العالم العربى

كوساتشوف: تجب مناقشة قرار ترامب بشأن الاتفاق النووي الإيراني في مجلس الأمن

كتب في : السبت 12 مايو 2018 - 1:08 صباحاً بقلم : نادر مجاهد

أكد رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، قسطنطين كوساتشوف، وجوب مناقشة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالخروج من الاتفاق النووي الإيراني في مجلس الأمن الدولي.

 

وشدد كوساتشوف، في حديث لوكالة "نوفوستي" امس، على أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق مع إيران، عرض هذا الاتفاق الدولي الهام للخطر، ويتعين أن يصبح موضع للمناقشة في مجلس الأمن الدولي.

 

وقال: "الحديث يدور عن انتهاك مباشر لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 المؤرخ 20 يوليو 2015، ولا شك في أن أفعال الولايات المتحدة تلك تجب مناقشتها في مجلس الأمن الدولي".

 

ولم يستبعد كوساتشوف أن تبادر روسيا أو أي دولة أخرى "تحترم دور وسمعة مجلس الأمن" بدعوة إلى إجراء جلسة خاصة بشأن المسألة.

 

وكتب المسؤول الروسي على صفحته في "فيسبوك" اليوم، أن إيران، على الأرجح، لن تقبل بمراجعة الاتفاق النووي بشكل منفصل عن المشاركين الآخرين فيه، مثلما يصر عليه ترامب.

 

وأضاف: "في هذه الحالة سيكون الشيء الأكثر منطقية بالنسبة لإيران الالتزام ببنود الاتفاق المتعدد الأطراف الموقع. وبالتأكيد، ستحصل إيران على دعم روسيا والصين والأوروبيين الذين يواجهون ضغوطا بفرض الإرادة الأمريكية عليهم" في إشارة إلى دول الاتحاد الأوروبي التي وقعت على الاتفاق، وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

 

وأشار كوساتشوف إلى أن رغبة ترامب في إبرام صفقة جديدة "جيدة وعادلة" مع إيران بدلا من خطة العمل الشاملة المشتركة الموقعة في يوليو 2015، "ليست مجرد محاولة مراجعة السيناريو الناجح لسلفه باراك أوباما على الساحة الدولية، وإنما رسالة إلى العالم مفادها: مواقف منظمة حظر الأسلحة النووية والحلفاء والمجتمع الدولي بأكمله لم تعد تهمنا وعليكم أن تتفاوضوا وتنسقوا مع أمريكا فقط، وهي ستقوم بالتأكد من التزام طرف ما ببنود اتفاقيات وهي من سيعاقب الآخرين، بمن فيهم الحلفاء، على عدم الانضمام إلى العقوبات الأمريكية".

 

ووصف كوساتشوف تصرف واشنطن بـ"الابتزازي والديكتاتوري"قائلا: "الولايات المتحدة تتصرف كدولة-ديكتاتورية تستغل مزاياها الاقتصادية وغيرها في العالم بغية فرض مواقفها ومصالحها بصورة فظة. إنها تفقد بسرعة موقفها كلاعب مسؤول وفعال في الفريق الدولي وتتحول إلى مبتز عالمي ومنتهك للنظام الدولي".

 

وأضاف أن ترامب "يريد الظهور في عيون العالم كمنتصر سريع، مدعيا أن المجتمع الدولي عجز طوال سنوات عن إيجاد حلول لملفات سوريا وإيران وكوريا الشمالية وغيرها من المشاكل الدولية، ومنذ قدومه هدد وضغط على الفور، وبدأت دوامة الأحداث".

 

وتابع: "لكن السياسة ليست التجارة، و"صفقة جيدة" لا تمثل هنا فوزا منفردا لطرف ما، بل هي ثمرة لعملية تنسيق مواقف ومصالح لاعبين مختلفين وتوافقهم والاتفاق بخصوص برنامج إيران النووي، الذي أخرج ترامب الولايات المتحدة منه مؤخرا كان نموذجا ناحجا لتوافق دولي". 

 

وختم بالقول: "على العالم أن يدرك أن المشلكة الرئيسة التي يواجهها الآن ليست إيران وبرنامجها النووي، وإنما أمريكا مع ترامب".

بداية الصفحة