أخبار مصر

نائب وزير التربية والتعليم يطلق تحذيرا لشباب اليوم قبل اختفاء وظائف المستقبل

كتب في : الأربعاء 30 يوليو 2025 - 5:21 مساءً بقلم : المصرية للأخبار

 

أكد الدكتور أيمن بهاء البصال نائب وزير التربية والتعليم، أن وظائف البرمجة شهدت طفرة هائلة في السنوات الماضية، مدفوعة بالطلب المتزايد على الحلول الرقمية في كافة القطاعات، وهذا الطلب الفائق، المقترن بقدرة محدودة لكليات الهندسة والحاسبات على تخريج العدد الكافي من المتخصصين، أدى إلى ظهور ما يمكن تسميته بـ "صنايعي البرمجة"، موضحا أن هذه الفئة، التي برزت بفضل التطور السريع للغات وأنظمة البرمجة وتوفر المكتبات الضخمة من الأكواد الجاهزة، تتميز بقدرتها على كتابة أكواد لبرامج متوسطة إلى كبيرة تعمل بشكل مقبول، ولكن دون تعمق كبير في أساسيات علوم وهندسة الحاسبات.

أضاف نائب وزير التعليم، أن سهولة استخدام أجيال لغات البرمجة المتتالية أسهت في توفير كم هائل من المكتبات البرمجية الجاهزة والقابلة لإعادة الاستخدام في انتشار هذه الظاهرة، ويمكن تصور هيكل لوظائف البرمجة على شكل هرم، يتربع على قمته مهندس برمجيات خبير، يليه عدد من متوسطي المستوى (Mid-level Seniors) من مديري المشاريع ومديري الفرق، وأخيرًا قاعدة الهرم التي تضم المبرمجين الجدد (Juniors) المسؤولين عن كتابة الأكواد الأولية.

وقال "ببساطة، تستهدف أدوات البرمجة المساعدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل "Co-pilot"، وسط الهرم في الشركات المتوسطة والكبيرة، وقاعدة الهرم في المنشآت الصغيرة والمبرمجين الأفراد. هذا التوجه بدأ يلقي بظلاله بالفعل على سوق العمل العالمي، حيث لوحظت ظاهرتان بارزتان: انخفاض واضح في رواتب المستوى المتوسط واقترابها من رواتب المبتدئين، مقابل زيادة ضخمة وملحوظة في رواتب الخبراء. تزامن ذلك مع الاستغناء السريع عن عدد كبير من المبرمجين في وسط الهرم وجزء لا يستهان به من قاعدته".

وحسب نائب وزير التعليم، فإنه بناءً على هذه المعطيات، يمكن استخلاص عدة أمور رئيسية ستعيد تشكيل مستقبل وظائف البرمجة:

1- اختفاء وظائف "صنايعية البرمجة" وكاتبي الأكواد: من المتوقع أن تختفي هذه الوظائف بشكل واضح ومتسارع في الفترة القادمة. ستتولى أدوات الذكاء الاصطناعي مهام كتابة الأكواد الروتينية والمتكررة، مما يلغي الحاجة إلى عدد كبير من المبرمجين الذين يعتمدون بشكل أساسي على هذه المهارة.

2-  متطلبات أعلى للمبتدئين: سيصبح الدخول إلى سوق العمل للمبتدئين أكثر صعوبة وتنافسية. سيتطلب منهم فهمًا علميًا ومنهجيًا واضحًا للأساسيات، وأفقًا أوسع بكثير من مجرد إتقان "تراك" برمجي بعينه. سيبرز الاحتياج إلى كفاءات متعددة تشمل مجالات مثل الأمن السيبراني (Cybersecurity)، والشبكات، ونظم التشغيل، وتحليل البيانات، وغيرها. لن يكفي أن تكون مبرمجًا جيدًا؛ بل يجب أن تكون مهندسًا ذا رؤية شاملة.

3-  طول المسار المهني: لن يصبح الانتقال من مستوى لآخر في سنتين أو ثلاث سنوات أمرًا شائعًا كما كان في السابق. من المتوقع أن يطول المسار المهني ليصبح خمس سنوات أو ربما عشر سنوات في مسار طبيعي يقترب من طبيعة المهن الأخرى التي تتطلب سنوات من الخبرة والتراكم المعرفي.

