أخبار مصر
هل تنجح مصر في تحويل مفاوضات قمة المناخ بأذربيجان لصالح الدول الأكثر تضررا من التغيرات المناخية؟

تعد مشاركة الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة على مدار الأسبوع الماضي في قمة المناخ بأذربيجان أحد أهم الأحداث البيئية التي دارت على مدار أسبوع ماض.
حيث توجهت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة إلى جمهورية أذربيجان للمشاركة في الشق التمهيدي لمؤتمر المناخ COP29، المنعقد خلال الفترة من ٩ إلى ١١ أكتوبر بباكو، حيث تولت القيادة المشتركة مع الجانب الأسترالي لتسيير مشاورات الهدف الجمعي الكمي الجديد لتمويل المناخ للوصول لتوافق حول هذا الهدف خلال مؤتمر المناخ COP29 بأذربيجان.
كما شاركت في الحوار الوزاري رفيع المستوى حول الهدف الجمعي الجديد الكمي لتمويل المناخ، مؤكدة على أهمية الشق التمهيدي للمؤتمر في تمهيد الطريق للخروج بهدف جمعي كمّي جديد لتمويل المناخ متوافق عليه، يلبي طموح الدول بشكل عام، واحتياجات وأولويات الدول النامية والمهددة بآثار تغير المناخ، مع توفير القدرة على الوصول للتمويلات التي سيتم رصدها.
وأوضحت وزيرة البيئة أن فعاليات الشق التمهيدي تتضمن عرض نتائج القيادة المشتركة لبرنامج العمل الخاص بهدف التمويل، وذلك بعد مناقشة الاحتياجات وأولويات الدول النامية؛ وضرورة العمل على الوصول لهدف عالمي كميّ جديد للتمويل يتم إقراره في مؤتمر المناخ COP29، ورؤى الدول حول الهدف، بإلإضافة إلى الجلسة العامة حول الطريق إلى مؤتمر المناخ COP29، والمناقشات برئاسة الثنائيات الوزارية حول موضوعات التكيف والخسائر والأضرار والتخفيف وتمويل المناخ، وايضاً مناقشة المضي قدما في نتائج اول تقييم للمناخ GST.
وفى بداية كلمتها أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد على أهمية الحوار الوزاري في تحقيق تقدم في الهدف الكمي الجماعي الجديد بشأن تمويل المناخ، باعتباره قضية حاسمة، حيث يوفر فرصة جيدة لتبادل الآراء وفرصة للتعبير عن وجهات النظر حول مجموعة متنوعة من القضايا، والبدء في التفكير في نتيجة هذه الجهود، في مؤتمر المناخ القادم COP29.
وأكدت أن تمويل المناخ هو العنصر الأساسي في تمكين العمل المناخي، بما ينعكس بشكل مباشر على قدرة البلدان النامية على تقديم وتنفيذ مساهماتها المحددة وطنيا الحالية وإظهار المزيد من الطموح في المضي قدما في المساهمات المحددة وطنيا المتعاقبة، وإلى جانب تحديات الديون والأولويات لتحقيق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر، فإن تحديات التمويل ستستمر في إعاقة قدرة معظم البلدان النامية على الوفاء بالتزاماتها المحددة وطنيا واهداف اتفاق باريس للتخفيف والتكيف.
واستعرضت الدكتورة ياسمين فؤاد رحلة الوصول لعملية الهدف الجمعي الكمي الجديد لتمويل المناخ، بدءا من مؤتمر المناخ COP21 واتفاق الأطراف على الوصول لهدف جديد للتمويل بحلول ٢٠٢٥ يقوم على مكتسبات هدف ١٠٠ مليار دولار، وفي مؤتمر المناخ COP26 بجلاسكو سلط الضوء على الحاجة إلى المزيد من العمل على إتاحة التمويل، وتقرر إطلاق عملية الهدف الجديد لتمويل المناخ بحلول عام 2024 للوصول له في مؤتمر المناخ COP29 مع التأكيد على أن يشمل الكمية والجودة وإمكانية الوصول اليه، وايضا مصادر التمويل والشفافية.
وأكدت وزيرة البيئة أنه في مؤتمر المناخ COP27 بشرم الشيخ، اتفق الأطراف على عقد حوار وزاري رفيع المستوى بهدف تقديم التوجيه واطلاق العمل على المسارات الموازية لهدف ١.٥ درجة حرارة ، وبدء مناقشات حول إصلاح المؤسسات المالية الدولية التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بقضية تمويل المناخ، وفي مؤتمر المناخ COP28 تم تبني قرار تقييم المناخ والذي يوضح مدى التزامنا بمسار تحقيق اتفاق باريس، والذي سلط الضوء على الرابطة بين الهدف الجديد للتمويل واحتياجات الدول النامية وضرورة تقديم خطط المساهمات والتكيف الوطنية.
جدير بالذكر أن العالم حاليا يتطلع لتحويل الآمال والطموحات إلى إجراءات فعلية، ومن المتوقع أن تؤكد رئاسة البرازيل لمؤتمر الأطراف الثلاثين على أهمية المساهمات المحددة وطنيا الجديدة الأكثر طموحا للحفاظ على هدف إبقاء حرارة الأرض ١.٥ درجة.
