كتاب وآراء

علامات الساعة

كتب في : الأربعاء 26 إبريل 2023 - 4:00 مساءً بقلم : حنان فاروق العجمى

 

من علامات قيام الساعة الصغرى تطاول الحُفاة العراة رُعاة الشاة في البنيان، وقد تحقق بالفعل بصورة ما فتجد مَنْ لا شأن له، والجُهال من بني الإنسان يتشدقون بالكلام، ويتعالون على ساداتهم بما لا يليق،

لقد خلق الله السموات فوق بعضها البعض طبقات كذلك البشر فنجد تعالي، وتفاخر البعض على مَن علمهم حرفا يزداد بالآونة الأخيرة مما يُنذر بظهور علامة من علامات وأشراط الساعة وإني والله لأراها قريبة كل القرب ، عليك أن تُدرك ما تقول، وتعلم أن لكل مقام مقال فالتدخل فيما لا يعنيك لن يجعل منك شخصية متميزة أو حكيمة أو ممن ينصتون باهتمام لهم بل يجعلك تنحدر لمرتبة أسفل ، بل وأقل حتى درجة من الدرجة التي تم إعطاؤها لك على سبيل المجاملة من أجل نشر روح المحبة، والسلام ، واعلم جيدا أن السكوت عنك ليس رضا عن أقوالك، وأفعالك، وضعف ممن يسمعك وعدم استطاعته الرد عليك بما يليق بك، ولكنه رحمة بك ، فلا يجوز بأي حال من الأحوال إهانة أي نفس بشرية كرمها الله على سائر مخلوقاته، ولكن لاتنس أن إعمال العقل واجب مُقدس، وأن نُطق الرويبضة في شأن العامة لا يصح، ولهذا لابد من رجعة، وتذكير، وتلقين درس، وعبرة لعدم ترك الأمور هكذا والكلأ يرعى فيه الغنم ويأكلونه ويجترون دون حساب ، إنه يوم الحساب طالما أنك علامة من علامات الساعة وقد ظهرت للأسف الشديد، فالأمر والنهي لصاحبهما، وليس لكل من هب، ودب، وإن كان ولابد من عرض وجهة نظرك التي تراها عظيمة، وذات فائدة كبرى فعليك التَّعلُّم أولا، واكتساب الخبرات، ثم الاستئذان لتدلو بدلوك في مكان لا يَحِل لك أن تتفوه فيه، فلا تخلق المواقف لتبدو عليما ولست بأهل للعلم ، فأفسد الناس مَن بغى، وطغى، وأسدى النصح غير الرشيد وفي غير موضعه، وألقاه على الحكماء سيبدو سفهًا يا عزيزي، وستنتقص كثيرًا من قدرك، وربما لا تتحمل العواقب ، ولا تستمرئ العفو

فالعفو عند المقدرة وليس واجبًا ولا حُكمًا، ولكنه لمن استطاع أن يترفَّع ويعفو

بالنهاية إنها قدرات، وقد تم توزيعها علينا جميعا بميزان العدل الإلهي، الذي يستبعد نهائيا احتمال الخطأ فيه

قال تعالى "إنا كل شيء خلقناه بقدر "

"وخلق كل شيء فقدره تقديرا "

"لا تعثوا في الأرض مفسدين "

وتعني الآية الكريمة لا تنشروا الفساد في الأرض والفساد ليس فقط الضلال بل من المفاسد قول ما لا يصح وإسداء نصائح في غير موضعها قد تؤدي إلى إحداث وقيعة بين الناس، أو قد يفهم صغير العقل الذي لم ينم إدراكه بعد أنك على حق لمجرد أنك تكبره بالعمر بينما نصيحتك قد تكون خاطئة إذا كان قولها مصحوب بسوء نية تضمره بغرض السيطرة على صغير لا يُدرك أو فرض رأي، وسيطرة للشعور بأهمية الذات، ولهذا وجب على الحكيم العليم درء المفاسد، وإعادة تقويمك بالضبط كالذهاب لطبيب الأسنان، وعمل تقويم الأسنان، وإصلاح الاعوجاج فيها، فلو تُركت هكذا لشوَّهت الشكل العام للوجه، بالمثل أنت لا تقل ما ليس لك بك علم، وإلا تعرضت لعملية إصلاح وتقويم لاعوجاجك البيِّن

اعتبرها كبسولة يا عزيزي أو يا عزيزتي !

وعليك ابتلاعها قد تشفى من مرضك، وتنحل عقدتك

ليس لك سبيل غير هذا

فخيركم مَنْ تَعلَّم، وعَلَّم

فلسفة_حياة_الكاتبة_حنان_فاروق_العجمي

بداية الصفحة