ثقافه وفنون

زينات صدقي.. ملأت الدنيا سعادة لينتهي بها الحال في مقابر الصدقة

كتب في : الجمعة 03 مارس 2017 - 12:15 صباحاً بقلم : سالى سامى

سبعة وثلاثون عامًا تمر على وفاة أهم ممثلة كوميدية وقفت أمام الكاميرا، وجسدت من خلالها ما يقارب المائة وسبعين عملًا فنيًا، تنوعت بين السينما والمسرح، استطاعت من خلالها جميعًا أن تحفر الكثير إيفيهاتها وإيماءاتها ونظراتها في وجدان جمهورها الذي يزداد جيل تلو جيل، إنها الفنانة القديرة العصيّة على التكرار أو التقيلد زينات صدقي.

 

«بداية بسرعة الصاروخ».. تلك الجملة هي أنسب وصف لمسيرة زينب محمد مسعد في البدايات، وكأن القدر يكافئها على رحلتها الشاقة في السير نحو مشعوقها الفن، والبدء في العمل كراقصة، ومونولوجست، بهروبها من أهلها بالأسكندرية إلى لبنان مع صيقتها خيرية صدقي، التي استعارت منها اسم الأب "صدقي" ليصبح اسمها فيما بعد زينب صدقي، إلى أن تلتقي بنجيب الريجاني الذي يضمها لفرقته، ويطلق عليها زينات صدقي، منعًا للخلط بينها وبين الفنانة زينب صدقي إحدى فنانات ذلك العصر.

 

بدخول زينات السينما، بعد نجاحاتها مع فرقة الريحاني المسرحية، تلفت إليها الأنظار، منذ أول أفلامها «آه يا حرامي»، لأنور وجدي ونعمية عاكف، والذي فيه تواجد اسمها على الأفيش بالرغم من أنها المرة الأولى لها سينمائيًا، ومن بعده تتوالى الأعمال التي خلّت اسمها كأشهر من قدمن دور العانس في السينما المصرية، بالعديد من الأدوار التي يحفظ المشاهد جملها الحوارية عن ظهر قلب.

 

واحدة من المضحكات المبكيات، أن تجد شخصًا قد يظن من يراه على الشاشة أن حياته تحفل بالمرح والبهجة، لكن بذيوع أسرار حياته الشخصية تجدها ملئية بالمآسي، التي لا تليق أبدًا بفنانة أسكنت السرور والبهجة في قلوب معجبيها عشرات السنين، أولى المآسي تبدأ بعد انفصالها عن زوجها الأول، من خلال قصة حب تنشأ بينها وبين أحد رجال ثورة يوليو، تُكلل بالزواج السري، ورغم كل هذا الحب لم يدُم الزواج طويلًا، وبعدها تعيش زينات حالة من الحزن لفترة، وبعدها تحاول التعافي من خلال الانغماس في معشوقها الأول التمثيل.

ينقلب الحال في بداية السبعينيات، حيث يقل عدد الأفلام المشاركة بها، التي كان آخرها «بنت اسمها محمود» عام 1975، خلال هذه الفترة تعيش زينات حالة من الأفول الفني، حيث تشعر بأن الجميع أدار لها ظهره، فتضطر لبيع أثاث منزلها، لكن القدر وحده من وقف بجانبها، حين كرمها الرئيس السادات في عيد الفن عام 1976، ويقرر لها معاشًا شهريًا قدر 100 جنيه، لم تنتفع به سوى عام ونصف فقط، لأنها أدركها الموت في مثل هذا اليوم من عام 1978، بعد صراع مع المرض بإصابتها بماء على الرئة،لتُدفن في مقابر الصدقة، التي كانت قد أوصت بكتابة جملة «عابر سبيل» على قبرها.

بداية الصفحة