سياحة وطيران
اكتشاف أثري بسقارة: «باب زائف» يحكي أسرار البعث عند المصريين القدماء

أعلن فريق من علماء الآثار المصريين في واحدة من أهم الاكتشافات الأثرية الحديثة، بقيادة الدكتور زاهي حواس عن العثور على مقبرة تعود للأمير "وسر إيف رع"، ابن الملك أوسركاف من الأسرة الخامسة، وذلك في منطقة سقارة الأثرية جنوب القاهرة ، ما أثار دهشة العلماء هو وجود "باب زائف" ضخم مصنوع من الجرانيت الوردي، يعد الأكبر من نوعه في المنطقة،هذا الباب، الذي لا يؤدي إلى مكان مادي، كان يُعتقد أنه بوابة روحانية بين عالمي الأحياء والموتى، مما يعكس إيمان المصريين القدماء بالحياة بعد الموت وطقوسهم المعقدة المرتبطة بها ،ويمثل هذا الاكتشاف إضافة قيّمة لفهمنا لمفاهيم العقيدة الجنائزية والهندسة المعمارية في مصر الفرعونية، كما يلقي الضوء على المكانة الرفيعة التي كان يتمتع بها الأمير المدفون داخل هذه المقبرة العريقة ،كما جاء بصحفية ديلي ميل Daily Mail .
اكتشاف أثري مذهل: مقبرة الأمير "وسر إيف رع"
قاد عالم الآثار المصري الشهير د. زاهي حواس فريقًا تابعًا للمجلس الأعلى للآثارخلال أعمال تنقيب حديثة في منطقة سقارة الأثرية ، حيث تم الكشف عن مقبرة الأمير وسر إيف رع (ويُكتب أيضًا "أوسر إف رع")، ابن الملك أوسركاف، أحد ملوك الأسرة الخامسة في مصر القديمة، أي قبل حوالي 4400 سنة.
الباب الزائف المصنوع من الجرانيت الوردي
تم العثور على باب زائف ضخم مصنوع من الجرانيت الوردي، يبلغ ارتفاعه حوالي 4.5 متر وعرضه حوالي 1.2 متر، ويُعد هذا أكبر باب زائف من الجرانيت الوردي يتم اكتشافه في سقارة.
النقوش المحفورة على الباب تسجّل ألقاب الأمير الرسمية، مثل:
"الأمير الوراثي"
"الوزير"
"حاكم بوتو ونخِب"
"الكاهن المرتل"
مما يعكس مكانته الرفيعة في البلاط الملكي ،هذا الباب لم يكن بوابة حقيقية، بل كان رمزًا روحانيًا يسمح لروح الأمير (كا) بالانتقال بين عالم الأحياء وعالم الموتى، حيث تُقدّم له القرابين.
الرمزية: ما هو الباب الزائف في مصر القديمة؟
الباب الزائف كان عنصرًا أساسيًا في المقابر خلال الدولة القديمة (الأسرة الثالثة حتى السادسة)، وكان يُمثّل بوابة رمزية بين العالمين، ويُعتقد أن روح المتوفى (كا) كانت تمر من خلاله لتتلقى القرابين التي يضعها الأقارب أو الكهنة ،كان يُبنى عادة في الجدار الغربي من المقبرة (وهو الجدار المرتبط بعالم الموتى)، ويُزين بنقوش تُظهر ألقاب المتوفى وعبارات الطقوس الجنائزية ،وما يُميز هذا الاكتشاف هو ضخامة الباب وندرة استخدام الجرانيت الوردي، وهو ما يدل على مكانة الأمير العالية، كما أنه أول باب زائف بهذا الحجم يُكتشف في سقارة.
العنصر المكتشف
باب زائف ضخم من الجرانيت الوردي : رمز لبوابة روحانية للـ كا؛ يدل على المكانة الاجتماعية العالية
نقوش الألقاب الملكية : تؤكد مكانة الأمير السياسية والدينية
تماثيل الجرانيت الوردي : تمثل زوجات الأمير؛ تعكس طقوس الجنازة
مائدة القرابين : عنصر طقسي أساسي في الشعائر الجنائزية
المدخل الثانوي وخرطوش الملك : يشير إلى وجود صلات ملكية أوسع
لماذا يُعتبر هذا الاكتشاف مهمًا؟
هذا الاكتشاف يُضيف معلومات مهمة لفهمنا لتقاليد الدفن لدى النخبة المصرية في الدولة القديمة، والحجم الضخم والدقة في نحت الباب الزائف يعكسان مدى الرفاهية والمكانة التي تمتع بها الأمير، كما أن الموقع في سقارة، وهي إحدى أقدم وأهم المقابر الملكية في مصر،و يُظهر استمرار الأهمية الرمزية لهذا المكان عبر العصور المختلفة.