذلك بعض الروابط التى تتضمن بعض الحقوق المتعلقة بالأرض الواقعة بين موريتانيا والقبائل الصحراوية الأخري. واعتبر الراحل الملك الحسن الثانى ان الاعتراف بوجود هذه الروابط التاريخية والقانونية هو بمثابة تأييد لموقفه.

بعد ساعات من إصدار الحكم، وفى الوقت الذى كانت ترفض فيه إسبانيا الخروج من الصحراء، بل وكثفت وجودها العسكرى فيها، وقامت باستنفار قواتها المسلحة وربطت 35 ألف جندى اسبانى على بعد أقل من 20 كم من الحدود الفاصلة بين المغرب والصحراء حينذاك، مع تلغيم جزء منها لقطع الطريق على المشاركين فى المسيرة، أقر الحسن الثانى بحق المغرب فى صحرائه الغربية، وأعلن عن تنظيم مسيرة خضراء سلمية من أجل إعادة ضم الصحراء إلى الوطن الأم. وضع الملك الراحل، الحسن الثاني، الخطة وبدأ فى تنفيذها سرا قبل إعلانها فى مطلع اكتوبر 1975، حيث تم فتح مكاتب لتسجيل المتطوعين من مختلف الأقاليم المغربية والذين بلغ عددهم 350 ألف مشارك ومشاركة شبان ونساء ورجال, وهو العدد الذى كان يمثل عدد المواليد المغاربة الجدد سنويا.

وفى يوم 5 نوفمبر 1975 ألقى الحسن الثانى خطابا لإعطاء انطلاقة المسيرة الخضراء، التى انطلقت يوم 06 نوفمبر.1975 بإيمان قوي، وحس وطنى عال، وأسلوب حضارى وسلمى مذهل، زحف مئات الآلاف من المغاربة، نساء ورجالا، من اقليم طرفاية نحو الصحراء، بشكل أدهش العالم برقيه ونظامه وانتظامه. فقد أظهرت المسيرة الخضراء للعالم أجمع عبقرية الراحل الملك الحسن الثاني، وصمود المغاربة وإرادتهم الراسخة فى استرجاع حقهم المغتصب ووضع حد للوجود الاستعماري، ليس بالقوة ولا بالحرب، إنما بالسلم والحكمة والعزيمة. لقيت المسيرة الخضراء مجموعة من ردود الافعال الإيجابية من طرف جل الدول العربية، والهيئات الإسلامية، وقد جاء فى مجلة دعوة الحق  المغربية العدد 166، ان فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور عبد الحليم محمود قد وجه برقية تأييد إلى الراحل الملك الحسن الثانى وللشعب المغربى جاء فيها: يطيب لى أن أبعث إليكم باسمى وباسم علماء الأزهر وباسم المسلمين فى جميع أنحاء العالم التأييد الحار لمسيرتكم الوطنية فى طريقكم إلى استرداد حق الشعب المغربى لأراضيه وحقوقه المشروعة، ونضرع إلى المولى العلى القدير أن يسدد خطاكم ويوفق مساعيكم وينجح مقاصدكم ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم. وصرح السيد حسن التهامي، الأمين العام للمؤتمر الإسلامي، بأن هذه الإشراقة التى صدرت عن الملك والتى قام بها رجال المغرب بقيادة صاحب الجلالة هى فى الواقع بعث جديد لأمتنا جميعا، بل هى درس فى السياسة العالمية.. فإلى أن تصل إشعاعات هذه الحركة والخطوة الجريئة من المغرب إلى المشرق، ومعها عمق فلسفة التحرك والفهم الأصيل العميق لأصالة هذه الانتفاضة، سوف تجدون فى المشرق العربى والإسلامى المساندة والتأييد.

اعتبر صانع المسيرة  الراحل الملك الحسن الثاني: أن خسارة الصحراء تساوى خسارة العرش المغربي، وآمن وريث عرشه الملك محمد السادس: بأن الصحراء المغربية قضية وجود وليست مسألة حدود. وبعد 46 عاما على المسيرة الخضراء، فلاتزال هذه المناسبة، أحسن تعبير عن التلاحم القوى بين العرش والشعب. وكما قال الملك محمد السادس حفظه الله، فى خطابه بهذه المناسبة، إنها أكدت بالدليل، قدرة المغاربة، ملكا وشعبا، على رفع التحديات التى تواجه الأمة.وهى مسيرة دائمة؛ فالروح التى مكنت من استرجاع الصحراء، سنة 1975، هى التى تدفعنا اليوم، للنهوض بتنمية كل جهات المملكة.

بداية الصفحة