العالم العربى

ليبيا.. حيلة أنصار الشريعة وداعميها لتفادي الاستهداف الدولي

كتب في : الاثنين 29 مايو 2017 - 2:33 صباحاً بقلم : منى مجاهد

تلقى الليبيون خبر إعلان حل جماعة أنصار الشريعة الإرهابية، على قناة النبأ، التابعة للقيادي في الجماعة المقاتلة عبد الحكيم بلحاج وشيخه في قطر علي الصلابي.

و"النبأ" هي القناة نفسها التي أعلنت تأسيس الجماعة الإرهابية في 2013، وبثت أول مؤتمر صحفي لها في 2014 مع قناة الجزيرة القطرية.

 

وحسب مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة، فإن إعلان أنصار الشريعة حل نفسها يهدف "دبلوماسيا وسياسيا إلى نفي المبرر لقصف أي موقع في ليبيا باسم محاربة الإرهاب".

 

ويأتي هذا الإعلان بعد القصف الجوي المصري لمواقع التنظيم قرب درنة، وتأييد مجلس الأمن ذلك في إطار الحرب على الإرهاب.

 

ويضيف الدبلوماسي أن الجماعات المصنفة إرهابية دوليا في ليبيا، هي داعش والقاعدة وأنصار الشريعة، أما بقية التنظيمات فليست مصنفة دوليا وإن صنفتها بعض الدول إرهابية.

ويقارن الدبلوماسي خبر أنصار الشريعة حل نفسها بقرار حركة حماس فك ارتباطها بالإخوان وغير ذلك من الجماعات المصنفة إرهابية، التي تعلن قرارات سياسية فقط لغرض عدم استهدافها دوليا دون أي تغيير في نشاطها.

 

ويركز الدبلوماسي على أن بريطانيا، ودول أخرى، يمكنها الآن القول بأن "مجلس شورى مجاهدي درنة" من الفرقاء السياسيين في ليبيا، ولا تجد حرجا حتى في التعامل معه دون انتهاك قرارات مكافحة الإرهاب الدولية.

 

يذكر أن تغيير الأسماء هو تكتيك تتبعه الجماعات الإرهابية والمتطرفة في مواجهة العواصف، كما فعلت جبهة النصرة في سوريا.

 

وكما نصح أسامة بن لادن أتباعه من قبل بتغيير أسماء تنظيماتهم وهو أسلوب يعود أصله إلى جماعة الإخوان ـ الجذر الساسي لكل التنظيمات والجماعات الإرهابية.

 

تداخل مع القاعدة وداعش وغيرها

 

وبعيدا عن الغرض السياسي والدبلوماسي الذي يستهدفه رعاة الجماعات الإرهابية في ليبيا، يشير تاريخ أنصار الشريعة إلى تداخلها مع القاعدة وداعش و"ليبيا المقاتلة" وغيرها من التنظيمات الإرهابية والمتطرفة.

 

وفي عام 2012، تمكنت جماعة أنصار الشريعة بمساندة "المؤتمر الوطني العام" ووكيل وزارة الدفاع عضو الجماعة الليبية المقاتلة خالد الشريف، وبعض الثوار المتطرفين من بسط سيطرتهم على مدينة بنغازي.

 

ونتيجة التهميش المتعمد للجيش الليبي وقتها، وصل عدد الاغتيالات التي طالت أبناء مدينة بنغازي إلى أكثر من 500، أغلبهم من العسكريين. ولكن إجرام المتطرفين لم يتوقف عند ذلك فطالت أيادي الغدر النساء والأطفال.

 

وبعد تصنيف الجماعة من قبل مجلس الأمن جماعة إرهابية، قامت بتشكيل تكتل جديد تحت مسمى "مجلس شورى ثوار بنغازي".

 

وتحالفت جماعة أنصار الشريعة مع كتيبة راف الله السحاتي بقيادة إسماعيل الصلابي (شقيق "قرضاوي ليبيا" علي الصلابي المقيم في قطر) وبعض الميليشيات المتطرفة الأخرى.

 

كما أعلن عن تشكيل "مجلس شورى مجاهدي درنة" الذي تضمن أفراد هذه الجماعة، ولكن تحت مسمى جديد.

 

وفي مدينة أجدابيا، ظهر تنظيم أنصار الشريعة أيضا، لكنه وعلى خطى التنظيم في بنغازي ودرنة تحت مسمى "مجلس شورى ثوار أجدابيا".

 

وبعد الهزائم المتتالية لأنصار الشريعة في بنغازي وأجدابيا، فر المسلحون إلى جنوب ليبيا واتخذوا من الجفرة مقرا لهم، وبعدها بأسابيع أعلنوا عن تكتل جديد اسمه "سرايا الدفاع عن بنغازي".

 

بداية الصفحة