وفيما يخص تحديات الشباب ومستقبل المهن، قال الدكتور أيمن البصال، إن التحدي الرئيسي الذي سيواجهه الشباب الطموح في مجال البرمجة هو اجتياز المرحلة الأولى والوصول إلى المستوى الأعلى، حيث تتطلب هذه المرحلة فهمًا عميقًا وقدرة على حل المشكلات المعقدة التي لا تستطيع أدوات الذكاء الاصطناعي التعامل معها بسهولة.

وقال "هذه الرؤية، بالطبع، محكومة بالعوامل التقنية والاقتصادية الحالية، وقد تتغير في المستقبل القريب أو المتوسط مع ظهور تقنيات جديدة أو تحولات في ديناميكيات السوق"، مشيرا إلى أن أثر الذكاء الاصطناعي على مستقبل المهن سيمتد تأثير الذكاء الاصطناعي ليشمل كافة مجالات العمل، ليس فقط التكنولوجيا. في المدى القريب والمتوسط، من المتوقع أن تختفي حتمًا وظائف لصالح الذكاء الاصطناعي في عدة قطاعات:

في مجال التكنولوجيا: بالإضافة إلى وظائف كتابة الأكواد الروتينية، ستتأثر وظائف اختبار البرمجيات التقليدية، والدعم الفني من المستوى الأول، وبعض أدوار إدارة الأنظمة التي يمكن أتمتتها بالكامل.

في باقي مجالات العمل:

خدمة العملاء: ستتولى الروبوتات والمساعدون الافتراضيون جزءًا كبيرًا من مهام الرد على الاستفسارات وتقديم الدعم الأساسي.

المحاسبة والتدقيق: سيتم أتمتة مهام إدخال البيانات، والتسوية، وإعداد التقارير المالية البسيطة.

القطاع القانوني: البحث عن السوابق القضائية، وتحليل المستندات القانونية، وإعداد العقود الأولية.

الصحافة والإعلام: كتابة التقارير الإخبارية الأولية، وتلخيص المقالات، وإنشاء المحتوى القائم على البيانات.

التصنيع: ستتزايد أتمتة خطوط الإنتاج، مما يقلل الحاجة إلى العمالة اليدوية في المهام المتكررة.

النقل: القيادة الذاتية ستقلل بشكل كبير من الحاجة إلى سائقي الشاحنات وسيارات الأجرة.

وتطرق البصال إلى التحديات التي تواجه الشباب في مستقبل العمل:

بشكل عام، يواجه الشباب في مستقبل العمل والمهن والتوظيف تحديات عدة تتطلب مرونة وتكيفًا مستمرًا:

التعلم المستمر وتنمية المهارات: لم يعد التعلم مقتصرًا على فترة الدراسة الجامعية، بل أصبح عملية مستمرة مدى الحياة. يجب على الشباب الاستثمار في تطوير مهاراتهم الرقمية، والمهارات الشخصية مثل التفكير النقدي، وحل المشكلات، والإبداع، والتواصل الفعال.

التخصص والتميز: مع تزايد المنافسة، سيصبح التخصص في مجالات محددة ذات قيمة مضافة عالية أمرًا ضروريًا للتميز.

القدرة على التكيف مع التغيرات: ستكون القدرة على التكيف مع التقنيات الجديدة والتحولات في سوق العمل هي المفتاح للبقاء في دائرة المنافسة.

بناء شبكات العلاقات المهنية: ستلعب العلاقات المهنية دورًا حيويًا في الحصول على الفرص والوصول إلى المعرفة والخبرات.

ريادة الأعمال والتفكير الابتكاري: سيصبح التفكير كرائد أعمال والقدرة على ابتكار حلول جديدة للمشكلات أمرًا مهمًا، حتى لو لم يعمل الشباب في شركاتهم الخاصة.

باختصار، مستقبل العمل يتجه نحو المزيد من الأتمتة والذكاء الاصطناعي، مما يتطلب من الشباب إعادة تقييم مهاراتهم والاستعداد لمسار مهني يتطلب تعلمًا مستمرًا وتكيفًا سريعًا.

بداية الصفحة