وأشارت وزيرة البيئة بصفتها ممثلة لدولة نامية، تعي جيدا تأثير تغير المناخ على الاقتصاد والنفقات الباهظة المطلوبة من الميزانيات الوطنية لمعالجة الاحتياجات العاجلة للتكيف والمرونة من أجل تجنب التأثيرات على حياة وسبل عيش شعوبنا، خاصة أن التقارير تشير إلى الفجوة التمويلية وعدم القدرة على الوصول للتمويل، مما يتطلب تسليط الضوء عليه في رحلة الوصول لهدف جمعي كمّي جديد للتمويل، مع النظر لمتطلبات الدول النامية، لتتمكن من تقديم مساهماتها اللازمة لمعالجة تغير المناخ وتنفيذ مساهماتها المحددة وطنياً الحالية وتقديم مساهمات مستقبلية طموحة.
كلمة مصر في أذربيجان
وألقت فؤاد كلمة مصر خلال الجلسة العامة بعنوان الطريق نحو COP29، ضمن الاجتماع الوزاري غير الرسمي الشق التمهيدي لمؤتمر المناخ COP29، المنعقد بباكو خلال الفترة من ٩ إلى ١١ أكتوبر الجاري، بهدف دفع المفاوضات المناخية قبل المؤتمر المقرر عقده في نوفمبر القادم، حيث قالت: تقدر مصر الجهود الحثيثة التي تبذلها رئاسة مؤتمر المناخ COP29 والفرص العديدة التي أتاحتها للدول الأطراف للمشاركة والتفاعل مع مختلف القضايا الملحة على اجندة المناخ، مشددة على التزام مصر الكامل لدعم هذه الجهود للخروج بمؤتمر ناجح يلبي طموح كافة الدول.
وقد أعربت وزيرة البيئة عن اعتزازها بالفرصة التي أتاحتها رئاسة المؤتمر، في ظل حتمية تمويل المناخ، للوصول إلى هدف جمعي جديد لتمويل المناخ، مؤثر وطموح وتحولي، يلبي احتياجات وأولويات الدول النامية، ويستفيد من تجربة ١٠٠ مليار دولار، ويتجنب الصعوبات التي أدت إلى الوضع الحالي لتمويل المناخ.
وأشارت د. ياسمين فؤاد إلى أن العمل الطموح على إجراءات التخفيف والتكيف في هذا الوقت الحرج لن يتحقق إلا بتوفير دعم مالي يمكن الوصول اليه ويلبي الاحتياجات، كما انه ضروري لتنفيذ خطط المساهمات الوطنية للدول، والعمل على خطط مساهمات مستقبلية طموحة، تحافظ على هدف الإبقاء على درجة الحرارة ١.٥ درجة.
وأضافت وزيرة البيئة أن تمويل المناخ ليس الموضوع الملح فقط على أجندة المؤتمر، فهناك ضرورة ملحة لتفعيل الهدف العالمي للتكيف، وإحراز تقدم في برنامج عمل الانتقال العادل وضمان إشراك جميع الدول فيه، إلى جانب الدور الهام لنقل التكنولوجيا في تنفيذ اجراءات التخفيف والتكيف، وايضاً بناء القدرات الذي يعد تحديا للعديد من الدول.
وأكدت وزيرة البيئة أن مصر ترى أن التعاون والشراكة هما السبيل الوحيد للمضي قدما للحفاظ على هذا الكوكب، ورغم أن العمل متعدد الأطراف يواجه تحديا على العديد من الأصعدة، إلا أن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ أثبتت إمكانية تعزيز مصداقية هذا العمل.
وأشارت وزيرة البيئة إلى ضرورة إشراك جميع الأطراف، مؤكدة أنه مع بداية الجلسات استمعنا لتوقعات وشواغل المجتمع المدني، والذي يمكن ان يقدم العديد من الحلول، وشددت على أهمية التعاون خلال مؤتمر المناخ COP29 والذى يمكن أن يحقق توافق متوازن والمضي نحو طموح أكبر في المستقبل القريب.
فؤاد تلتقي نائب الأمين العام للأمم المتحدة
عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة لقاء ثنائيا مع امينة محمد نائب الأمين العام للأمم المتحدة، على هامش مشاركتها في الشق التمهيدي لمؤتمر المناخ COP29 بباكو.
وذلك لمناقشة آخر مستجدات مشاورات الهدف الجمعي الكمي الجديد لتمويل المناخ، ونقاط الاختلاف والاتفاق حول الهدف الجديد للتمويل، وكيف تعمل مصر من خلال تولي وزيرة البيئة المصرية القيادة المشتركة مع الوزير الاسترالي لعملية تسيير مشاورات الهدف الجمعي الكمي الجديد لتمويل المناخ، وعلى تقليل مواطن الخلاف، والدعم السياسي الذي يمكن يقدمه الرؤساء من خلال المشاركة في المشاورات للوصول لاتفاق حول هذا الهدف.
وشددت وزيرة البيئة على أهمية الوصول لتوافقات للخروج في مؤتمر المناخ COP29 بهدف جمعي كمّي جديد لتمويل المناخ متوافق عليه، يلبي طموح الدول بشكل عام، واحتياجات وأولويات الدول النامية والمهددة بآثار تغير المناخ، مع توفير القدرة على الوصول للتمويلات التي سيتم رصدها.
وأشارت د. ياسمين فؤاد إلى أنها حرصت خلال إدارتها وشريكتها الأسترالية لمجموعة العمل الوزارية الفرعية لتسيير مفاوضات تمويل المناخ، على الاستماع إلى مختلف الرؤى والآراء للدول الممثلة في المجموعة الوزارية الفرعية، والوقوف على فرص تقريب وجهات النظر بين الدول المتقدمة والنامية، وشواغل الدول فيما يخص الوصول لهدف جمعي كمّي جديد للتمويل يضمن تلبية مختلف الاحتياجات والأولويات ويتسم بالشمولية والشفافية.