"أنت طيب وعلى نياتك"

عبارة يقولها أحدهم عندما يرى حُسن نيّٰة من أمامه، هي بمثابة اتهام لمٰنْ أمامه بالسّٰفه..

لا تتعجبون الطيب ليس له حظ بهذه الدنيا ، فبالرغم من قوة الإيمان بالله، وبالقدر الذي هو بيد الله، ويمكن تغييره بالدعاء، والاجتهاد إلّٰا أننا عندما نصطدم بالواقع نجد الكثير من الأمثلة، والنماذج التي تعيش الحياة بالطول، والعرض كما يقولون بالأحاديث الدارجة تنعم بالسعادة، والعلاقات الاجتماعية، والمال

تُرى هل كل هذا بالصدفة البحتة؟

بالطبع ليس صدفة، وقد يكون لم يفعل شيء وأتى كل شيء له تباعًا على طبق من الذهب

هل هذا لأنه أكثر مهارة من الآخرين؟

الإجابة:- بالطبع لا ليس أكثر مهارة، ولكنه يستخدم أسلوب التعامل بالمصلحة، والفهلوة

يستطيع أي إنسان أن يتصرف بالمثل ليحصل ما يريد ويحقق أحلامه، وطموحاته

لكن هل تعتقدون أنه أسلوب أخلاقي، وشريف للحصول على المنفعة؟

الإجابة:- لكل إنسان قناعاته، ومبادئه الخاصة

هناك الصالح، وهناك الطّٰالِح

وبُناءًا على ما سبق قد استطاع العقل الواعي التفرقة أي طريق يختار، وأي درب يكون مسعاه

هل أنت صاحب مصلحة؟

هل أمامك طريق واضح لتحقق ما تريد؟

هل تستغل إنسان لأنه يتعامل معك بصدق، ويحكي لك عن تجاربه التي قد أوصلته إلى طموح حققه بعد عناء

وبمُنتهى السذاجة ودون خوف منك شرح لك تجربة نجاحه ؟

قد تكون تجربة مع مؤسسة يتعامل معها أو مع شخص على خُلُق قد تٰوٰسٰم فيه هذا الشخص أنه إنسان ماهر وصاحب مبادئ، وأراد مساعدته، لكن لأنك إنسان تعودت على الاصطياد، ومصاحبة الآخرين من أجل المنفعة الذاتية والتسلق على ظهر الأشخاص لتحقيق ما تريد، والأدهى من ذلك ليس فقط التسلق والتّٰمٰلُّق من وراء ظهور أصحابك ومعارفك بل بكل جرأة تغترف المصلحة وتستغل علاقتك بأصحابك دون حياء أو حتى شُكرِهِم أو التحدث مع أصحابك عن ما أقدمت عليه، نعم المصلحة تٰحكُم التسلُّق واللؤم من أجل تحقيق مأرب وكأنك لم تفعل شيء وحسن النيّٰة

ماذا تُسٰمُّون هؤلاء الأشخاص ؟

يراقبونك، ويصادقونك من أجل الاستفادة من خلالك، ومنك، ومٰنْ تعرفُه أيضًا

استفادة بشتى الطرق الممكنة

نماذج موجودة بالحياة تتعامل بصورة الصديق، والصاحب، والحبيب، وفي باطنها الخبث، واللؤم

وبعد الحصول على مصلحتها كأنها لم تفعل شيء ، وتبحث عن سُلّٰم آخر، وضحية جديدة تبحث دائمًا عن المزيد

شره بدون توقف ، تضرب عرض الحائط بالصداقة والأخوة مصلحتها ومن بعدها الطوفان

ماذا قال علم النفس عن هؤلاء؟

مواصفات الشخص الوصولي

الإنسان الوصولي برأي علم النفس هو الإنسان الذي يفعل أي شيء للوصول إلى ما يريد على حساب الآخرين يدوسهم بأقدامه ويستغلهم دون خجل، وأمام أعينهم، ويصل لأهدافه، ويُصدق نفسه أنه فعل ذلك بمجهوده، وشطارته، وفهلوته لا فضل لأحد عليه أناني بطبعه، ويرى نفسه بالمُقدمة، وفوق الآخرين ، ويستمر باسغلاله للآخرين وكأنه حق مُكتٰسٰب لهم ، ويستغبون الآخرين، ويتصورون دائمًا أنهم أغبياء لا يفهمون

يا صديقي لا تفرح، ولا تمرح اتقِ شر الحليم، ولا تستغل طيبته، وأخلاقه، واعلم أنه يراك، ويعرفك جيدًا

وينتظر أن تخجل وتضع بعينك حصوة ملح كالمثل الدارج بالعامية " وإن كان حبيبك عسل متلحسوش كلُّه"

العسل بيوم من الأيام لابد، وأن ينتهي من الطبق، و سٰيُلٰقِّنك درسًا لن تنساه بحياتك

فهو ليس بالمُغٰفّٰل، يتركك بمزاجه تأخذ ما تريد لكن تأكد أن المؤمن كٰيِّس فٰطِن فهناك أشياء لن تستطيع الحصول عليها أكبر قيمة ولن تكون مثله بيوم من الأيام وستظل أسفل دون النظر، والجميع يعلم مٰنْ أنت، ومٰنْ لا يعرفك سيعرفك مهما اختبأت بالتّٰمٰلُّق وقدراتك الضعيفة وشخصيتك المٰعيبة ظاهرة للعيان

هناك مقولة لرئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرتشل

"كثيرين ارتقوا سلم المجد، إما على أكتاف أصدقائهم أو على جماجم أعدائهم"